العالم العربي

المغسل اختبأ بطهران.. وقبض عليه في بيروت.. وسلم للرياض

 

 
العربية.نت
26/8/2015

تمکنت الأجهزة الأمنية السعودية، في عملية مباغتة، من القبض علی أحد المطلوبين السعوديين والمسجل ضمن أهم المطلوبين علی قائمة الإرهاب الدولية، حيث يجري التحقيق معه، وهو أحمد إبراهيم المغسل (من مواليد القطيف في 26 يونيو 1967).
وتسجل هذه العملية النوعية للأمن السعودي، حسب ما نشرت صحيفة “الشرق الأوسط”، بعد ملاحقة استمرت 19 عاماً، لأحد أهم المطلوبين والمسجلين علی قوائم الإرهاب الدولية، وهو أحمد إبراهيم المغسل، المتهم مع آخرين بالتخطيط لتنفيذ الانفجار الکبير بصهريج مفخخ في 25 يونيو 1996.
واستهدف مجمعاً سکنياً کان يوجد فيه عسکريون أميرکيون من أفراد سلاح الجو الأميرکي، ونتج عن العملية مقتل 19 عسکرياً أميرکياً، وجرح 372 آخرين، کما أصيب العشرات من جنسيات متعددة، بالإضافة إلی انهيار جزئي للمبنی السکني.
 


صورة ضوئية لخبر الانفجار في الخبر عام 1996الذي نشرته الشرق الأوسط

مطلوب لدی “الأف بي آي” مقابل 5 ملايين دولار
وفي التفاصيل، التي حصلت عليها جريدة “الشرق الأوسط” وأکدتها مصادر رسمية سعودية، فإن رجال الأمن السعودي تلقوا معلومات مؤکدة عن وجود أحمد إبراهيم المغسل (من مواليد القطيف في 26 يونيو 1967)، في العاصمة اللبنانية بيروت، وهو الرجل الذي کانت الاستخبارات السعودية تلاحقه منذ ما يقرب من عشرين عاماً، باعتباره مهندس تفجير أبراج الخبر، وهو أيضا مطلوب لدی مکتب التحقيقات الفيدرالي الأميرکي، ومسجل باعتباره واحدا من أبرز الإرهابيين المطلوب القبض عليهم، وتم تخصيص مکافأة مالية تبلغ خمسة ملايين دولار نظير المساعدة في القبض عليه من قبل FBI.
 ويصنف مکتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) المغسل ومعه مطلوبون آخرون في لائحة تضم ما يعتبره أبرز المطلوبين للعدالة لتورطهم في هجمات ضد الولايات المتحدة، وهو في نفس القائمة التي تضم زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري، وهما المسؤولان عن تنفيذ الهجمات الإرهابية التي وقعت في نيويورک وواشنطن 2001. وقد أعلن عن هذه اللائحة بعد أحداث سبتمبر، وضمت 22 مطلوباً توعد الرئيس الأميرکي (السابق) جورج بوش بملاحقتهم. وتضم إلی جانب بن لادن والظواهري: أحمد إبراهيم المغسل، وإبراهيم صالح اليعقوب، وعبدالکريم حسين الناصر والثلاثة متهمون بتفجيرات الخبر. ولم تفصح المصادر الأمنية عن دور الأجهزة الأمنية اللبنانية، أو أي أجهزة أخری في المساعدة علی توقيف وترحيل المغسل، إلا أنها أشارت إلی أن “العملية تمت بالتنسيق مع الجهات المعنية”، من دون توضيح.
 


تفجير الخبر من زاوية أخری

 

حزب الله الحجاز” وإيران
ويُعد الکشف عن أحمد المغسل وتوقيفه في لبنان، ومن ثم نقله للسعودية منجزاً أمنياً نوعياً وکبيراً، فالرجل ظلّ متخفياً بشکل يصعب معرفته أو تحديد هويته، وهو متهم بقيادة الجناح العسکري لما کان يعرف بـ”حزب الله الحجاز”، الذي تقول السلطات الأميرکية إنه المسؤول عن تنفيذ تفجير أبراج الخبر في يونيو 1996.
 وکان المغسل متوارياً عن الأنظار منذ تفجير أبراج الخبر، وتم تسريب أنباء عن وفاته في إيران، کما هو الحال بالنسبة لمطلوب آخر هو جعفر شويخات، الذي قيل إنه توفي في زنزانته بعد ثلاثة أيام من القبض عليه من قبل السلطات السورية، وقبل انتهاء إجراءات ترحيله للسعودية، (أعلنت وفاته في أغسطس 1996)، وقيل إن سبب الوفاة هو انتحاره بصابونة غسيل.
ومنذ عام 1997 والسلطات السعودية تطلب من الجانب الإيراني تسليمها أحمد المغسل مع ثلاثة مطلوبين سعوديين آخرين، علی خلفية تفجير أبراج الخبر، وهم علي سعيد بن علي الحوري (مواليد 11 يوليو 1965)، والذي ترصد المباحث الفيدرالية الأميرکية مکافأة تبلغ خمسة ملايين دولار لمن يرشد عن مکان وجوده.
وإبراهيم صالح محمد اليعقوب (مواليد الأحساء)، الذي أصدرت المحکمة الفيدرالية الأميرکية (إقليم شرق ولاية فرجينيا) لائحة اتهام في حقه بتهمة تورطه في عملية تفجير المجمع السکني أبراج الخبر في الظهران بالسعودية، وعبدالکريم حسين محمد الناصر (مواليد الأحساء)، وهو الآخر صدرت بحقه لائحة اتهام من المحکمة الفيدرالية الأميرکية بتهمة تورطه في عملية تفجير المجمع السکني أبراج الخبر في الظهران. وهؤلاء الأربعة ضمن لائحة تشمل 13 متهماً سعودياً بتفجير الخبر، بالإضافة للبناني واحد. ويتهم السعوديون بتشکيل تنظيم مسلح تابع لـ”حزب الله الحجاز”.
دور مشبوه لفيلق القدس
ومن بين المتهمين الذين تسلمتهم السعودية کان الموقوف هاني الصايغ الذي اعتقل في کندا عام 1999 وجری تسلميه بمعرفة السلطات الأميرکية إلی السعودية في 10 أکتوبر 1999. وکذلک متهم آخر هو مصطفی القصاب الذي قيل إن تعاوناً أمنياً مع السلطات اللبنانية أوقع به في أحد فروع البنوک، وجری ترحيله للسعودية.
 وبعد الحادث تم القبض علی عدد من المنتمين للتنظيم، وبينهم، عبدالله الجراش، وسعيد البحار، وحسين آل مغيص، وعبدالجليل السمين.
وقد دأبت السلطات الإيرانية علی إنکار أي علاقة لها بحادثة تفجير الخبر، أو بالمتهمين بالمسؤولية عنه. وراجت أنباء عن مساع بعيدًا عن الأضواء قام بها الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، والرئيس الحالي حسن روحاني (کان وقتها عضو مجلس الأمن الوطني) لاحتواء الحادث، وساهم صعود الرئيس المعتدل محمد خاتمي في الحد من التأثيرات السلبية علی العلاقات بين البلدين.
ورغم أن الرياض لم تتهم رسميا طهران بالوقوف خلف هذا التفجير، وقيل إنها قاومت ضغوطات أميرکية لتوجيه اتهامات رسمية لها، فإن الأميرکيين وجهوا الاتهامات لفيلق القدس التابع للحرس الثوري بالمسؤولية عن تجنيد المتهمين والتخطيط للتفجير.

زر الذهاب إلى الأعلى