أخبار إيران

القيادية في المعارضة الإيرانية عظيم فر لـ الشرق: هزيمة نظام الملالي بدأت من اليمن

 


 


 


الدمام – أسامة المصري


 



الاتفاق النووي هزيمة إستراتيجية لنظام ولاية الفقيه وجرَّد طهران من حلمها النووي العسکري


.32 ألف عميل مرتبطون بنظام الملالي في العراق ويتقاضون رواتبهم من طهران.



لدينا مقاومة منظمة قادرة علی إسقاط النظام وعلی دول المنطقة مد يد العون للشعب.




تتابع ممثلة المقاومة الإيرانية لدی المنظمات الدولية، وعضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة الهه عظيم فر، في الجزء الثاني من الحوار مع «الشرق» الحديث حول الدور الإيراني في اليمن وسوريا والعراق، والتوقعات حول تحرکات الشارع الإيراني ضد السلطة الحاکمة في طهران.
وتقول عظيم فر إن حکام طهران کانوا يراهنون علی أن يکون لواشنطن دور في منع أي تحرک خليجي ضد الحوثيين، وأنهم فوجئوا بانطلاق عمليات «عاصفة الحزم». وتقول إن الحلم الإيراني في الوجود باليمن، الذي بدأ قبل نحو 25 عاماً انتهی. وتضيف القيادية في المعارضة الإيرانية أن ضربة أخری تلقاها حکام طهران مع سقوط نوري المالکي في بغداد، لکنها أشارت إلی أن نظام ولاية الفقيه حتی بعد سقوط المالکي يحاول الاحتفاظ بهيمنته وسيطرته علی العراق من خلال عملاء آخرين، وبالإضافة إلی الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري مباشرة.


هل سحب سفير طهران مؤشر علی قرب انهيار الحوثيين وتخلي طهران عنهم؟


في الحديث عن الوضع في اليمن يجب أن ننطلق بداية من حقيقة أن الائتلاف العربي بدأ عملياته العسکرية الحازمة بصورة مفاجئة جداً بالنسبة لنظام الملالي ومخططي الانقلاب في اليمن، والنظام الإيراني کان يراهن علی معارضة أمريکية للتحرک في اليمن، وفوجئ الملالي بهذه العملية، وکانت صدمة مزلزلة بالنسبة لهم، وعمليات «عاصفة الحزم»، التی بادر بها الائتلاف العربي کانت أول وأهم رد فعل عملي ناجع ضد تدخلات النظام الإيراني. وعمليات «عاصفة الحزم» بددت مخطط الملالي وحلمهم، الذي بدأ قبل 25 عاماً للسيطرة علی اليمن. وکما ورد في بيان صدر في وقت سابق عن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن نظام الملالي وعقب فشله في الحرب العراقية الإيرانية نهاية الثمانينيات وعلی طريقة تجربته مع «حزب الله اللبناني» بدأ يفکر منذ ربع قرن في تنظيم مجموعة عميلة له في اليمن حتی تکون أداة انطلاق له للتطاول علی اليمن وشبه الجزيرة العربية، وحدّد نظام الملالي الطائفة الحوثية کمرشحة مناسبة لتنظيم تيار موالٍ له، واستطاع حکام طهران إقامة علاقة مع الحوثيين انطلاقاً من اعتبارات طائفية، وتم استخدامهم منذ ذلک الحين.



العلاقة مع الحوثيين



وعمل الهلال الأحمر الإيراني إحدی أدوات «فيلق القدس» خلال السنوات الماضية علی تمهيد الطريق لدخول اليمن تحت يافطة إرسال المساعدات الإنسانية، وإنشاء مستشفيات وإيصال المعونات العلاجية مستغلاً العلاقة السيئة بين رئيس النظام اليمني السابق علي عبدالله صالح مع الشعب بشکل عام، ومع الحوثيين بشکل خاص. وحاول النظام تجنيد أفراد له بهدف استخدامهم في شبکاته الإرهابية المنتشرة حول العالم خدمة لمصالحه. فيما يشرف «فيلق القدس» التابع لقوات الحرس الإيراني بشکل رئيس علی الملف اليمني، کما شکّل «فيلق القدس» هيئة أرکان رئيسة للقيادة والإسناد لمتابعة الحرب في اليمن، کما أن ما يسمی «المجمع العالمي لأهل البيت» ومجمع «تقريب المذاهب الإسلامية» و«جامعة المصطفی» هذه المؤسسات الثلاث کانت لها علاقات وطيدة مع الحوثيين وتقدم لهم المساعدات بجميع أنواعها.
في سبتمبر 2014 أماط القيادي في الحرس الثوري «علي رضا زاکاني» عضو برلمان نظام الملالي والرئيس السابق للتعبئة الطلابية، وأحد المقربين من خامنئي اللثام عن دور نظام الملالي في أحداث اليمن وخطة النظام لتصدير التطرف والإرهاب إلی کل أرجاء المنطقة تحت عنوان ما يسمی «منهج توحيد المسلمين من قبل الثورة الإسلامية»، حيث قال: «في اليمن هناک حدث أهم وأکبر من لبنان في حال التکوين، حيث سيطر الثوار علی 14 محافظة يمنية من أصل عشرين محافظة، و90% من مدينة صنعاء.. وبذلک انقلبت موازين القوی في اليمن، وهناک اليوم مليونا مسلح منظم في اليمن، اليوم الثورة الإسلامية تسيطر علی ثلاث عواصم عربية کما سيطرت علی صنعاء، وسوف ينّفذ منهج توحيد المسلمين». وحديث زاکاني يمثل الحلم الإيراني، الذي يسعی حکام طهران لتحقيقه عبر زعزعة الاستقرار في المنطقة العربية عبر الميليشيات الطائفية، التي أسستها.



لغة القوة



بعد «عاصفة الحزم» حصلنا علی معلومات من داخل النظام الإيراني، حيث جرت اجتماعات طارئة علی مستوی عالٍ في جميع الأجهزة الأمنية والعسکرية والسياسية في نظام الملالي. وأکدت المعلومات، التي حصلت عليها المقاومة الإيرانية أن نظام الملالي بدأ بالعمل بکل ما لديه من إمکانات في محاولة يائسة، للتصدي للمقاومة الشعبية في اليمن، وأشار تقرير من داخل النظام إلی وصول تعزيزات وتجهيزات عسکرية کبيرة من الحرس الثوري الإيراني إلی الحوثيين من أجل إعادة السيطرة علی مدينة «تعز»، وأنهم استعدوا لعمليات کبری من أجل السيطرة علی المدينة.
وعلی الرغم من الهزائم المتتالية، التي مني بها عملاء نظام الملالي في اليمن حتی اليوم، ومع ثقتي في انتصار الشعب اليمني ضد عملاء طهران، وأن هزيمة طهران بدأت في اليمن، إلا أنه يجب التأکيد من جديد أن النظام الإيراني لا يزال يشکل خطراً دهماً علی المنطقة، لأنه کالأفعی التي دون القضاء علی رأسها ودکّه في طهران لا يمکن التخلص مما يثيره من مشکلات ومحاولات زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، وردود الأفعال التي أبداها نظام الملالي حيال «عاصفة الحزم» أثبتت مرة أخری الحقيقة، التي تؤکدها المقاومة الإيرانية «أن اللغة الوحيدة التي يفهمها نظام الملالي هي لغة الصرامة والقوة وليس غير ذلک».



إيران والعراق



•کيف تقيّمون الوضع السياسي في العراق، وهل يمکن أن ترتفع الأصوات للمطالبة برحيل ممثلي خامنئي؟


 


في الحقيقة أن الصدمة الإقليمية الثانية، التي مني بها نظام ولاية الفقيه تمثلت بسقوط حکومة نوري المالکي قبل عام، وبالفعل ارتفعت الأصوات برحيل ممثلي خامنئي وعلی رأسهم إقصاء ومحاکمة نوري المالکي، لکن مع الأسف بفعل التقاعس الأمريکي استطاع نظام ولاية الفقيه السيطرة علی مختلف المناحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية في العراق، وباتت هناک صعوبات کبيرة لانتزاع العراق من براثن حکام طهران، لکن إذا کانت هناک عزيمة صارمة وقوية، وهذا ما أثبته العراقيون الأحرار من خلال ديمومة خروجهم إلی الشوارع، فبالإمکان التخلص من مخالب الملالي رغم صعوبة تحقيق هذه الغاية، خاصة أن القاصي والداني يعرف أن نظام ولاية الفقيه حتی بعد سقوط المالکي حاول ويحاول الاحتفاظ بهيمنته وسيطرته علی العراق من خلال عملاء آخرين، وکذلک الميليشيات العميلة المرتبطة بما يسمی الحرس الثوري.
المقاومة الإيرانية کشفت في نهاية عام 2006 عن قائمة ومواصفات 32 ألف عميل وهم مرتبطون بنظام الملالي، ويتقاضون رواتبهم في العراق من طهران؛ ولا شک أن هذا العدد من العملاء قد توسع وبلغ أکثر مائة ألف حالياً بفعل نشاط الميليشيات العميلة، وهذا ما يتطلب جهوداً کبيرة من الشعب العراقي والوطنيين العراقيين لقطع دابر نظام الملالي بصورة ملحة الآن أکثر من أي وقت مضی، لأن نظام طهران الآن في عنق الزجاجة بعد هزيمته في اليمن، التي قاب قوسين أو أدنی من التحقق.
بعد المصائب التي حلت بالعراق أعقاب الغزو الأمريکي وفرض الملالي هيمنتهم علی هذا البلد فقد حان الوقت الآن کي ترتقي المظاهرات الشعبية العارمة لتشکل ضغوط اًفاعلة من أجل طرد ممثلي خامنئي وقطع أذرع أخطبوط الملالي في هذا البلد.



معسکر ليبيرتي



•لماذا يصمت المجتمع الدولي وعلی رأسهم واشنطن عن ممارسات حکام بغداد تجاه معسکر ليبيرتي؟



قبل أن أشير إلی الالتزامات الدولية وتعهدات الأمم المتحدة والولايات المتحدة في هذا المجال، يجب التأکيد أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية شقت طريقها طيلة خمسين عاماً من عمر نضالها بتقديم الدماء بأعلی درجات التضحية والفداء سواء في الساحة الداخلية عبر مواجهة قمع وبطش النظام الحاکم، أو في الساحة الدولية وأمام النهج الخياني من قبل دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان، الذين تواطأوا مع الملالي الحاکمين في إيران؛ کما حدث في أعقاب الهجوم الذي تعرضت له المقاومة الإيرانية في 17 يونيو عام 2003 بفرنسا من قبل الحکومة الفرنسية آنذاک. فإن المقاومة الإيرانية في الوقت الذي تؤکد الالتزامات الدولية إلا أنها لا تعول عليها ولا تعلق الآمال بها.
فالصمت المطبق من المجتمع الدولي حيال استمرار الحصار الجائر اللا إنساني علی سکان ليبرتي هو ناتج عن سياسة المهادنة والمسايرة، التي انتهجها الغرب مع نظام الملالي بحثاً عن المعتدل أو الإصلاحي في سراب ولاية الفقيه إضافة إلی التوصل لاتفاق معه في الملف النووي. وهذا هو النهج الذي شجع النظام الحاکم بإيران علی تماديه في مختلف بلدان المنطقة علی حساب أمنها واستقرارها.


المعارضتان الإيرانية والسورية



•إلی أي مدی يمکن أن يتم التنسيق مع المعارضة السورية طالما أن العدو مشترک؟



العلاقات موجودة بين المقاومة الإيرانية والمعارضة السورية وبلغت مستوی عالياً، وليس هناک من حاجة للتنسيق لأن المقاومة الإيرانية في خندق واحد مع المعارضة السورية الديمقراطية في جميع الساحات السياسية والإعلامية، وذلک من خلال اللقاءات والمشارکة في النشاطات السياسية المشترکة، وکذلک في مجال المعلومات خاصة ما تحصل عليه المقاومة الإيرانية من داخل نظام الملالي حول مخططات النظام في سوريا. وأهمية هذه العلاقات بين المقاومة الإيرانية والمعارضة السورية هو أن هذا الالتقاء يبطل ويدحض المخطط الإستراتيجي للنظام المبني علی الطائفية.
من جهة أخری، يحاول نظام الملالي دائماً الادعاء بأن موقفه الداعم لنظام بشار الأسد هو موقف الشعب الإيراني، کما يحاول الإيحاء بأن بشار الأسد يحظی بعمق إستراتيجي داخل إيران باعتبارها أکبر بلد في المنطقة، إلا أن الحقيقة مختلفة تماماً، فالنظام الإيراني نفسه نظام ساقط شعبياً ولا يوجد لديه أدنی قاعدة شعبية داخل إيران، وهو نظام آيل للزوال.
هذه الحقيقة تظهر بصورة جلية عندما تلتقي المقاومتان الإيرانية والسورية معاً، خاصة علی مستوی القيادة، فرسالة هذا الوفاق النضالي هي اقتراب نهاية نظام بشار الأسد والملالي معاً. وهناک فعاليات سياسية مشترکة بين المقاومة الإيرانية والمعارضة السورية کما حدث في المظاهرة، التي أقيمت في نيويورک احتجاجاً علی وجود الملا روحاني في الأمم المتحدة، حيث شارک أبناء الجالية السورية في نيويورک في هذه المظاهرة إلی جانب أعضاء المقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة الأمريکية.



هزيمة النظام تتضح



•هل يمکن أن يتحرک الشارع الإيراني علی الأقل لزعزعة وإضعاف النظام؟



إذا تتبعت الأخبار والتحولات داخل إيران عن قرب، فإنک تری أن المجتمع الإيراني يتحرک في اتجاه إسقاط نظام ولاية الفقيه.
نظام الملالي في السنوات الأولی من عمره جعل من حرب إيران مع العراق غطاءً لقمع وخنق المجتمع. وحشد المجتمع بالقوة خلف الحرب، لکن بشکل صوري، عبر القمع لأي اعتراض بحجة الحرب والعدو الخارجي. وهذه الحربة أخذتها منه المقاومة الإيرانية.
ومن ثم علق نفسه علی المشروع النووي وبحسب کلام مسؤولي النظام ومن خلال شعار «النووي حق مسلم لنا» ليحشد بالقوة مرة أخری الجميع خلف مشروعه وأسکت حتی الجماعات والشخصيات، التي تخالفه وبعض القوی المعارضة، ووضعها تحت عباءته وذلک باعتراف مسؤولي النظام نفسه.
المقاومة الإيرانية وحدها کانت وما زالت في مواجهة النظام ومشروعه النووي وسعيه لامتلاک الأسلحة النووية، وتمکنت في النهاية من خلال السعي والمتابعة المستمرة أن تأخذ هذه الحربة أيضاً من يده، وقامت المقاومة الإيرانية بفضح مشاريع النظام النووية أکثر من 100 مرة، وقدمت للمجتمع الدولي کثيراً عن الحقائق، التي أخفاها في مساعيه الحثيثة المتعلقة بالمشروع النووي والبرنامج العسکري، الذي نتج عنه اتفاق جرد طهران من حلمها النووي العسکري. ونحن نعتبر ذلک هزيمة إستراتيجية لنظام ولاية الفقيه، ويمکن رؤية هذه الحقيقة بوضوح في الوجه المنهک والعبوس للولي الفقيه في هذه الأيام.
هزيمة النظام تتضح أکثر أمام الشعب الإيراني، ونحن نشهد هذ الأيام عبر أخبار الداخل الإيراني، حيث إن مختلف شرائح الشعب باتت تتحدث علناً عن الجرائم والفساد داخل النظام، خصوصاً ضد شخص خامنئي.
النظام بات يقترب من نهايته لأنه وفي کل قضاياه الإستراتيجية قد قضي أمره. وأصبح بنفسه يعيش حالة من التوجس ولذلک فإنه يضاعف من الإعدامات والاعتقالات کي يرعب الشعب.
إيران تمتلک مقاومة منظمة وقوية قادرة علی إسقاط نظام ولاية الفقيه، ولکن عليکم أن تضعوا في اعتبارکم أن الشعب الإيراني ومع أنه يکره هذا النظام حتی العظم لکنه يقف في مواجهة غير متکافئة ضده وفي هکذا ظروف، فإن المجتمع الدولي خصوصاً دول المنطقة بإمکانها مدّ يد العون له. کيف؟ بلدان المنطقة التي تعاني من تدخلات نظام الملالي وزعزعة الاستقرار بإمکانها تحطيم العصی، التي يعتمد عليها هذا النظام للبقاء وبذلک تلعب دوراً نوعياً في مساعدة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. إن قطع أذرع نظام الملالي من العراق وإسقاط بشار الأسد، سترون ما سينجم عنهما من آثار داخل إيران، حيث ستکون بداية نهاية هذا النظام.
 


 

زر الذهاب إلى الأعلى