مقالات

تواطؤ دولي مع إيران لتدمير الاستقرار العربي

 



الجزيرة السعودية
18/8/2015



  بقلم:جاسر عبدالعزيز الجاسر



 ليس طهران وحدها التي أحرجتها إصلاحات حيدر العبادي استجابة لمطالب الجماهير العراقية التي تواصل تظاهراتها الداعية لمواجهة الفساد وإسقاط رموزه.


طهران کشفت عن وجهها القبيح ودعمها لرموز الفساد، إذ أوضحت حدودها للهاربين من المسؤولين الفاسدين في العراق وفي مقدمتهم نوري المالکي الذي رتبت له مشارکة في مهرجان للإذاعات والتلفزيونات الإسلامية وهو الذي لم يشغل مناصب إعلامية في العراق.
والإيرانيون ودون أي خجل يعرقلون إصلاحات رئيس الوزراء العراقي الجديد وهو عمل يتعارض مع ما تقوله الإدارة الأمريکية من امتناع نظام إيران من التدخل في الشؤون الداخلية العربية بعد اتفاق الملف النووي، إذ علی العکس في ذلک يجاهر المسؤولين الإيرانيين بدعمهم للفاسدين، وفي مقدمتهم نوري المالکي الذي استقبل في طهران کنائب لرئيس الجمهورية العراقية، وهو المنصب الذي ألغاه العبادي.


الأمريکيون مطالبون بالدعم العلني لإصلاحات حيدر العبادي فکثيرا ما طالب الأمريکيون العبادي بتسريع إصلاحات مواجهات الفساد ونهب المال العام، وهو اليوم بحاجة إلی دعم ومساندة من الأمريکيين الذي يعدون المسؤولين الأکثر توريطاً للعراق ووصوله إلی هذه الحالة من الفوضی، فهم أکثر الجهات دعماً ومساندة لنوري المالکي وسلطته التي أوصلت العراق إلی حالة الإفلاس وظلت واشنطن صامتة عن إجراءات وأفعال نوري المالکي الطائفية والإقصائية والاعتداء علی المتظاهرين، عکس ما کانت تقوم به مع حلفائها الآخرين مثل نظام الرئيس حسني مبارک ونظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ويری المتابعون لنهج الإدارة الأمريکية في عهد أوباما، بأن الأمريکيين يصمتون عما يقوم به عملاء إيران والأحزاب الطائفية المرتبطة بالنظام الإيراني؛ سعياً إلی إنجاز الاتفاق النووي مع إيران، والآن وبعد توقيع الاتفاق زادت خطورة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية وتکثفت فإضافة إلی العراق الذي أصبح ساحة مستباحة للنظام الإيراني والميليشيات المرتبطة به، وامتدت إلی اليمن حيث يقدم النظام الإيراني الدعم المالي والأسلحة إلی جماعة الحوثي التي کشفت المعلومات أخيراً بوجود اتصالات للأمريکيين بهذه العصابات الطائفية.


وقد أوضح الممثلون الرسميون لواشنطن في عمان هدف هذه الاتصالات التي ارتقت إلی مستوی المفاوضات بأنها تهدف إلی حل بعض المسائل الخاصة المتعلقة بإطلاق سراح رهائن من المواطنين الأمريکيين أو المساعدة في إيصال المساعدات الإنسانية الدولية، وهو عذر غير مقنع لأن المفاوضات الخاصة بإيصال المساعدات الإنسانية أو الإفراج عن المخطوفين تجري بصورة علنية وغير سرية.


اتصالات الأمريکيين مع الحوثيين في اليمن وسلطنة عمان وصمتهم عن تدخلات نظام ملالي إيران في العراق يؤکد أنهم غير معنيين بوضع حد لتدخلات نظام ملالي إيران في الشؤون الداخلية العربية وأن الاتفاق النووي المبرم مع هذا النظام لم يتعرض لنشاط نظام ملالي إيران الإرهابي ودعمه لإرهاب الميليشيات الذي يمارس في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى