مقابلات

الحوار مع السيد محمد علي توحيدي مسؤول لجنة الإصدارات في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

 
 
 
مقدم قناة الحرية: من المقرر هذا الأسبوع إصدار قرار في مجلس الحکام التابع للوکالة الدولية للطاقة الذرية حول PMD أي الأبعاد العسکرية للبرنامج النووي للنظام. إلی ذلک علی ما يبدو أن الأزمة الرئيسية التي تواجه النظام هي موضوع الإتفاق النووي. إلا أنکم رکزتم الأسبوع الماضي علی أزمة سوريا والأزمة الإقليمي للنظام کأکبر تحد أمامه، بالنظر إلی ما حدث أ مازلتم علی رأيکم السابق أم لا؟
محمد علي توحيدي: إن کلا من القرارات التي قدمتها دول 1+5 ومن المقرر إقرارها في 15 کانون الأول وأيضا التقرير الصادر عن الوکالة حول المسائل المتبقية والأبعاد العسکرية للبرنامج النووي للنظام علی جانب عظيم من الأهمية.
والواقع أن النظام يواجه أزمات وتحديات علی صعيدين، الأول مع المجتمع الدولي والثاني في داخله لاسيما أهمية تقرير الوکالة في هذا المجال وصل درجة حيث إنه حتی قسم من موالي النظام قالوا إن هذا التقرير أسوأ لنا من الإتفاق النووي.
إذ التقرير وضع حدا لأکبر تحد وصراع للنظام کان مطروحا منذ البداية وقدم فصل الخطاب له.
منذ البدء کان صراع جوهري يدور حول ماهية البرنامج النووي للنظام حيث يتحدث النظام والمدافعين عنه عن سلمية برنامجهم للطاقة الذرية، بالمقابل کانت المقاومة الإيرانية بأعمال فضحها ووثائقها تقول إن هذا برنامج لإنتاج الأسلحة الذرية.
وتقرير الوکالة يبت صراحة في الأمر بذکره القرائن والوثائق ومن الناحية الفنية وتصرح بأنه کانت لنظام الملالي خلال سنوات طويلة (علی الأقل بين 2003 و2009) نشاطات لإنتاج السلاح النووي بشکل منسق في مختلف أجزائه.
والحکم صادر عن أعلی مرجع دولي ورسمي تابع للأمم المتحدة من الناحية الفنية، مرجع يتحدث بإسم المجتمع الدولي والخبراء الدوليين وحتي الآن رأيه وکلامة کانا فصل الخطاب للعديد من المسائل الدولية والآن هذا المرجع يأتي بکلام محدد حول الصراع الرئيسي هذا.
کما قال السيد المهندس يزدان حاج حمزه الحکم صادر عن القاضي ولا يمکن طلب التمييز عليه والحکم صارم ونهائي ومن الناحية الفنية يضع نقطة ختام.
ولهذا السبب الکثر من عناصر النظام کما ذکرت کانوا يقولون: ” هذا يمثل أوجع ضربة استهدفتنا”
وبالتالي القرار المصاغ، علی أبواب المصادقة عليه.
وبحسب رأينا، هذا التطور يمثل التقدم بالإتفاق النووي، أي تنفيذه وخطوة جدية لتجرع خامنئي کأس السم وللبرنامج النووي للنظام.
إذن هذه التطورات هامة جدا إلا أنني ما أشرت إليه هو حسم الموضوع النووي منذ توقيع النظام علی الإتفاق ومع بروز آثاره حاليا ولکنه ليس موضوعا غير محسوم.
لکن ما يقع علی طاولة خامنئي کتحد جدي هو موضوع سوريا ومصير بشار الأسد.
المقدم: اسمحوا لي العودة إلی موضوع سوريا وما بحثناه الأسبوع الماضي.
ووصلتنا أنباء هذا الأسبوع حول الأزمة السورية وطرحت ملاحظات تنوه بالأزمة وأهميتها للنظام. علی سبيل المثال رأينا أن أبدی رفسنجاني خوفه الشديد من الفخ المنصوب للنظام في سوريا و إلی ذلک أکد محمد مهدي رهبري املشي النائب في برلمان النظام يوم 8 کانون الأول حول هذا الأمر قائلا: ” سوريا التی دخلنا الساحة من غير مباشر، يجب أن نميز بين عصابات الإرهاب والشعب السوري المعارض لحاکم سوريا.
إن کان الشعب السوري يؤيد حکومته فلم يفسح المجال لدخول الإرهابيين وإنما يتصدی لهم.
قبل ظهور داعش والتکفيريين کان حزب البعث السوري يقمع المسلمين بلارحمة وقبل حوالي 30 سنة هذا الحزب نفسه، باستخدام المدفعية والدبابة والمروحية ضرج المسلمين في حمص بداخل الجامع وخارجه ممن کانوا غالبيتهم من الإخوان المسلمين بالدماء، أبادوهم، حکام سوريا من حزب البعث يمثلون أقلية من سوريا ممن ليسوا محل ثقة لغالبية الشعب السوري، عندما کان السيد بشار الأسد يريد منصب الرئاسة لم يحظ بالشروط اللازمة حسب الدستور السوري وغيروا الدستور من أجله ليتمکن تبوء المنصب الرئاسي. جنابه لم يکن تابعا للقانون وإنما جعل القانون تابعا له.”
السيد توحيدي! ما رأيکم؟ بينما نظام بشار الأسد يمثل الحد الأحمر للنظام فلماذا في النظام وبرلمانه تشن هذه الهجمات علی بشار الأسد ويکشفون عن جرائمه؟ وحتي الآن لم تکن تطرح هکذا المسائل! هل السبب يکمن في موضوع الإنتخابات المرتقبة؟
توحيدي: طبعا هناک قضية الإنتخابات وتسوية الحساب بين زمر النظام و…إلا أنها ليست کل الموضوع. کما ذکرت حضرتک بينما تحدث رفسنجاني عن دوامة وقال إننا تورطنا فيها بسوريا، فخامنئي يعدها نقطه قوة لنظامه قائلا: ”إننا استطعنا نقل سواترنا إلی البحر المتوسط وحفظ النظام بهذه الطريقة”.
وسبق أنه عندما إندلع موضوع استخدام بشار الأسد الکيمياوية بشن هجماته في دمشق وکاد أن يتعرض لهجوم عسکري من جانب المجتمع الدولي، فأتی مجددا رفسنجاني متسائلا ”کيف يمکن الدفاع عن حاکم يقصف شعبه بالسلاح الکيمياوي” وبالمقابل هجمت زمرة خامنئي عليه قائلة ”إن ما تقوله يعارض أمن النظام”.
وفيما النظام يدعي بأنه يتقدم بخط المقاومة والجبهة الشعبية في سوريا ويؤکد علی خطه الأحمر بشار الأسد فنری في برلمان النظام ما يطرح ضد بشار الأسد وأبيه وقتله الناس وأن الناس لايريدونه.
وعندما وصل الأمر إلی هذه الحدود فلا يخلص في موضوع الإنتخابات بل يشير إلی المرحلة النهائية للنظام ويدل علی وضعية النظام المتدهورة بعد تجرع کأس السم، سواء السم النووي أم السم السوري أو الإقليمي.
المقدم: السيد توحيدي! لماذا تتحدث عن الطريق المسدود؟ وعلی أساس ميزان القوی الداخلي للنظام وکذلک الموضوعات الخارجية يمکن للنظام إختيار جهة للتقدم فيها.
توحيدي: إننا نسميه الطريق المسدود بناء علی ميزان القوي.
لا نتحدث کليا عن الطريق المسدود.
في ميزان القوی السياسية، خامنئي مع کل استثماراته في سوريا باء بالفشل في تمرير خططه هناک.
الفشل في هذا الطريق يعني الهبوط في ميزان القوی.
وخامنئي بالذات الذي في المرحلة السابقة کانت متسمکا بمقاليد الأمور کافة وکان أحمدي نجاد خادما له ومنفذا لسياسته النووية دون فرامل وکابح، باء بالفشل.
والواقع أن الإتفاق النووي المنتوج (سواء أمسک به روحاني أو فرض علی خامنئي) هو ناتج من فشل خامنئي السابق.
وما حصل في سوريا هو الآخر نشأ عن الهزيمة في سوريا وتقاطر التوابيت للحرس الثوري وقادة النظام.
وحضرتک تقول صدقا والأمر يختلف في موضوع ميزان القوی إلا أن الملاحظ أن العدو في ميزان القوی بات منهارا ولم يتمکن من تمرير خططه.
وفي ميزان القوي، نفس ما طرحه روحاني من حل أيضا لا يؤدي إلی نتيجة أي عندما نتکلم عن الطريق المسدود في المرحلة الختامية فالأمر ليس بمعزل عن ميزان القوی السياسي الموجود وإنما سياسي بحت ومبني علی ميزان القوی وعلی 3 رکائز:
الأولی: وصول النظام إلی الطريق المسدود وفشل القوة الحاکمة أي خامنئي علی الأرض.
الثانية: هزيمة البديل الداخلي للنظام ووصوله إلی الطريق المسدود. ما الذي عالجته زمرة روحاني حتی الآن؟
لم تعالج شيئا ولايقدر علی ذلک وهذا هو الفشل بالذات.
والعامل الثالث والأهم وجود حل وبديل في جبهة الشعب والمقاومة حيث إذا لم تتخذ سياسة ثورية من قبل بديل ثوري فموضوع سقوط النظام لا مجال له للطرح.
يجب حدوث هذه العوامل الثلاثة معا، فشل القوة الحاکمة، هزيمة الحلول الداخلية ووجود سياسة إيجابية وقوة إيجابي لبديل منبثق عن خارج النظام، بديل، له سياسته إزاء المجال النووي إزاء سوريا وله دور في التطورات الداخلية والديموقراطية منها داخل البلد.
ولهذا الزمرة الغالبة سقطت في يدها ووقعت في الورطة.
وما يعرضونه کالبديل لا يتمکن من تسوية الأمور.
وهنالک موجة الإعدامات تقابلها المقاومة والإحتجاجات الشعبية المستمرة.
وبالمقابل ثمة بديل يحمل حلا، حلا واضحا، يقول إن أم الفساد يتمثل في ولاية الفقيه، الموت لمبدأ ولاية الفقيه.
ومن جانب آخر الحل يکمن في جيش التحرير.
وفي هذا المضمار کل من يريد حلا يتقدم إلی هذا الجانب. وهذا ليس موضوع ميزان القوي فقط أو بحث ذهني
زر الذهاب إلى الأعلى