أخبار إيرانمقالات

ضمان طهران أشبه بالحلم

 

 

 

دنيا الوطن 
7/12/2015

 

بقلم: نجاح الزهراوي

 

 

 

ماقد تسرب عن تقرير للوکالة الدولية للطاقة الذرية، يتضمن إشارة قوية إلی أن طهران کان لديها برنامج للأسلحة النووية علی مدی سنوات حتی 2003 لأن المداولات في هذا الأمر لم تکتمل، فتح أبواب الجدل و التکهنات بشأن النوايا الحقيقية لنظام الجمهورية الاسلامية بشأن برنامجها النووي، خصوصا وإن ثمة تصريحات قد صدرت عن مسؤولين إيرانيين تشير الی إنه يجب إسدال الستار علی الشکوک الدولية بشأن نوايا طهران لإنتاج القنبلة الذرية.

منذ أعوام طويلة دارت لعبة القط و الفأر بين الدول الغربية و إيران، من خلال مفاوضات ماراثونية واجهت الکثير من العثرات و العراقيل، وکانت هنالک دائما ثمة شکوک مختلفة بشأن النوايا الخاصة لطهران من أجل إنتاج الاسلحة النووية کي تفرض نفسها و خياراتها ازاء العديد من الامور و القضايا علی المنطقة، والاهم من ذلک إن طهران لم تبادر أبدا الی تقديم إجابات شافية و وافية علی ماکان يطرح من تساؤلات بشأن محاولاتها السرية التي کانت تجريها خلسة و بعيدا عن الانظار من أجل تطوير برنامجها النووي و الذي کشفت المقاومة الايرانية معلومات مهمة عنها أکدت بإن هذا النظام يسعی حقا و بصورة سرية من أجل إنتاج الاسلحة الذرية.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي لم يتوجه أبدا لطاولة المفاوضات من أجل إيجاد حل لملفه النووي من تلقاء نفسه وانما بعدما ضاقت به السبل و تکالبت عليه المشاکل و الازمات من کل جانب و صار في مواجهة أوضاع تهدد مستقبل النظام برمته، ولذلک فلم يکن هنالک من خيار سوی الاذعان رغما عنهم للذهاب الی طاولة المفاوضات علی أمل أن يجدوا مخرجا و منفذا و لورطتهم، ولذلک فإنه من السذاجة السياسية الثقة بنوايا هذا النظام و أخذ تطميناته بعين الاعتبار و الثقة به.

من خلال مسار الامور و القضايا المرتبطة بالملف النووي و المفاوضات الجارية بشأنه، تبين دائما بإن هناک أکثر من فجوة بين طهران و المجتمع الدولي، والذي کان يلفت النظر دائما هو إن سبب الفجوة و الشکوک و کل الذي يبعث علی الشک و التوجس، کان يرتبط بشکل أو بآخر بطهران نفسها، وإن تصريح وزير الخارجية الامريکي الاخير بشأن البرنامج النووي الايراني و الموقف الدولي أزاءه والذي کان فيه مايمکن وصفه بالشئ و نقيضه.

کيري الذي ذکر في تصريحه بإنه”ما من أحد ساورته شکوک بشأن الأنشطة العسکرية السابقة لإيران. ومن البداية دأبنا علی قول إننا نعلم أن إيران تتابع مشروعا نوويا.”، لکنه في نفس الوقت إستدرک ليقول إن ما يهم حقا الآن هو “التأکد من أنه لا شيء مما حدث في الماضي قد يتکرر في المستقبل.”، لکن السؤال الذي علی کيري أن يطرحه علی نفسه قبل غيره هو: مالذي يضمن بإن طهران لاتکرر ماقد فعلته في الماضي؟ بل وإن السؤال الاخطر الذي يجب علی کيري عدم نسيانه هو: هل إن طهران قد تخلت فعلا عن أخطائها في الماضي کي لاتکررها في المستقبل؟

زر الذهاب إلى الأعلى