العالم العربي

التدخل الروسي أم هزيمة التدخل الايراني

 

 

بحزاني
23/12/2015

بقلم:علاء کامل شبيب

 

بالغ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و تمادی أکثر من اللازم في تدخله السافر في سوريا، ولم يردعه أو يوقفه کل تلک المآسي و الکوارث الانسانية التي حلت بالشعب السوري من جراء ذلک وانما و من أجل ضمان بقاء النظام السوري فقد ذهب الی أبعد نقطة يمکن تصورها خصوصا عندما توسل بالروس لإنقاذ تخبطه و تورطه في سوريا.
التدخل الروسي الذي طبلت له وسائل إعلام نظام الجمهورية الاسلامية و”جبهة الممانعة”المزعومة و صورته بإنه سيحدث تغييرا جوهريا في الصراع الدائر و سيقلب الطاولة علی رؤوس کل الاطراف المعادية لنظام بشار الاسد، لم تمضي سوی فترة محددة عليه حتی صارت الحقيقة تتوضح و يتبين إن الامر يختلف عن المزاعم الايرانية و”الممانعية”بزاوية مقدارها 180 درجة.

منذ التدخل الروسي بدأ القادة و الضباط في الحرس الايراني يتساقطون کالذباب بفعل ضربات و هجمات المعارضة السورية، وقد کان مقتل حسين همداني و إصابة قاسم سليماني”الاسطورة المزيفة لطهران”، أکبر دليل علی إن طهران تواجه مأزقا أکبرا حتی في ظل التدخل الروسي، کما إنه وخلال الايام الماضية نقلت الانباء وصول أعداد کبيرة من نعوش قتلی الحرس في سوريا الی داخل إيران، وهو مايأتي کدليل إضافي علی وخامة الموقف الايراني في سوريا في ظل التدخل الروسي.

الامر مع التدخل الروسي لم يقف عند هذا الحد، خصوصا بعد التأکيدات الروسية علی إن هناک تنسيق روسي إسرائيلي من أجل ضمان الامن الاسرائيلي و هو مايبين سياقا آخرا يتناقض تماما مع مزاعم طهران و جبهة الممانعة المزعومة خصوصا بعد مقتل سمير القنطار القيادي في حزب الله اللبناني بفعل الهجمات الجوية الاسرائيلية، وهو مايدل بإن الاوضاع في سوريا قد وصلت الی مفترق خطير صار النظام الايراني نفسه في حيرة من أمرها، لکن و کما أکدت و تؤکد المقاومة الايرانية بإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد هزم فعلا في سوريا بعد إستقدام الروس وإن خسائره المعنوية و المادية التي تجاوزت الحدود، بمثابة الناقوس الذي يقرع دقات الإيذان بهزيمة هذا النظام و إنتهاء تدخله و فشله علی صخرة نضال و مقاومة الشعب السوري و قواه الديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى