أخبار إيران

العيش في هوامش المدن يعتبر أزمة أمنية جدية للنظام

 


أعلن عباس آخوندي وزير النقل وبناء المدن لحکومة الملا روحاني أن 18 مليونا من أصل 55 مليونا من قاطني المدن يعيشون في هوامشها، وأن هذا العدد يعتبر ثلث العدد الإجمالي لقاطني المدن.
ووفقا لهذا المسؤول الحکومي « کثير من المواطنين يعتبرون أنفسهم من الدرجة الثانية».
ووفقا للمسؤولين الحکوميين في شؤون السکن وإعمار المدن أن القصد من العيش في الهوامش ليس يعني ابتعادهم من مرکز المدن فقط، بل يشتمل علی أي نوع من الابتعاد من المجتمع بما فيها الابتعاد من المناطق المرکزية للمدن.
وفيما يعني ظاهرة العيش في الهوامش قال وزير الاسکان لحکومة روحاني: إن ظاهرة العيش في الهوامش يشتمل علی المناطق المرکزية للمدن، وعلی سبيل المثال سکان منطقة 12 في طهران، أو في مدينة مشهد يمکن الإشارة إلی هوامش الحرم الرضوي (ع) أو في شيراز منطقة السعدية.
فلذلک أن بيوت الصفيح والأکواخ داخل المدن التي يعاني المواطنون الساکنون فيها من الفقر  المدقع وهم محرومون من کثير من المزايا المدنية، هي الأخری تعتبر من هوامش المدن.
33 ألف من قری البلد من أصل 64 ألف قرية خلت من سکانها الذين نزحوا وعددهم يتجاوز 10 ملايين شخص إلی هوامش المدن الصغيرة والکبيرة. (صحيفة رسالت الحکومية 7 مايو/أيار 2015).
ووفقا لتقرير وکالة مهر الحکومية أن أکثر من 65 بالمئة من الجنح الاجتماعية في مدينة طهران تحدث في النسائج البالية للمدن غالبها في ضواحي المدن وحواشيها والتي مرتبط بشکل مباشر بظاهرتي العيش في الهوامش والفقر، وجنح کعمال قاصرين وأطفال الشوارع و الأعمال الإجرامية مثل تجارة خرده للمخدرات هذه هي حصيلة لظاهرة العيش في الهوامش.
وصحيفة “مردم سالاري“ الحکومية هي الأخری کتبت في 24 أيار 2015: «أن 80 بالمئة من السجناء هم حصيلة ظاهرة العيش في الهوامش وکثيرا من جرائم ترتکب في أرجاء البلد تنبع جذورها من الشؤون الاقتصادية».
وبالرغم من أن ظاهرة العيش في هوامش المدن والتفشي المستمر والمتزايد لهذه الجنح الاجتماعية هو مما سببه نظام ولاية الفقيه الفاسد وسياساتها اللاشعبية علی الخصوص في مجال الاقتصاد، ألا أنه وفي الوقت الراهن تدهورت ظروف المواطنين الذين يعيشون في الهوامش إلی درجة أصبح نظام الملالي يخشی وصارت مشکلة العيش في الهوامش من أکثر المعضلات الأمنية لدی النظام أهمية وجدية.
وفي هذا المجال سبق وأن قال نائب رئيس النظام في شؤون تطوير القری والمناطق المحرومة: اولئک الذين يعيشون في الهوامش هم من أکثر الأشخاص تقبلا للمجازفة وممن يخلقون مشاکل للمسؤولين.
وفي هذا المجال اعتبر وزير الداخلية النظام سابقا أزمة العيش في الهوامش أزمة أمنية لنظام الملالي.
وبدورها حذرت صحيفة “هفت صبح“ الحکومية حکومة روحاني من تشاؤم الفئات المحرومة للمجتمع معبرة أن کيل صبر بدأ يطفح ومن الممکن أن تواجه حکومة روحاني “موجة مهيبة“. (صحيفة کيهان 20 أغسطس/آب)
إن معضلة العيش في الهامش وما يسري تحت جلود الهوامش السوداء والمتورمة للمدن، هي سريان موسع من المجاعة والفقر والبطالة التي تکدست في جماعات العيش في هوامش المدن واليوم صار کترسانة من الديناميت وأجواء محتقنة للشارع ضد نظام ولاية الفقية.
و إن الروعة التي تثيرها هذه القوة العظيمة الکامنة في جيش العاطلين وجيش الجياع في هامش المدن جعلت عناصر النظام ووسائل الإعلام التابعة له مرتبکين مرتجفين وصيرتهم علی توجيه التحذير لحکومة روحاني.
ولا شک في أن احتقان الغضب الاجتماعي لدی جيش الجياع والفقراء وقاطني هوامش المدن ضد نظام ولاية الفقيه هو مسألة وقت. ومنذ 37 سنة ينهمک هذا الحکم المشؤوم وزمرة ضئيلة من المنتسبين إليه في نهب أموال وثراوي المواطنين وجعلوا هذا الشعب عرضة للفقر والحرمان إلی درجة نجد عوائل ليست في هوامش المدن بل کذلک من بين سکان المدن ألّا يأکلون طعاما سوی وجبة واحدة لکل يوم.
وبطبيعة الحال عندما أغلبية المواطنين وحتی سکان المدن يتصارعون مع الفقر، فليس خافية وضع سکان الهوامش و “المنبوذين من المجتمع“ بحسب مسؤولي النظام.
وفي هذا المجال وبخصوص الوضع المعيشي لإحدی المناطق الهامشية لمدينة طهران کتبت صحيفة “جهان صنعت“ في 6 فبراير/شباط: «بلغ تدهور الوضع المعيشي لهذه المنطقة درجة لربما لا يذوق ساکنوها طعم اللحم مرتين في کل شهر ولا ينامون شبعانين».

زر الذهاب إلى الأعلى