مقالات

الحزم و الصرامـة رد علی الصلافة

 
 
 
المستقبل العربي 
 15/1/2016
 

 بقلم: سعاد عزيز 
 
في ظل تزايد سخط الشارع العربي من التدخلات الايرانية في المنطقة و تماديها في بعض الدول الی أبعد حد، فإن عملية عاصفة الحزم للتحالف العربي بقيادة السعودية ضد التدخل الايراني في اليمن و کذلک التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب و الذي إستثنی الجمهورية الاسلامية لعلاقتها بتصدير التطرف و الارهاب، وکذلک قطع علاقات مجموعة من الدول العربية علاقاتها مع إيران بسبب سياساتها المشبوهة، قد قوبلت بترحيب واسع من جانب هذا الشارع کما لاقت تفهما دوليا في نفس الوقت.
کثيرة جدا التصريحات و المواقف التي أطلقها المسؤولون الايرانيون بشأن إلتزام طهران بأمن و إستقرار المنطقة و تأکيدهم علی إحترام سيادة الدول و عدم التدخل في شؤونها، خصوصا وإن هکذا مواقف تصريحات قد تکررت في عهد الرئيس الحالي حسن روحاني، لکن في نفس الوقت ليس هنالک شئ علی الارض يقترن بتصريحات”التطمين”هذه وانما علی العکس من ذلک تماما، إذ نجد هناک المزيد من الإيغال و التمادي في التدخلات.
مايلفت النظر و الانتباه، هو إن التصريحات الايرانية”التطمينية” خصوصا في عهد روحاني و التي لاتجد لها تطبيقا علی أرض الواقع هي علی العکس من التصريحات”العدوانية الصلفة” التي تجد بالضرورة لها تطبيقا و تجسيدا علی الارض، وبهذا السياق فإن تصريح قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، بتجهيز آلاف ممن أسماهم الجيل الثوري المسلح في دول المنطقة، هو من جهة إعتراف صريح بالتدخل و من جهة ثانية ينسف و يفند و يکذب کل تصريحات و مواقف التطمين الصادرة من جانب مسؤولين آخرين.
الملاحظة المهمة التي يجب الانتباه إليها جيدا، هي إن التصريحات التطمينية و مواقف التهدئة الايرانية إنما تصدر من أجل ذر الرماد في الاعين و للتسويق الاعلامي البحت وهو دأب طهران طوال أکثر من 36 عاما، وإن التدخلات الايرانية في المنطقة ولاسيما في سوريا و العراق و اليمن بشکل خاص قد وصلت الی ذروتها، وليس غريبا أن يصاحب ذلک تصريحات و مواقف تطمينية بصورة ملفتة للنظر، وإننا نعتقد بإنه قد حان الوقت المناسب ليس لرفض هکذا تصريحات و مواقف تطمينية وانما السخرية منها و رفضها وحتی الاستخفاف و الاستهانة الکاملة بها و إفهام طهران بإن ألاعيبها و خدعها و أکاذيبها لم تعد تنطلي علی أحد.
روحاني وهو يستعد للقيام بزيارته المنتظرة لفرنسا، فإنه سيقوم کعادته بالإيحاء بإن نهج حکومته سلمي إنفتاحي و يسعی من أجل الحفاظ علی الامن و الاستقرار في المنطقة، في حين إن النهج الحقيقي لحکومته هو علی النقيض من ذلک و من الضروري أن تعمل الدول العربية الی إيصال حقائق بشأن السياسة المشبوهة لحکومة روحاني کي تکون الصورة واضحة و يتم تفنيد و دحض مزاعمه.
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى