العالم العربي

الشرق الاوسط: منظمتان دوليتان تدعمان الاحتجاجات العراقية وتنددان بالاعتداءات علی المتظاهرين

 


سينمائي مشهور عالميًا يتعرض لضرب مبرح بسبب رسالة للبرلمان



الشرق الاوسط
21/11/2015


کشف القيادي البارز في التيار المدني الديمقراطي أحد منظمي المظاهرات الشعبية في بغداد جاسم الحلفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «منظمات عالمية مثل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان وقوی عالمية معنية بالحراک المدني أعلنت عن دعمها لنا، ضد ما بتنا نواجهه من اعتداءات وحالات اضطهاد، يتعرض لها المتظاهرون المدنيون السلميون والداعون إلی محاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات الحقيقية».


وردًا علی سؤال فيما إذا کان ذلک يعني تدويل قضية الاحتجاجات بعد فشل الحکومة في استيعابها، قال الحلفي «ليس القصد التدويل لأن قضيتنا عراقية بحتة وحلها في الداخل لکن المشکلة التي نواجهها الآن هي أن الفاسدين لا يزالون يملکون القوة والنفوذ، وهم قادرون علی تحريک أدواتهم من أجل الوقوف ضدنا»، مؤکدا أنه «في الوقت نفسه فإن التصعيد الذي بتنا نواجهه من الفاسدين والمرتبطين بهم وهو ما حصل خلال المظاهرة الأخيرة التي تعرضنا خلالها إلی شتی أنواع الضرب والإهانات، يعني أمرًا واحدًا وهو أن أصواتنا باتت قوية ومؤثرة، ولم يعد لدی الفاسدين من سبيل لوقف هذه الاحتجاجات سوی التصدي لها بهذه الطريقة التي أسفرت عن نمط جديد من التعامل مع مظاهرات سلمية ومع متظاهرين لا هدف لهم سوی الإصلاح».


من جهته، أکد الناشط المدني حميد قاسم أحد منظمي مظاهرات بغداد التي دخلت شهرها الرابع في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «ملثمين تابعين لاستخبارات اللواء 56 الخاص بحماية المنطقة الخضراء، الذي لا يزال مواليا لرئيس الوزراء السابق نوري المالکي شتموا المرجع الأعلی علي السيستاني ورئيس الوزراء حيدر العبادي، فضلا عن المقابر الجماعية التي ضمت رفات ضحايا النظام السابق التي تم اکتشافها بعد سقوطه عام 2003».


وقال قاسم إن «المخرج العراقي محمد الدراجي کان أحد متظاهري الثلاثاء الماضي أمام بوابة المنطقة الخضراء عند مدخل کرادة مريم، وأبلغ القوات الأمنية التي بدأت تحتشد لمحاصرة المتظاهرين أن أفلامه التي فازت بجوائز عالمية، ومن بينها الفيلم الخاص بالمقابر الجماعية الذي حصل علی عشرات الجوائز التي رفعت رأس العراق في المحافل الدولية، وأنه يروم إيصال رسالة إلی البرلمان، فکان رد عدد من أفراد هذه القوة الأمنية (إلعن أبو لا أبو المقابر الجماعية)، بينما کانت قوات الجيش تتفرج دون أن تتدخل لحماية هذا المخرج الذي تعرض إلی ضرب مبرح من أفراد هذه القوة».


وأضاف أن «أحد المنظمين حاول تهدئة الموقف، قائلا لهم إن هذه المظاهرات مدعومة من المرجعية الدينية وبخاصة السيد السيستاني، فما کان من مجموعة منهم إلا أن ردت عليه بشتم السيستاني وأخری لرئيس الوزراء حيدر العبادي بعد أن تعرض لعدة رکلات منهم».


وحول الأسباب التي دعت هذه القوة التي يفترض أنها تحمي المتظاهرين ولا تعتدي بالسب أو بالضرب، قال قاسم «من الواضح أن الانقسام السياسي داخل القوی السياسية لا سيما الکبيرة منها وتعدد الولاءات بين العبادي وخصومه، بدأت تنعکس ليس علی أداء هذه القوات وإنما علی نمط جديد يتمثل بتدخلها الواضح والسافر في المظاهرات التي لا تحمل سوی عنوان واحد وهو محاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات»، مؤکدا أن «مظاهرة الثلاثاء کشفت لنا عن وجود نوعين من القوی الأمنية والعسکرية وهم قوات الجيش التي طالما طالبناها أن لا تکون مع الظالم علی الشعب المظلوم، وهناک ملثمون ينتمون إلی جهات سياسية مسلحة لا تريد محاربة الفساد والفاسدين بل يبدو أنها تحميهم».


وکان رئيس الوزراء حيدر العبادي أمر بفتح تحقيق بشأن الاعتداءات التي تعرض لها المتظاهرون. لکن الناطق باسم وزارة الداخلية سعد معن أعلن من جانبه أن «المنطقة الخضراء التي أراد المتظاهرون دخولها مستهدفة أمنيا، ولم يکن هناک إذن لدخولهم إليها»، مبينا أن «الأجهزة الأمنية منعت محاولات المتظاهرين من الدخول إلی مجلس النواب، فيما قامت بتوفير باصات لغرض نقل المتظاهرين إلی ساحة التحرير بعد رغبتهم في استمرار تظاهراتهم»، نافيا قيام قوة خاصة تابعة للواء 56 بالاعتداء علی المتظاهرين.


 

زر الذهاب إلى الأعلى