أخبار العالم

الفتاة الفلسطينية التي ناقشت ميرکل

 

 
ايلاف
1/1/2016


 ساهمت طفلة فلسطينية في تغيير وجهة نظر الألمان تجاه قضية اللجوء، لا سيما بعد نقاشها المؤثر مع المستشارة أنجيلا ميرکل، التي تعرضت لانتقادات لاذعة علی خلفية الکلام التي توجهت به إلی ريم.
 
إعداد ميسون أبو الحب: هي فتاة غيّرت الطريقة التي ينظر بها الالمان الی اللاجئين، اسمها ريم سحويل، وظهرت في التلفزيون الالماني امام المستشارة انجيلا ميرکل وسألتها إن کانت سترحلها بالفعل من المانيا فأجابت ميرکل: لا يمکن لکل من يرغب في البقاء هنا ان يبقی.
 
بعد هذا الحوار القصير، تعرضت ميرکل الی انتقادات لجوابها، ثم ما لبثت ان فتحت الباب امام ما يقارب من مليون لاجئ.
 
عندما فتحت المستشارة انجيلا ميرکل ابواب المانيا امام اللاجئين، جرت اوروبا کلها معها، ولکن موقف ميرکل لم يکن هو نفسه عندما ظهرت علی شاشة التلفزيون في منتصف تموز (يوليو) الماضي، وبدت غير مبالية تمامًا بمشکلة اللجوء والترحيل.
 
ظهرت ميرکل في برنامج للاجابة علی اسئلة يطرحها طلاب، وکانت ريم سحويل (14 عامًا)، وهي فلسطينية وصلت الی المانيا قبل اربعة اعوام قادمة من لبنان برفقة اسرتها، تجلس في الصف الامامي.
 
مترددة
 
تحدثت ريم موجهة الحديث للمستشارة الالمانية بلغة المانية ممتازة، وقالت: “اريد ان اذهب الی الجامعة، من الصعب ان انظر الی الآخرين يستمتعون بحياتهم وانا لا استطيع، لا اعرف ما يخبئه المستقبل لي”، وبعد اشهر قالت ريم، التي تقيم مع اهلها في ضواحي بلدة روستوک، إنها کانت مترددة في التحدث، واضافت: “ولکن صديقتي قالت إن عليّ أن اتحدث وأنا لم أکن متأکدة من ذلک، کنت مترددة تمامًا”.
 
وکانت اسرة ريم علی وشک ان يتم ترحيلها بعد انتظار سنوات للموافقة علی طلبهم باللجوء عندما ظهرت ريم في البرنامج التلفزيوني وتحدثت امام المستشارة التي اجابت “افهم تمامًا ما تقولين، ولکن، السياسة صعبة احيانا، هناک آلاف مؤلفة في معسکرات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ممن يريدون المجيء الی هنا ولا يمکننا الموافقة علی مجيئهم کلهم”.
 
وفي تلک اللحظة، اجهشت ريم بالبکاء وحاولت ميرکل تهدئة خواطرها، لکنّ منتقدي المستشارة قالوا إنها بدت بلا قلب، فيما قالت ريم لاحقًا إنها تقدّر صراحة ميرکل، واضافت: “إنها انسانة لطيفة”.
 
انتقاد
 
وطبعًا نشر شريط الفيديو، حيث تظهر ريم مع المستشارة علی الانترنت، واعتبر الکثيرون ان الموقف تجاه ريم غير صحيح، فهي تتحدث بلغة المانية ممتازة، وهي طالبة مجتهدة جدًا وتريد بناء حياتها في المانيا، وبعد ريم تصدر موضوع الهجرة لائحة الاهتمامات في المانيا.
 
وتعرضت ميرکل الی انتقادات شديدة في الصحافة، بعضها لم يکن منصفًا تماما، حتی بعد ان استقبلت المانيا عدد لاجئين اکبر من أي دولة اوروبية اخری.
 
ومع تدفق اللاجئين توقعت المانيا استقبال اقل من نصف مليون بحلول نهاية 2015، ولکن وبعد الحوار مع ريم بأيام قليلة، ابلغها وزير الخارجية توماس دو ميزيير أن العدد قد يصل الی 800 الف شخص، وعندها خرجت تظاهرات يمينية في هايدنو قرب درزدن بسبب قرار بإنشاء مخيم لاجئين في المنطقة، وفي 26 آب (اغسطس) تعرض لاجئان الی اعتداء.
 
القرار
 
وعندئذ اتخذت ميرکل قرارًا من شأنه ان يغير کل شيء، فأمام تدفق اللاجئين وضغط اليمينيين وانقسام اوروبا، علقت المانيا بکل هدوء ترحيل السوريين الی الدول الاوروبية الاخری التي قدموا منها حسب اتفاق دبلن، واعتبارًا من تلک اللحظة، انفتحت ابواب المانيا امام السوريين.
 
في هذه الأثناء، کانت اسرة ريم في حيرة من امرها ولم تعرف مصيرها تمامًا، ووعد عمدة روستوک، رولاند ميثلنغ اعادة النظر في قضية ريم باهتمام کبير، حسب قوله، فيما قالت ريم لصحيفة ذا ستار: “کانت فترة صعبة واستغرقت وقتًا طويلاً”، ثم ما لبثت الامور ان بدأت تتغير وسمح للاسرة بالبقاء.
 
وتقول اسرة ريم إنها تعتبر نفسها محظوظة لحصولها علی الموافقة، وتقر بأن ريم کانت وراء تحقيق هذه النتيجة.

زر الذهاب إلى الأعلى