مريم رجوي

کلمة مريم رجوي في مؤتمر إيران – حقوق الإنسان – وقف الإعدام، يقام في باريس، في اليوم العالمي ضد الإعدام

 

 

 


11 تشرين1/أکتوير 2015

 

 

 حقوق الإنسان لأبناء بلدي المظلومين تم رجمها داخل الوطن وباتت في مزايدة علنية علی الصعيد الدوليأيها

 

 

السيدات والسادة
أوجه الشکر والتقدير لکم علی حضورکم هذا المؤتمر واهتمامکم بقضية حقوق الإنسان في إيران.
في اليوم الذي جعلته الأمم المتحدة اليوم العالمي لمناهضة الإعدام نحيي 120 ألف شهيد سقطوا علی درب الحرية لاسيما 30 ألف سجين سياسي قتلهم النظام في عام 1988 في مذبحة عامة.
جئت في هذا اليوم لأمد يد الاستغاثة إلی العالم لوقف الإعدامات اليومية في وطني.
التعذيب والإعدام يجب أن يتوقفا. وهذا هو مطلب جميع الإيرانيين.
حقوق الإنسان لأبناء بلدي المظلومين تم رجمها داخل الوطن وباتت في مزايدة علنية علی الصعيد الدولي. مزايدة حقوق الإنسان مقابل الصفقة النووية مزايدة حقوق الإنسان  مع أعمال الشر والارهاب التي يرتکبها النظام في المنطقة ومزايدة حقوق الإنسان الإيراني بسبب الضعف والجبن  في بعض السياسات الدولية.
فهل يجب احترام حقوق الإنسان فقط في أوراق القرارات وصکوک الاتفاقيات الدولية؟ لماذا يفرشون السجادة الحمراء أمام مَن يجب أن يُحاکَم علی قيادة الجريمة والارهاب خلال ثلاثة عقود مضت؟ في الأقل اشترطوا المفاوضات معه بإيقاف الإعدامات.
اشارتي إلی الملا روحاني رئيس نظام الملالي. وقبل عامين عندما مسک سدة الرئاسة أکدت أنه لا يتغير أي شيء بدون حرية التعبير وحقوق الإنسان وبدون الافراج عن السجناء السياسيين وحرية الأحزاب وطالما يتواصل البرنامج النووي والسياسات العدوانية لهذا النظام في المنطقة. 
فانظروا الآن فها هو المعدل السنوي للإعدامات في ولايته قد زاد بثلاثة أضعاف بالمقارنة بسلفه وأن نشاطات النظام لصنع الأسلحة وبإذعان روحاني نفسه قد زاد بنسبة خمسة أضعاف وأن موازنة الشؤون الأمنية والعسکرية  وتصدير التطرف تضاعفت بشکل ملفت.

تصاعدت انتهاکات حقوق الإنسان في کل المجالات واستهدف کل المواطنين الإيرانيين بدءا من المدافعين عن حقوق الإنسان والی النساء والشباب والمعلمين الذين احتجوا قبل يومين مرة أخری ومرورا بالمسيحيين والبهائيين وأهل السنة والی المواطنين العرب والبلوتش والکرد . ويجب أن أشير أيضا الی العمال الذين طفح کيل صبرهم.  وها هو العامل المناضل شاهرخ زماني قضي نحبه في الشهر الماضي بالذات في سجن جوهردشت.
يا تری لماذا العالم صامت وعمليات القتل والاجهاز علی السجناء السياسيين وإعدامهم ظلت مستمرة في إيران؟
لماذا العالم ساکت والفتيان الإيرانيون آصبحوا حصاد الإعدامات؟
ولماذا لا يخضع الاستبداد الوحشي للضغط لکي ينشر أسماء المعدومين کاملة علی الأقل؟
وهناک اليوم في جميع سجون ومعتقلات البلاد أعداد کبيرة  من الإعدامات تنفّذ سرا بحق المواطنين العزل فيما ينتظر آلاف آخرين حکم الإعدام.
فلنفکر في أوليائهم وزوجاتهم وأطفالهم کيف يعيشون في قلق اضطراب ليل نهار.
لنفکر في نساء يقمن ببيع کلاهنّ لتسديد الدية وانقاذ أزواجهن من الإعدام.
فويل للمجرمين! وويل للمساومين؟
ليخجل من يغضّ الطرف عن هذه الحالات الصارخة لانتهاکات حقوق الإنسان في إيران.
وليعلم اولئک الذين يريدون غسل أيدي رئيس هذا النظام من الجرائم بأن هذه السياسة تفتح طريق الجريمة والقتل في المنطقة وفي مختلف أرجاء العالم.
روحاني قال بصراحة إن هذه الإعدامات «إمّا هو قانون الهي أو قانون تبناه البرلمان… ونحن منفذون».
الملالي الحاکمون في إيران مهما کانت خلافاتهم فهم متفقون علی الإعدام والقمع. انهم يراهنون علی الإعدامات لحفظ کيانهم.
ولکن ليعلم المجرمون ان من هذه الدماء التي تراق کل يوم من جسد الشعب الإيراني، سيجري سيل جارف في نهاية المطاف وسيهدم أساس نظام الملالي.


 أيها الحفل الکريم!
إن الاستبداد الديني يُعدِم ويشنق اعتمادا علی ثلاثة أنواع من الاتهامات:
الاتهام الأول والأهم هو المعارضة السياسية.
منذ ثلاثة عقود، أعدم النظام عشرات الآلاف من المواطنين بتهم جائرة وباطلة ومعظمها دون سير العمل القضائي ولمجرد معارضتهم لهذا النظام. في قانون العقوبات لهذا النظام، مجرد من يثبت انخراطه أو مناصرته لمجاهدي خلق أو تعاطفه معها فهو محارب والحکم الصادر علی المحارب هو الإعدام. ليس بقليل عدد اولئک الذين تم إعدامهم لمجرد عقيدتهم المناوئة لهذا النظام وحتی تفسير متفاوت عن القرآن والإسلام. وکم من شباب تم إعدامهم لمجرد اعتراضهم علی الاضطهاد الوطني.
بينما لا من وجهة النظر الإسلامي ولا من حيث الحقوق الدولية، فالنضال من أجل تغيير النظام ليس جريمة، وانما هو حق أساسي لشعبنا.
الاتهام الثاني يتعلق بالمخدرات. الملالي يشنقون عددا کبيراً من الشباب الإيرانيين بحجة هذا الاتهام. بينما هذه الإعدامات هي خرق للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
في الشهر الماضي بالذات أعلن الأمين العام للأمم المتحدة: الجرائم المتعلقة بالمخدرات في إيران لا ترقی إلی حد عقوبة الإعدام.
مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان يرفضان هذه الإعدامات.
المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء ومکتب المخدرات والجريمة في الأمم المتحدة صرحا بأن هذه الاتهامات لا ترتقي إلی الإعدام. ناهيک عن أنّ في کثير من هذه الحالات هذه التهم لا أساس لها من الصحة وانما يأتي تبريرا للإعدامات السياسية.
وثالث حجة يتذرع بها الملالي للإعدامات هي تنفيذ الأحکام الإسلامية. بينما القانون الرجعي للملالي بشأن القصاص حيث يعدم الملالي بالتمسک به أعدادا کبيرة من مواطنينا يتعارض مع رسالة العفو والرحمة الإسلامية. ان دينامية الإسلام والقرآن يرفضان هذا الحکم اللاإنساني. 
إذن الإسلام ومکافحة المخدرات همان مجرد ذريعة للملالي، هدفهم هو ارهاب المجتمع وليس الاّ وکبت الاحتجاجات الشعبية.
انهم جعلوا القتل أمرا عاديا ويوميا.
انهم وبشنق المواطنين في الشوارع أمام أعين العوائل وحتی أمام أعين الأطفال، يمزقون قلوبهم وأذهانهم وضمائرهم.
نعم ان حياة وسلطة هذا النظام مرهونتان بالإعدامات.
لأنه لولا الإعدامات لاتبقی لهم آلية تمنع من انفجار الغضب العام و التجمعات الجماهيريه العفوية ؟
لولا الإعدامات فکيف يستطيع الملالي وبأي آلية أن يسلبوا حريات الشعب؟
ولولا الإعدامات فکيف يستطيع الملالي أن يزيدوا من آسعار السلع يوميا بأضعاف ويبددوا عوائد وثروات الشعب الإيراني في  اثارة الحروب في المنطقة أو نهبها وصرفها في حياتهم المترفة؟
لکن بالرغم من جميع هذه الجرائم وأعمال القمع، فعلی الملالي الحاکمين أن يعلموا أن الشعب ومقاومته المنظمة سيطيحون بهم في نهاية المطاف لا محالة.

أيها الحضور المحترمون!
ان الحکومات الغربية توسع علاقاتها السياسية والتجارية مع الفاشية الدينية بشکل تری فيه هذه المأساة بأنها مجرد أمر داخلي يخص إيران، فيما تشکل هذه العلاقات أسوأ نوع من التدخل في الشؤون الإيرانية لصالح الملالي.
ان تجاهل حقوق الإنسان وحرية الشعب الإيراني هو أساس الفشل للسياسات الغربية تجاه إيران. وفي هذا الاتفاق النووي العامل الذي کان من شأنه أن يجبر الملالي علی التراجع الکامل کان اشتراط أي إتفاق بمراعاة حقوق الإنسان للشعب الإيراني.
وعندما يجد الملالي أنفسهم مطلقي الأيدي في الإعدامات الوحشية لأبناء الشعب الإيراني فيوسعون تهديداتهم في المنطقة والعالم أيضا.
لذلک نخاطب الحکومات الغربية ونقول:
اشترطوا العلاقة مع هذا النظام بوقف الإعدامات.
اضغطوا علی نظام الملالي لإطلاق سراح السجناء السياسيين.
أحيلوا ملف مجازر العام 1988 الذي ارتکبه زعماء هذا النظام ضد السجناء السياسيين إلی المحکمة الجنائية الدولية لمحاکمة المجرمين ضد الإنسانية.
واحترموا مقاومة الشعب الإيراني من أجل الحرية.

واعملوا بالتزاماتکم لحماية الممجاهدين في أشرف وليبرتي لمنع الحؤول دون وقوع مجازر أخری من التي استمرت خلال هذه السنوات بشکل متواصل.
وبالتحديد يجب رفع الحصار عن ليبرتي خاصة الحصار الطبي.
يجب سحب ملف ليبرتي وإدارته من قبضة العناصر الموالية لنظام الملالي.
ووقف استقدام فرق عناصر وزارة المخابرات للملالي إلی ليبرتي تحت آي عنوان کان وما هو الا تمهيدات لأعمال مجزرة أخری.
وعلی الحکومة العراقية أن توفر الشروط لبيع أموال مجاهدي خلق في أشرف لتسديد نفقاتهم في ليبرتي.


 


 

 

أيها الأصدقاء الأعزاء!
إن مشروعنا لمستقبل هو إيران بلا تعذيب و إعدام وانهاء التعذيب وأي ضرب من ضروب انتهاکات الحقوق في إيران.
إن المقاومة الإيرانية قد أعلنت ومنذ سنوات أنها تريد الغاء عقوبة الإعدام.
إن مشروعنا هو احياء الصداقة والتسامح والأخوة.
إن مشروعنا للمستقبل، استئصال أحکام شريعة الملالي. اننا نرفض قانون الجزاء اللاإنساني المتبع في هذا النظام وغيره من القوانين المناقضة لحقوق الإنسان. اننا نعتبر  تنفيذ أحکام القصاص في هذا النظام لاإنسانيا.
إننا ندافع عن قانون قائم علی أساس الصفح والشفقة والإنسانية.
إن مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية قد أطلق في معارک جيش التحرير الوطني الإيراني سراح آلاف من عناصر تابعة لنظام الملالي دون انتهاک أبسط حقوقهم الانسانية، وهم کانوا في قبضة المجاهدين وکان الکثير منهم قد ارتکبوا قتل بعض المجاهدين.
نعم هذا هو السلوک القديم الجديد لمقاومة الشعب الإيراني.
إن مشروعنا هو وضع لبنات لقضاء مستقل ونشيط وحر.
إن مشروعنا لإيران المستقبل هو الدفاع عن القيم الديمقراطية وعن الحرية والمساواة وحرمة الحياة الفردية للمواطن الإيراني.
مشروع لا يعتقل أحد عفويا والتعذيب فيه محظور وجريمة. ولا يُحرَم أي متهم من حق الدفاع وحق المحاماة. يحترم المبدأ الأساسي للبراءة  ولا يحرم أحد وخاصة أي امرأة من الحصول علی العدالة أمام العنف والتعدي وانتهاک الحرية.
إن مشروعنا لمستقبل إيران هو أنه لا أحد يفقد حريته وحقوقه وحياته لاعتقاده بدين أو عدمه أو بسبب ترک ذلک الدين.
إن مشروعنا هو أن جميع أبناء المجتمع يحظون بالأمن الحقيقي والحقوق المتکافئة في ظل القانون. 

نعم، إننا نعمل علی ايجاد نظام جديد قائم علی الحرية والديمقراطية والمساواة.
إننا اخترنا أن نقف ونناضل ونعيد الحياة  والحرية والسعادة إلی أبناء شعبنا.
حتي لاينتظر شاب اقل من 18 عاما في سراديب الموت والإعدام حتی يبلغ السن القانوني لتنفيذ الإعدام.
وحتی لا تذرف الدموع أي أمّ في حزن ابنها المعدوم.
إن دافعنا في المقاومة حتی النصر ليس الحقد والثأر وانما يتأتی من حبنا للحرية وحقوق الإنسان. وهذه هي فلسفة صمودنا. کما ان سِرّهذا الصمود ليس الا التضحية والاستعداد لدفع الثمن.
انظروا إلی قائمة الشهداء وانظروا إلی السجناء المقاومين. انظروا إلی المقاومين الشامخين في سجن ليبرتي. انظروا إلی أنصار أشرف في أرجاء العالم وانظروا إلی أکبر معترک دولي في التاريخ المعاصر.
هذه کلها بشائر لحرية إيران.
أجل، إن مشروعنا ليس مجرّد أمنية وانما هو مستقبل إيران المحتوم.
إن دماء وعذاب المعدومين والسجناء والصمود والتضحية لروّاد الحرية في ليبرتي تنادي الجميع إلی إقامة هذا المستقبل الحماسي.

دمتم موفقين ومنتصرين

 


زر الذهاب إلى الأعلى