أخبار العالم

استعدادات أمنية في العواصم الأوروبية لمواجهة أي تهديدات أثناء الاحتفال بالعام الجديد

 

 

 

الشرق الاوسط
28/12/2015

 

حالة من الترقب والحذر تسود کثيرا من العواصم الأوروبية، قبل ساعات من الاحتفال بالعام الجديد، وذلک في ظل مخاوف لدی البعض من الأوروبيين من وقوع أي عمليات إرهابية خلال الاحتفالات، ولتفادي ذلک أعلنت السلطات الأمنية في کثير من دول التکتل الأوروبي الموحد عن تشديد للإجراءات الأمنية، بينما اکتفت دول أخری ومنها بلجيکا بحالة التأهب الأمني الموجودة منذ فترة ومستمرة في الوقت الحالي. ولکنها عادت وقالت إنه قرار مبدئي ويخضع للتقييم بشکل مستمر.
وعلی الرغم من إعلان عمدة العاصمة بروکسل عن تنظيم الاحتفالات واستخدام الألعاب النارية في ظل إجراءات مشددة، فإن کثيرا من رؤساء الأحياء والسلطات المحلية في عدة بلديات قريبة من بروکسل قررت إلغاء الاحتفالات في ظل التهديدات الأمنية القائمة ولتفادي أي مخاطر.
وفي منتصف الشهر الحالي، تقرر الإبقاء علی حالة الاستنفار الأمني الحالية في بلجيکا تحسبا لأي تهديدات إرهابية، وهي حالة استنفار من الدرجة الثالثة، وهي الدرجة الأقل مباشرة من حالة التأهب القصوی، وسوف يستمر الوضع الحالي حتی انتهاء الاحتفالات بالأعياد ورأس السنة الميلادية الجديدة.
هذا هو القرار الذي صدر عن مرکز إدارة الأزمات وتحليل المخاطر عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي البلجيکي، وأکده مکتب وزير الداخلية جان جامبون في بيان. وجاء فيه أنه قرار مبدئي، وسوف تخضع الحالة للتقييم بشکل مستمر من جانب مرکز إدارة الأزمات والجهات الأمنية المختلفة.
ومن جانبه، أعلن عمدة بروکسل إيفان مايور أن الاحتفال التقليدي بالعام الجديد من خلال الألعاب النارية في سهرة نهاية العام سيقام في موعده ولکن في ظل إجراءات أمنية مشددة، وطالب السکان بالحضور إلی مکان الاحتفال دون أي حقائب يدوية أو متعلقات أخری.
من جانبه قال وزير الداخلية البلجيکي جان جامبون إن بلاده واجهت مخاطر حقيقية، وکانت هدفا لهجمات إرهابية علی غرار ما وقع في باريس الشهر الماضي، ولهذا السبب تقرر رفع حالة الاستنفار الأمني وقتها إلی الحالة القصوی، وبالتالي «نجحنا في إحباط المخطط الإرهابي»، بحسب ما ذکره الوزير في تصريحات للتلفزة البلجيکية.
وتشدد الدول الأوروبية إجراءاتها الأمنية إثر معلومات مخابراتية أجنبية عن احتمال وقوع اعتداءات في أوروبا، خلال فترة أعياد الميلاد، فقد أعلنت الشرطة النمساوية، السبت، أن ما وصفته بجهاز مخابرات صديق حذر کثيرا من العواصم الأوروبية من وقوع هجمات إرهابية قبل مطلع العام الجديد. وذکرت شرطة فيينا، في بيان، أن التحذيرات ذکرت أسماء کثير من المهاجمين المحتملين، لکن لم يصل التحقيق فيها إلی نتائج ملموسة. وأضافت هذه التحذيرات أن الهجمات قد تقع عبر إطلاق نار أو تفجير.
وفي ألمانيا، قال متحدث باسم وزارة الداخلية إن الوزارة لا تعلق علی مواقف محددة لأسباب تتعلق بالعمليات، مضيفا: «ألمانيا لا تزال في مرمی إرهاب المتشددين». وأشار إلی أن البلاد راجعت إجراءات أمنية وأقرتها بعد هجمات باريس.
أما فرنسا فهي في حالة تأهب قصوی منذ الهجمات الإرهابية التي شهدتها الشهر الماضي، إذ أصدرت الشرطة تعليماتها بالبقاء علی درجة الحذر، خصوصا حول الکنائس.
وفي بريطانيا قالت شرطة العاصمة إن التهديد من الإرهاب الموجه إلی المملکة المتحدة «حقيقي وجدي»، محذرا من أن «الإرهابيين يمکن أن يستهدفوا بريطانيا في أي وقت وفي أي مکان دون سابق إنذار». وتأتي التحذيرات بعد 6 أسابيع من هجوم شنه مسلحون علی مواقع عدة في العاصمة الفرنسية باريس، أسفر عن مقتل 130 شخصا. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم.
وکان البابا فرنسيس دعا العالم، في رسالة عيد الميلاد، الجمعة الماضي، إلی الوحدة لإنهاء فظائع المتشددين، التي قال إنها تتسبب في معاناة هائلة في دول کثيرة. وألقی بابا الفاتيکان رسالة عيد الميلاد الثالثة له منذ انتخابه في 2013 وعنوانها «إلی المدينة وإلی العالم» من الشرفة الرئيسية بکاتدرائية القديس بطرس في مدينة الفاتيکان، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وجری تفتيش حقائب آلاف الأشخاص لدی دخولهم الفاتيکان، وخضع من أرادوا منهم الوصول إلی ميدان القديس بطرس لتفتيش مماثل لما يحدث في المطارات. وشارک في تأمين المناسبة رجال شرطة مکافحة الإرهاب الذين تسلحوا بالبنادق الآلية.

زر الذهاب إلى الأعلى