أخبار إيران

استمرار صراع الهيمنة بين خامنئي ورفسنجاني

 


أثناء لقائه مع عناصر النظام الإيراني في هيئة الإذاعة والتلفزيون الأربعاء 9أيلول/سبتمبر ، وصف خامنئي هؤلاء العناصر بـ«مجموعة متکونة من مختلف شرائح المجتمع!» في محاولة من أجل الهجوم علی رفسنجاني وروحاني نفسيهما بحيث أنه قد رفض کلام رفسنجاني فيما يخص «حق الناس» أي حصته للانتخابات المرتقبة للنظام الإيراني معتبرا «حق الناس» هو الدفاع عن أعمال مجلس صيانة الدستور.
وتزامنا مع تصريحات خامنئي، نشر رفسنجاني عبر وکالة أنباء إيسنا الحکومية في 10أيلول/سبتمبر إفاداته الجديدة التي أطلقها أثناء لقائه مع عناصر زمرته الذين وصفهم بـ«أعضاء المجلس المرکزي العام لجمعية الثقافة والسياسة لدی طلاب جامعة شيراز».
وفي مواجهة سافرة لتصريحات خامنئي، شرح رفسنجاني في هذا اللقاء، ما وصفه بـ«المبادئ الفکرية» و«الأسلوب المعتدل» مدعيا بأن أفکاره کانت دائما منسجمة مع «الاعتدال»!
ولافت للنظر أن رفسنجاني هو الذي قد تورط منذ بداية تأسيس النظام الإيراني في کافة جرائم ارتکبها هذا النظام اللاشعبي لکنه الآن يتکلم عن «الاعتدال» ليثير صراع الهيمنة مع خامنئي. وذهب رفسنجاني أبعد من ذلک وتنمر أمام الولي الفقيه للنظام مدعيا بـ«حق الناس» وقال: «الطريق العام للمجتمعات الإنسانية، يتجه نحو سيادة الناس ولم نستبعد هدم جدار الاستبداد».
وثم تذمر رفسنجاني من أنه: نظرا إلی التزامي بنهج الاعتدال، في برهة من الزمن کان الإصلاحيون وفي برهة أخری المتشددون قد تعاملوا معي تعاملا إزدواجية بسبب انفعالاتهم المتشددة».
ولافت للنظر أن کل کلمات يتفوه بها رفسنجاني وادعاءاته بالتزامه بنهج الاعتدال حتی  في عهد خميني الدجال بمثابة من يعلمه الاعتدال! کلها تستخدم للحصول علی حصة الأسد في صراع السلطة والهيمنة مع خامنئي.
ويحاول رفسنجاني أن يوحي خامنئي بأنه وفي هذه البرهة الزمنية للحياة المشؤومة لنظام الملالي، يجب ترک شعارات کان النظام يرفعها في وقت سابق علی الصعيدين الداخلي والدولي وبدلا من ذلک يجب التعلق بأثواب الغرب الذي وصفته وسائل الإعلام للنظام الإيراني بـ«أفراد يعيشون علی ضفة أخری من البحر». لذلک ليس الصراع بين رفسنجاني وروحاني مشادة کلامية فحسب وإنما هو صراع علی الهمينة من أجل الحصول علی حصة الأسد في مستقبل نظام الملالي.
وما يتشبث به رفسنجاني من ادعاءات بـ«مبادئ معتدلة» حتی في عهد خميني الدجال وتصوير نفسه کمدافع رئيسي عن النظام معتبرا نفسه «مشفق النظام والثورة والبلاد» متهما زمرة خامنئي بـ«التمسک بأفکار متشددة تصب في المصالح الفئوية والسياسية» کل ذلک يأتي ليحسم صراع السلطة بين رأسي النظام الإيراني.
وفي المقابل کانت تصريحات خامنئي في 10أيلول/سبتمبر حول خطة برجام والانتخابات المرتقبة للنظام وحق الناس و… أوراقا تنفخ في نيران صراع الهيمنة لمستقبل نظام الملالي وکلما نقترب من انتخابات النظام الإيراني کلما يتصاعد هذا الصراع خاصة في الوقت الذي يجب حسم خطة برجام في نظام الملالي.

زر الذهاب إلى الأعلى