بيانات

اعترافات رفسنجاني: في البداية نبحث عن امتلاک هکذا امکانية (قنبلة نووية)

 

 

 

 

کان خامنئي ورفسنجاني يرغبان شخصيا باللقاء بعبد القادرخان

 

رفسنجاني وبعد ربع قرن يؤيد عملية الکشف للمقاومة الإيرانية تجاه مشروع النظام النووي

 

الوکالة الدولية للطاقة الذرية غير قادرة بحسم موضوع الأبعاد العسکرية المحتملة  في مشاريع النظام النووية الا بإجراء مقابلات مع رفسنجاني وخامنئي

 


علي اکبر هاشمي رفسنجاني الرئيس الأسبق لنظام الملالي ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام والذي کان دائما الرجل الثاني منذ بداية مجیء النظام علی السلطة، اعترف بشکل غير مسبوق من خلال مقابلة بأن غاية النظام منذ بدء انطلاق البرنامج النووي کانت الحصول علی القنبلة والنظام لم يضع هذه الفکرة إلی جانب علی الإطلاق.
حسب ما نشرته ايرنا وهي وکالة أنباء نظام الملالي الرسمية لهذه المقابلة في 26 تشرين الأول/ أکتوبر 2015 کان رفسنجاني سواء بصفته رئيس البرلمان أو رئيس الجمهورية وکذلک خامنئي سواء بصفته رئيس الجمهورية أو زعيم النظام يتابعان شخصيا مشروع امتلاک القنبلة النووية. کما انه اعترف بأن النظام کان لديه منذ البداية خطة شاملة سرية في المجال النووي کانت تشتمل استئناف عمل المواقع السرية وتخصيب اليورانيوم وصنع أجزاء لأجهزة الطرد المرکزي والتقنية الليزرية ومفاعل المياه الثقيلة.
کما ان رفسنجاني وبإعترافه بان «80 إلی 90 بالمئة من الشعب الإيراني» «يوافقون الإتفاق النووي ويريدون التخلص منه» أکد ببطلان دعايات النظام لسنوات قضت بان البرنامج النووي يتمتع بترحاب إجتماعي واسع.
کما انه وبذکره بعض التفاصيل أيد بعد ربع قرن کل ما کشفته المقاومة منذ عام 1991 فصاعدا.
ان العديد من الإعترافات التي أدلی بها رفسنجاني بما فيها دوره شخصيا في هذا المشروع اللاوطني قد ورد في عملية الکشف التي قامت بها المقاومة الإيرانية منذ بداية تسعينيات من القرن الماضي وفي عهد ولايته للرئاسة الجمهورية وکذلک تم الکشف عنها في کتاب «التطرف الإسلامي، التهديد العالمي الجديد» (صفحة 133-139). الأمر الذي کان النظام قد نفاه لحد الآن في أکثر من مناسبة.
1-أکد رفسنجاني في هذه المقابلة قائلا: «عندما بدأنا في بداية الأمر کنا في الحرب وکنا نبحث عن إمتلاک هکذا إمکانية (قنبلة نووية) ليوم يريد فيه العدو استخدام قنبلة نووية ضدنا» واضاف بکل وقاحة: «اعتمدت ستراتيجيتنا أساسا علی الإستخدام السلمي للنووي. مع أنه لم نحذف من بالنا أبدا فکرة أنه اذا لزم الأمر يوما ما ويهددنا خطر نحتفظ بامکانية توجهنا إلی مسار آخر (قنبلة نووية) عند الضرورة».
2-يذعن رفسنجاني من خلال هذه المقابلة بانه وکذلک خامنئي کانا يرغبان باللقاء بعبدالقادر خان قائلا: «تداولت محاورات مع الباکستانيين. کان عالم نووي اسمه السيد عبدالقادر خان في باکستان… وأثناء سفري إلی باکستان طلبت بلقائه الا انه لم يرتبوا اللقاء بي… انا زرت باکستان مرتين ولکن علی أي حال لم أراه. کما لم يراه آية الله خامنئی. الا اننا کلانا کنا نتابع الأمر في أبان الحرب بانه علينا ان نبدأ نشاطاتنا. کأن السيد عبدالقادر خان کان يعتقد ان العالم الإسلامي يجب ان يزود بالقنبلة النووية وهو کان مؤمن بذلک کما صنع القنبلة النووية للباکستان هو نفسه، رغم الأمر أخذ وقتا طويلا حتی صنعوا القنبلة. علی أية حال انهم وافقوا علی مساعدتنا لحد ما».
سبق وأن أعلنت المقاومة الإيرانية ان قادة قوات الحرس التقوا بعبد القادر خان علی الأقل مرتين في عام 1987. اضافة إلی ذلک علی أساس ما کشفته المقاومة الإيرانية التقی عبدالقادر خان بوفد من منظمة الطاقة النووية للنظام.
3-وتلمص رفسنجاني من الإجابة علی سؤال بانه «هل کان هناک أفراد في الداخل يقدمون اقتراحا إليکم بالتوجه نحو قنبلة نووية؟ وما کان ردکم ورؤية خميني وخامنئي علی ذلک؟» وقال: «باشرنا جزءا من النشاطات النووية في وقت کنا مازلنا في الحرب وکان العراق قد إقترب من عملية التخصيب حيث دمرت إسرائيل کل مفاعله. وقام سلاحنا الجوي في جيشنا في 20 أيلول/ سبتمبر2015 للمرة الأولی بأربع طائرات بقصف مفاعل ”اوسيراک“ النووية حيث کان في طور البناء وتلقي الوقود… وکنا نتصور تلک السنوات باننا يجب ان نزود أنفسنا بعوامل رادعة. لانه لم يکن من المقرر ان تنتهي الحرب وفي السياسات الدفاعية اننا کنا نأخذ بنظر الاعتبار أقوال الإمام (خميني) لمواصلة الحرب حتی 20 عاما». وتدل هذه التصريحات بوضوح عن نية النظام للحصول علی الأسلحة النووية.
4-وتأتي مشارکة خامنئي مباشرة في مشروع انتاج القنبلة في وقت ان الفاشية الدينية الحاکمة في إيران وبهدف الإستهلاک الخارجي يدعي بان خامنئي أصدر فتوی لتحريم القنبلة النووية. الا ان هذه الفتوی لم تکن موجودة في الوثائق الخطية للنظام ولا ينطلي علی أحد الا اولئک الأغبياء الذين يبحثون عن ذريعة للتعامل مع هذه الديکتاتورية الدموية. ما هذه الفتوی التي لم يطلع عليها رفسنجاني ولم يشر إليها الا ان مسؤولي السياسة الخارجية للنظام يستندون دائما اليها ويصفها وزير الخارجية الامريکي بانه «بيان قوي جدا حول نية النظام» وجعلها اصحاب سياسة الإسترضاء ذريعة للتواطؤ مع النظام وإعطاء التنازلات إليه.
5-ويصرح رفسنجاني «تم إنشاء موقع في أميرآباد للمرة الأولی بهدف عملية التخصيب وتم وضع ما تلقيناه من باکستان ونضدوها ثم قمنا بتفقده. کما بنينا ورشة قرب القاعة لتصنيع القطع حيث صنعنا القطع بإکتفاء ذاتي. ووفرنا القطع والمواد والمعادن الخاصة الضرورية».
وقد کشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في تشرين الثاني/ نوفمبر 1991 النقاب عن الإتصالات السرية بين النظام وباکستان حول المشاريع النووية وأعلنت أن النظام خصص مبلغ 5 مليارات من الدولارات للتعاون المشترک مع باکستان في المجال النووي (وکالة الصحافة الفرنسية- 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 1991).
6-ويؤکد رفسنجاني علی أن مشروع النظام النووي السري في «الموت» قرب مدينة قزوين بدأ بهدف إنشاء مشروع للمياه الثقيلة تحت الجبال. الجدير بالذکر أن السيد محمد محدثين کشف لأول مرة في حزيران/ يونيو 1991 بأن النظام قد بدأ مشروع إمتلاک قنبلة نووية تحت يافطة «مشروع کبير» في الموت بمدينة قزوين حيث يُعرف داخل النظام تحت عنوان مشروع «معلم کلايه»(واشنطن بوست- 26 حزيران/ يونيو 1991).
7-ويصرح رفسنجاني يقول: «کانت کوريا الشمالية من الدول المتقدمة نوعا ما في هذا العمل (انتاج قنبلة نووية). انهم کانوا يقدمون إلينا مقترحات»… «أبرمنا عقدا مع الصين بهدف إنشاء usf  في مدينة اصفهان. وانهم أعطوا لنا خريطة کاملة عنها ثم بدأوا بالعمل والبناء والهندسة وحققوا بعض التقدم. ومن خلال زيارتي الثانية إلی الصين التقيت بالرئيس الصيني وانه أبرم معي عقد إنشاء مفاعلين نوويين اثنين ».
وقد کشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مرات عديدة عن تبادل النظام والصين في المجال النووي منذ عام 1991 (واشنطن بوست- 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 1991). وحسب هذه التعريات ان رفسنجاني ومن خلال زيارته إلی الصين في 10 کانون الأول/ ديسمبر 1992 حيث قد أخذ معه عددا من العلماء النوويين وقع اتفاقا سريا لتعاون واسع مع الصين في المجال النووي حيث تم إعلان جزء منه فقط. وکان أحد بنود هذا الإتفاق الذي کشفته المقاومة الإيرانية هو مشروع مدينة اصفهان. کما قامت المقاومة الإيرانية بالکشف عن التفاصيل لتعاون نظام الملالي مع کوريا الشمالية في مجال إنتاج القنبلة النووية في مختلف مراحله کان آخره في حزيران/ يونيو 2015.
8-وصرح رفسنجاني قائلا: «في طريق الوصول إلی دماوند أنشأنا ورشة ووصلنا إلی اول اختبار».
وفي 20 شباط/ فبراير 2003 ومن خلال مؤتمر صحفي في واشنطن کشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية النقاب عن هذه الشرکة تحت عنوان ”کالا الکتريک“ حيث کانت تعمل ورشتها تحت غطاء شرکة إنتاج الساعة. ورغم منع النظام لحصول الوکالة الدولية للطاقة الذرية علی هذا الموقع لعدة أشهر تبين مؤخرا ومن خلال تفتيش الوکالة وأخذ العينات البيئية بانه تم تجميع أجهزة الطرد المرکزي في ذلک الموقع بشکل سري وکان يتم اختبارها. کما تم العثور علی آثار اليورانيوم المخصب بنسبة عالية جدا تستخدم في إنتاج قنبلة نووية.
9-الذي يقوم باجراء المقابلة مع رفسنجاني هو من زمرة رفسنجاني نفسه ويصف الأخير بانه «عالم نووي» ويکتب : «عندما يتحدث رفسنجاني عن اشعة الليزر واللحيم النووي وتفاوته مع الانشطار النووي والمامه بالأمر غير قابل للتصديق. ولو أنه لا داعي للإستغراب منطقيا لان رفسنجاني بلاشک لعب دورا کداعم رئيسي ومؤسس في تاريخ بلورة العلوم والصناعة النووية في إيران بعد الثورة الإسلامية».
10- مقابلة رفسنجاني تکشف بوضوح أن النظام کان منذ اليوم الأول بصدد مخادعة الوکالة الدولية للطاقة الذرية. انه يقول «للنشاطات النووية لم نواجه مشکلة مع الوکالة الدولية. لأننا کنا عضوا في الوکالة وهم کانوا يأتون ويستشکلون علی بعض الحالات أحيانا ثم کان السيد أمر اللهي ورفاقه يذهبون ويردون عليهم. في الأعمال التمهيدية آنذاک لم تزعجنا الوکالة قط وطبعا لم تقدم مساعدة أيضا». مضيفا  ولکن «بعد حکومتي تنبه الغربيون أننا قد أحرزنا تقدما في مختلف القطاعات».
11- ويصرح رفسنجاني بأنه لم يتورع عن أي عمل للحصول علی القنبلة النووية. انه يقول: «اني کنت حريصا جدا بحيث حتی في آخر أيام ولايتي فقد حررت بخط يدي ولم أطبع تخصيص مبلغ 25 مليون دولار للمياه الثقيلة التي لم تکن في تلک الأيام في أراک وانما کان من المقرر أن يکون في ”الموت“ في قزوين».
12- ويضيف رفسنجاني الذي لا يتوقف عند حد في الوقاحة: «برأيي ان هؤلاء أثاروا ضجيجا دون مبرر. وکان سببه أن المنافقين قد قدموا تقريرا کاذبا عن نطنز حينما کنا مشغولين بأعمال الحفر في الموقع وکان من المقرر أن نبني تحت الأرض وجراء ذلک اثير ضجيج في العالم. الغربيون تذرعوا بأن الوکالة الدولية لم تبلغ بالأمر وکان من المفروض أن نبلغ الوکالة الدولية. انهم أثاروا ضجيجا. ومنذ ذلک الحين انهم وضعوا عراقيل أمام حرکتنا بذريعة عدم الشفافية». 
وتطلق تصريحات رفسنجاني في وقت يکتب فيه روحاني رئيس النظام في کتابه تحت عنوان «الأمن الوطني والديبلوماسية النووية» أن کل شيء في نطنز کانت تسير قدما الی الأمام وکان خبرائنا قد صمموا لتشغيل (54) ألف جهاز للطرد المرکزي حتی نهاية عام 1381 الايراني (22 مارس 2003) حيث أثار المؤتمر الصحفي لمنظمة مجاهدي خلق في صيف 2003 ضجة.
ان المقاومة الإيرانية إذ تؤکد علی أن تصريحات رفسنجاني تعد حجة موثقة لا غبار عليها علی حقيقة أن نظام الملالي کان منذ اليوم الأول ولحد الآن وباشراف مباشر لخامنئي ورفسنجاني بصدد البحث عن القنبلة النووية ولم يتخل عنها أبدا فتدعو مجلس الأمن الدولي والدول 5+1 والوکالة الدولية للطاقة الذرية الی عمل عاجل لاجراء مقابلات واستجواب خامنئي ورفسنجاني وغيرهم من قادة النظام من قبل الوکالة الدولية للطاقة الذرية وأن تحقيقات الوکالة الدولية بشأن الأبعاد العسکرية المحتملة في المشروع النووي للنظام لن تکون کاملة أبدا. 

 

 

أمانة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية – باريس
27 اکتوبر/ تشرين الأول 2015
 
 


 

زر الذهاب إلى الأعلى