تقارير

إيران.. رفسنجاني يُحشد صفوف زمر النظام الإيراني ضد خامنئي

 



بقلم حسين قائمي


أکد رفسنجاني أثناء لقائه الملا يوسف صانعي في 23آب/أغسطس 2015 قائلا: «يجب عليهم أن يتحملوا مسؤولية عن تأييدهم لأحمدي نجاد، في هذه الأيام أصبح في حکم نادر أن يتفوه رجال الدين بالاعتذار… يوما ما يجب أن يتحملوا مسؤولية عن تأييدهم أحمدي نجاد… شاءوا أم أبوا يجب عليهم أن يتحملوا مسؤولية عن أعمالهم».
باتت زمرتا النظام الإيراني يتبادلان هجمات معاکسة بعضها علی بعض وخاصة بلغت هذه الهجمات ذروتها عقب تصريحات أطلقها رفسنجاني أثناء زيارته لمدينة مشهد. وأکد رفسنجاني أنه قد زار مدينة مشهد ليبتهل إلی الله في ضريح الإمام علي بن موسی الرضا حتی يتوصل الاتفاق النووي إلی نتيجته المرجوة. ولاداعي للقول إن محاولات رفسنجاني رامية إلی انتزاع السلطة من خامنئي لکنه من المثير للضحک أن سياسة برغماتية ينتهجها رفسنجاني –وهذا عنوان يطلق عليه مؤيدو سياسة المسايرة مع النظام الإيراني- تجدي فائدة بما أنه قد زار مدينة مشهد لتحشيد عناصر وعصابات النظام الإيراني ولاسيما رجال الحوزة ضد خامنئي مما تذعن به وسائل الإعلام التابعة لرفسنجاني عينه.
وکتبت صحيفة آرمان في عددها الصادر في 24آب/أغسطس 2015 قائلة: يصر آية الله رفسنجاني علی وجوب مشارکة کبار رجال الدين في مدينة مشهد في الانتخابات المرتقبة حتی يکتسبوا مقاعد في مجلس الخبراء برفقة المعتدلين والمنتفحين حتی لا يحتل المتشددون مقاعد المجلس» کما أن لقاء رفسنجاني مع الملا يوسف صانعي من کبار معارضي خامنئي يدل علی هذه الحقيقة.
وبحسب رفسنجاني وأيضا زمرة خامنئي أن الاتفاق النووي يعتبر بداية فحسب من سلسلة إخفاقات تؤدي إلی انتزاع الهيمنة من خامنئي وکسر شوکته وفي حال عدمه سوف يقصي الولي الفقيه رفسنجاني لأن عناصر تابعة لخامنئي يؤکدون علی وجوب جعل رفسنجاني يلزم البيت!
وطالب رفسنجاني الملا صانعي وکبار الملالي في مدينتي مشهد وقم بتشکيل جبهة وتحالف يعارض الولي الفقيه کما أنه سبق أن صرح بأنه يناشد کبار الملالي إلی ترشيحهم لانتخابات مجلس خبراء النظام مما يجعل مجلس صيانة الدستور التابع للخامنئي لا يتمکن من إقصائهم ورفض أهليتهم وإنما يسبب في وضع أهلية خامنئي تحت علامة الاستفهام وتوحيد صفوف الحوزات ضد الولي الفقيه.
وأثناء لقائه مع ملالي وطيف ممن الممتعضين وممن جرحت عواطفهم من خامنئي، حاول رفسنجاني أن يوضح صورة عن تخبط خامنئي في حالة العجز والضعف الراهنة لکي يجرهم إلی حلبة الصراع. ومن أجل ذلک هجم رفسنجاني في الوهلة الأولی علی خامنئي مستهدفا ضعفه وعجزه مشددا علی موضوع أحمدي نجاد بمثابة نقطة ضعف لخامنئي.
ولا نستبعد أن رفسنجاني يوجه لهؤلاء الملالي توجيهات عن آثار وتداعيات السم النووي الذي قد أضعف خامنئي وعلی سبيل المثال يذکر لهم بافتتاح سفارة بريطانيا في طهران مما يشد من أزر الملالي الذين تعلقوا علی أثواب بريطانيا تأريخيا!
وتزامنا مع محاولاته من أجل تنشيط الملالي، سعي رفسنجاني إلی أن يجعل مختلف العصابت الحکومية ناشطة ضد خامنئي بينها زمرة الإصلاحيين المدعوة بـ«حزب المشارکة» التي قد التزمت صمتا سياسيا بعد تنحي الملا خاتمي عن الحکومة. وغسلت الزمرة المذکورة نفسها عن غبار «خاتمي» وظهرت في الساحة محولة عنوانها إلی «حزب اتحاد الأمة الإيرانية الإسلامية» لکن زمرة خامنئي مازالت تخاطبها بعنوان «المشارکة الـ2».
وفي المقابل، ردت زمرة خامنئي بهجمات هيستيرية عبر وسائل الإعلام التابعة لها علی رفسنجاني معربة عن قلقها ومخاوفها. ومن جملة هذه المحاولات، حذر الملا أحمدي خاتمي المعربد التابع لخامنئي بلهجة خائفة من «خطر الإصلاح» مؤکدا أنهم «يرون لنا أحلام سيئة». وتوصلت صحيفة وطن اليوم في عددها الصادر في 24آب/أغسطس من خلال دراستها تطورات الأحداث الخارجية والداخلية إلی نتيجة تشير إلی «فتنة جديدة». ووصفت هذه الصحيفة يوم أمس من هذه النتيجة، سفارة بريطانيا بـ«غرفة العملية لفتنة عام 2009» وکتبت أن آمري الفتنة قد بدءوا بالعمل بعد أن أعطی لهم روحاني جواز النشاط السياسي. حقيقة أن هذه الصحيفة تقارن الظروف الراهنة بأحداث عام 2009 مشددة علی أنه لم نکن نواجه في عام 2009 ثغرة اسمها روحاني في رأس النظام الإيراني لکنه وفي هذه المرة سنواجه تحديا أکبر!

زر الذهاب إلى الأعلى