أخبار إيران

قاسم سليماني وتفاصيل “اللعبة الإيرانية” في العراق

 

 
العربية.نت
30/8/2015

 

جنرال إيران يهب لدعم المالکي وتحجيم العبادي

اندلعت مواجهة کلامية في مطار بغداد أواسط أغسطس الجاري، وأطرافها کانت ممثلو إدارة مطار بغداد الدولي من جهة، وممثلو فيلق القدس، والسفارة الإيرانية من جهة أخری.
کان موضوع الخلاف، اشتراط إدارة المطار، تفتيش طائرة إيرانية، للاشتباه أنها محملة بأسلحة.
لم تتمکن سلطات المطار من حل الإشکال، وکان لا بد من تدخل ممثل فيلق القدس في السفارة الإيرانية ببغداد، ورئاسة الوزراء لتجاوز الأزمة.
فلم يعتد العاملون لصالح الجنرال قاسم سليماني في فيلق القدس، أن يجري صدهم أثناء تنفيذ عمليات لوجستية في العراق، حتی لو کان فيها انتهاک للسيادة العراقية أو التعهدات الدولية للجمهورية العراقية.

السر؟
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمر مؤخرا بوقف ما اصطلح عليه ب “النشاط الإيراني الحر” في المطارات العراقية.
وأناط استمرار حرکة الطائرات وهبوطها وتفريغ حمولتها بالسلطات العراقية، وفسر مسؤول عراقي بارز في مکتب الدکتور العبادي القرار، بأنه “يجب علی أي دولة ذات سيادة مراقبة ما يجري علی أراضيها”.

اليد الطولی لأنشطة فيلق القدس، سيما لجهة استخدام أجواء العراق ومطاراته لتجاوز العقوبات الدولية ضد إيران، وکانت أطلقت إبان حکم نوري المالکي، وازدهرت مع تسلم هادي العامري لوزارة النقل العراقية، فيما بدأ العبادي في الحد منها، مؤخرا، مع إطلاقه حملة الإصلاح، التي اعتبرتها إيران تمردا خفيا ضد انشطتها في العراق.
ويقول نائب في البرلمان العراقي آثر عدم ذکر اسمه، تعليقا علی ذلک: سليماني يجوب العراق من المرجعية إلی العاصمة بغداد، محموما، لإنقاذ المالکي من جهة، ولضمان استمرار ضمان يده طليقة في العمل في العراق، والانطلاق من العراق نحو سوريا ولبنان”.

أصل الحکاية؟
خصصت إيران ما يسمی ب “الدائرة 198” التابعة لفيلق القدس، لتنظيم نقل الأسلحة والعتاد العسکري الی سوريا، بواسطة رحلات جوية تنطلق من إيران، وتحلق في أجواء العراق وتحط في مطار دمشق الدولي في سوريا.
کما أنها أحيانا تحط في بغداد و تنطلق کطائرات عراقية، لتجاوز الرقابة الدولية.
المسار الجوي هذا يشکل الطريق الرئيس لنقل أسلحة وعتاد وتمويل وشخصيات من إيران إلی سوريا مما يتيح تزويد القوات السورية وحزب الله باسلحة بشکل متواصل.
الرحلات المکوکية هذه، جاري تنفيذها بنوعين، الأولی – تجارية تخرج بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا من قبل شرکات الطيران الإيرانية Mahan Air وايران اير. والثانية – رحلات شحن خاصة من خلال طيران تابع لسلاح الجو السوري.

خرق للأنظمة الدولية
وما يقلق العراق حاليا في هذا الأمر، أن نقل الأسلحة يشکل خرقا لقرارات صادرة عن مجلس الأمن للأمم المتحدة، يجعل العراق تحت طائلة خرق القانون الدولي، لتسهيله عمليات غير قانونية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
مثلا، القرار 2231 تم تبنيه في يوليو الماضي ( 20 يوليو) صدر بشأن تعزيز الاتفاق النووي الذي وقعت عليه إيران قبل ذلک بعدة أيام، أي في 14 يوليو، وفقا لهذا القرار يتوجب علی کل الدول اتخاذ الإجراءات المطلوبة من أجل منع تزويد أو بيع أو نقل أسلحة أو نقل أسلحة أو منتجات ذات صلة من إيران.
 
قرار مجلس الأمن
 

قرار مجلس الأمن 1747
ويبدي مکتب العبادي قلقا من أمرين:
الأول: حقيقة أن نقل الأسلحة يشکل خرقا لقرارات مجلس الأمن الدولي آنفة الذکر.
الثاني: نقل هذه الأسلحة، يشکل خرقا لقواعد المراقبة، التي تحظر استخدام طائرات أو مطارات مدنية لنقل أسلحة وسبق وأقرتها المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAD).
النظام القانوني الخاص بالمنظمة تم تحديده في وثيقة عام 2006 تسمی وثيقة ICAD 7300/9، ووفقا لها، (بنود 4 و17 وينود 5.1-5.2 لملحق 17) يجب علی أي دولة عضو في المنظمة ( بما في ذلک إيران وسوريا والعراق) عدم استخدام الطيران المدني لأهداف غير متوافقة مع الأهداف المدنية لـ (ICAD).
وتحظر أنظمة (ICAD) إدخال أي أسلحة أو عتاد خطر إلی أي طائرة مدنية أو مطار مدني، ويعتبر خرق ذلک، عملية غير قانونية، توجب تزويد (ICAD) بتقرير کامل عن الحدث.
وعليه، فإن القلق العراقي الحالي، ناجم عن کون الرحلات الإيرانية العسکرية، التي تجوب الأجواء العراقية، تجعل العراق شريکا مع إيران في خرق القرارات الأممية وخرق قواعد الطيران المدني.
اتهام هادي العامري بتسخير أجواء العراق لفيلق القدس الإيراني
ويتهم نائب عراقي غاضب من حجم النفوذ الإيراني المطلق إبان حکم نوري المالکي، أن وزير النقل العراقي السابق هادي العامري ساهم في تسخير الأجواء والمطارات العراقية لصالح الأنشطة الإيرانية العسکرية غير القانونية، وجعل العراق واجهة لأنشطة محظورة دولية، بحيث أصبح العراق الجسر والمؤسسة التي تغسل أنشطة إيران، لصالح النظام السوري وحزب الله وذلک من خلال تنسيق الرحلات الجوية ولعب دور مرکزي في نقل الأسلحة.
 


نوري المالکي وهادي العامري

واشنطن غاضبة
خلال السنوات الأخيرة، تم کشف هذه الرحلات الجوية التي تنقل أسلحة عدة مرات في وسائل الإعلام الغربية. وتحولت الخروقات العراقية لصالح إيران، موضوع خلاف دائم بين الإدارة الأمريکية والحکومة العراقية.
وأثار وزير الخارجية الأمريکية جون کيري في 24 مارس 2013 الأمر مع رئيس الحکومة العراقية في حينه نوري المالکي طالبا منه حظر شحنات الأسلحة الإيرانية الی دشمق.
نوري المالکي رضخ لأسابيع قليلة فقط، ليعيد الرئيس الأمريکي باراک أوباما إثارة الملف شخصيا، مع المالکي، خلال زيارة الأخير لواشنطن 29 اکتوبر.
ليتم تعليق هذه الرحلات الجوية أيضا لفترة قصيرة ولکن بعد عدة أسابيع استأنفت إيران نقل الأسلحة أما عبر الأجواء العراقية او عبر المطارات العراقية.

 

قاسم سليماني يتوسط عدد من مقاتلي البيشمرغة في العراق
 


زيارة قاسم سليماني إلی العراق

داعش أطلق يد إيران!
بعد احتلال داعش للموصل، وإعلان طهران نيتها دعم العراق في حربه ضد داعش، ازدهرت أنشطة فيلق القدس الايراني في نقل الأسلحة الی العراق ومن العراق ايضا الی سوريا، لصالح کل من الاسد وحزب الله، وذلک تحت غطاء اطلاق يد سليماني لأجل الحرب علی داعش.
فشهد العام الأخير قفزة نوعية في کل ما يتعلق بنقل الاسلحة من ايران الی سوريا بالاضافة الی ذلک شرع فيلق القدس بنقل اسلحة الی العراق ايضا بدعوی محاربة داعش.
ومن خلال ذلک بدأ منتسبو فيلق القدس العمل بحرية في المطارات والاجواء العراقية.
ويتهم مسؤولون عراقيون فيلق القدس بنقل اسلحة وعتاد وافراد الی العراق بدون مراقبة وبدون سيطرة من قبل الحکومة العراقية، وأصبح لفيلق القدس الإيراني، منطقة عمل خاص به في مطار بغداد، يحظر علی المؤسسات العراقية السيادية دخولها او تفتيشها.
 
زيارة قاسم سليماني إلی العراق
 
قاسم سليماني – العراق

ويدافع أنصار المالکي والعامري عن هذا الحال، وينفون أن يکون في ذلک تنازلا عن السيادة علی الأجواء والمطارات العراقية، موضحين أن الترتيبات هذه کانت مدفوعة بمصلحة العراق في استمرار الدعم العسکري الذي تقدمه لها إيران في ظل الحرب علی داعش .
إلا أن تفسيرات أنصار المالکي والعامري، لا تفسر استخدام العراق غطاء للأنشطة الإيرانية المحظورة، في إطار العقوبات الدولية.
مثل شراء شرکة ماهان اير الإيرانية في مايو 2014، تسع طائرات من العراق، لتجاوز العقوبات ومخادعة المراقبة القائمة علی الطيران المدني عندما غضت حکومة المالکي النظر عن الموضوع.
وفيما يسعی رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الی استعادة قدر من السيادة علی الأجواء والمطارات العراقية، التزاما من العراق بتعهداته فيما يتعلق بأنظمة الطيران والمعاهدات الدولية، يکثف سليماني جهوده مع السياسيين العراقيين ومرجعية النجف، لإنقاذ المالکي، وإنقاذ الترتيبات الإيرانية في العراق أيضا، خشية أن يتجاوزها العبادي، عندما شن الحملة لأجل الإصلاح.

زر الذهاب إلى الأعلى