العالم العربي

بغداد مکبّ نفايات کبير

 



ايلاف
29/8/2015


 


 يعتزم المتظاهرون العراقيون في بغداد تخصيص يوم من أيام تظاهراتهم التي تقام کل يوم جمعة للمطالبة بإقالة أمينة العاصمة بسبب تحول المدينة الی مکب کبير للنفايات ولم تف بوعدها بجعل بغداد نظيفة.
 بغداد-أعرب مواطنون عراقيون عن انزعاجهم من کثرة النفايات التي تغمر الاحياء السکنية والشوارع العامة والفرعية في مدينة بغداد. وقد ابتکر مواطنون طريقة جديدة لإبعاد تراکم النفايات أمام بيوتهم أو قرب الساحات في المناطق السکنية بوضع صور رموز دينية لمنع رمي النفايات فيها، لکنها باتت تتکاثر بشکل مرعب حيث تمتليء الشوارع بها، و ينشر الکثيرون صوراً لأکوام النفايات من مختلف المناطق علی صفحات موقع التواصل الاجتماعي فايسبوک مؤکدين فيها تحضيراتهم لإقامة تظاهرة للمطالبة بإقالة أمينة بغداد لأنها طوال مدة عملها لم تف بوعدها بل إن النفايات أصبحت ملفتة للنظر أکثر.
  وقال بعض المتظاهرين الذين التقتهم (ايلاف) إن مشهد أکوام النفايات أصبح أمرا طبيعيا في بغداد بعد مرور أکثر من اثنتي عشرة سنة علی التغيير. بل إن النفايات تضاعفت عشرات المرات الی درجة تحولت فيها عاصمة الرشيد الی إحدی أقذر المدن علی حد قولهم ، مشيرين الی أن من الضروري أن تطال الاصلاحات أمينة بغداد ذکری علوش وسيقومون بتجهيز شعارات تليق بالتظاهرة.
 
مطالبة باقالة الامينة
     وقال منتظر شاکر، ناشط في المجتمع المدني “إن من المؤسف أن يکون حال بغداد عالما من النفايات التي لا تستطيع أن تتخلص منها، وانا ألوم أمانة العاصمة فقط  لأن المواطن يجد العذر في أن الامانة غير متعاونة معه وأن النفايات عندما تتراکم في بيته لا يعرف أين يرميها فلذلک تکون الشوارع مکبات للنفايات ولهذا تکون الامانة مقصرة”
وأضاف “أن الاحياء السکنية لا تشکو وحدهاعدم وجود نظافة بل الشوارع الرئيسية في العاصمة فهي الاخری نفايات علی نفايات وتتطاير في الرياح فلا تجد مکانا نظيفا، ولا أعرف ما تفعله السيدة امينة العاصمة وقد وجدنا أن جدار بناية أمانة العاصمة ترمی بقربه النفايات ولا أحد يرفعها .
 وطالب رئيسَ الوزراء العراقي الذي يقود حملة إصلاحات أن تکون أمانة بغداد جزء من الاصلاحات لذلک سنجهز أنفسنا للمطالبة بإقالة الامينة لأنها لم تخدم بغداد بل إن الازبال أصبحت اکثر شيء يلفت النظر فيها وهذا عار علينا ويجب ان لا نسکت فبغداد يجب أن تکون نظيفة ويجب أن يکون اهتمام الامانة الاول نظافة المدينة وأن تجد لها خططا لنظافتها وجمالها.
 
أمين بغداد: ستکون نظيفة
وکانت ذکری علوش أمينة بغداد وعدت قبل أيام من تسلمها منصبها في الأمانة، مطلع اللعام الحالي، أن بغداد ستکون علی يديها نظيفة. بل ونظيفة جداً.
 ففي أول تصريح لها، في 20/2/2015  قال “سأتحدث عن أولويات العمل التي ساقوم بها، بعد المباشرة”، مؤکدة أن “بغداد ستکون مدينة نظيفة بجهود الطيبين).
 
 روائح کريهة
المواطنة إنعام محمد جاسم قالت إن النفايات تملأ بغداد ولا اهتمام بها، مضيفة: لا يسرني النظر الی الکثير من مناطق بغداد لأن النفايات هي أکثر ما يميزها، فأينما نذهب نجد أکوام الازبال ولا أعرف السر وراء عدم رفعها، فسيارة رفع النفايات تأتي کل ثلاثة أو أربعة أيام مرة واحدة والکثير من الناس لا يجد فرصة الا أن يرمي نفاياته في الساحات أو أطراف الشوارع فتتکوم أو تتوسع فتفوح روائحها الکريهة .
 وعبرت عن حزنها الکبير قائلة: فبغداد الحلوة تصبح مجرد أکوام زبالة وروائح نتنة، والمفروض أن يکون اهتمام أکبر بهذا الجانب، والا لماذا يقولون إن النظافة من الايمان؟ أعتقد انهم يتکلمون أکثر مما يعملون. متهمة أمينة بغداد باطلاق الوعود فقط و أنها لا تصلح لهذا المنصب أبدا وتريد غرفة مبردة ومکتب هاديء.
 
بغداد مدينة القمامة!
الدکتور محمد فلحي، رئيس قسم الصحافة في کلية الاعلام جامعة بغداد، وصف بغداد بأنها الان مدينة قمامة وتساءل، خلال حديث مع إيلاف: بعد مرور ستة أشهر علی تعيين الدکتورة المهندسة ذکری علوش بمنصب أمينة بغداد، هل شعر المواطن البغدادي باي نوع من التغيير في الخدمات؟ وأضاف: أستطيع أن اقول اإن القمامة ازدادات في کل احياء بغداد، والتجاوزات علی الشوارع والارصفة استمرت، وحالة الفوضی وغياب الرقابة البلدية تسود الاسواق العامة.
وهدد برفع دعوی قضائية ضد أمانة بغداد “بسبب الاضرار الصحية والبيئية التي لحقت بعائلتي وجيراني نتيجة تراکم القمامة وحرقها يوميا من قبل مجهولين في منطقة سکني” وأکد انها حالة عامة سائدة في جميع مناطق بغداد.
 وأضاف أنه کتب مقالة قبل ستة أشهر عبر فيها عن تفاؤله بتغيير أمين بغداد السابق، مضيفاً أنه يود اليوم أن يعتذر من الامين السابق ومن القراء الکرام “کنت متسرعا ويحق لي سحب تلک المقالة واستبدالها بهذه المقالة التي تعبر عن واقع الحال المزري في بغداد التي لا تتردد في وصفها بمدينة القمامة”.


زر الذهاب إلى الأعلى