أخبار العالممقالات

جمعة باريس و المتصيدين في المياه العکرة

 


بحزاني
20/11/2015


 


بقلم: علاء کامل شبيب



 لازالت آثار و نتائج و تداعيات الهجمات الارهابية التي حدثت في 13 نوفمبر في باريس تتجسد علی مختلف الاصعدة و تتوالی التصريحات و المواقف المختلفة بشأنها وعلی الرغم من إن جميعها و في خطها العام تقف و تتضامن الی جانب فرنسا و الشعب الفرنسي، لکن الغريب و الملفت للنظر هو الموقف النشاز لنظام الجمهورية الاسلامية من هذه الهجمات حيث يبدو واضحا بإنها تسعی للإستفادة من هذه الاجواء الملبدة و تحقق أهدافا و غايات محددة لها.
إلقاء نظرة علی تصريحات صادرة من جانب القادة و المسؤولين الإيرانيين بشأن الهجمات الارهابية في باريس، توضح النظرة و الاهداف المبيتة و المريبة لهذا النظام من تلک التراجيديا الانسانية، أبو طالبي المستشار السياسي للرئيس روحاني و السفير السابق لإيران في فرنسا قال بأن الجريمة الارهابية في باريس «أمرا غير قابل للتجنب» و«نتيجة الاجراءات العمياء والمستمرة للغرب لدعم الارهاب… وعدم التنبه لتحذيرات ايران طيلة السنوات الأخيرة».


أما مسعود جزايري، مساعد هيئة الأرکان للقوات المسلحة الايرانية، فقد قال بهذا الصدد: «الفرنسيون دفعوا ثمن دعم حکومتهم لداعش والارهاب». انه وصف مقاومة الشعب السوري بالارهاب وقال: «منذ الشهور الأولی للأعمال الارهابية في سوريا وسائر الدول المجاورة فقد وجهنا تنبيهات مکررة للمجتمع الاوربي بأن الارهاب سيجر عليهم أيضا». وهدد جزايري اوربا باستمرار هذه الجرائم الارهابية وقال «الغربيون في حال مواصلة دعمهم للارهاب … يجب أن ينتظروا اعلان حالة الطوارئ في نقاط أخری في القارة الاوربية».


وکالة أنباء القدس التابعة للحرس الثوري الايراني فقد وصفت فاجعة باريس «بالارهاب المصنع» من قبل فرنسا واروبا وکتبت تقول: نبه خامنئي طيلة السنوات الماضية عدة مرات قادة الغرب بأن الدعم للارهاب في المنطقة سيجر في نهاية المطاف علی أنفسکم… وفي مستقبل ليس ببعيد ستذوق الدول الداعمة للارهاب وبال هذه المجموعات المدعومة من قبلهم. وتوحي هذه الوکالة بنشرها کاريکاتيرا خاصا تحت عنوان «الارهاب الذي هم أنفسهم صنعوه» بأن رأس خيط داعش بيد فرنسا ورئيسها!


لکن موقع «قدس اون لاين» التابع لقوات الحرس الثوري کان أکثر وضوحا عندما وصف المعارضة السورية بالارهابيين وکتب يقول:” أمريکا والدول الاوربية وبذريعة مواجهة الرئيس الشرعي في سوريا يدعمون الارهابيين وأطلقوا أيديهم في ارتکاب جرائم ضد الانسانية وأن حصيلة هکذا تعاطي هي الهجمات الارهابية في باريس وبات الآن داعش کيانا مثل کلب يهجم علی صاحبه مهددا دولا مثل ايطاليا وبريطانيا وأمريکا بهجمات مماثلة من قبله. واذا أرادت الدول الغربية أن لا يواجهوا هکذا کوارث انسانية فعليهم أن يستأصلوا شأفه الارهابيين دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخری مثل سوريا وهذا يتطلب ترک مصير بشار الأسد … الی الشعب السوري وأن يقوموا باستئصال الارهاب”، ومن الواضح إن الذي يربط بين کل هذه التصريحات هو السعي لتخليص رأس الاسد من المصير الذي ينتظره ولاسيما بعد الموقف الفرنسي الحازم منه و الذي سبق وإن أعلنه الرئيس الفرنسي، وتبدو طهران شامتة و ساعية تماما للتصيد في المياه العکرة تماما کما فعلت مع إنطلاقة داعش في سوريا نفسها أيام کان النظام يترنح وکما إستفادت من إجتياحه”المريب”للأراضي العراقية و ضاعفت من تدخلها في هذا البلد.

زر الذهاب إلى الأعلى