أخبار إيران

حالة التشتت والإرتباک المتآزمة في موازين القوی لنظام الملالي عقب تجرعه کأس السم النووي

 


 


مقابلة مع السيد «محمد علي توحيدي» رئيس لجنة الاصدارات والنشر في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية


 
حالة الإرتباک في موازين القوی لنظام الملالي عقب تجرعه کأس السم النووي
المذيع: الإرتباک في موازين القوی لنظام الملالي يعتبر من أحد آثار نهج تجرع کأس السم النووي. وما معنی لهذه الحالة وما هي نتائجها؟ في هذه المقابلة نبحث مع السيد «محمد علي توحيدي» هذا الموضوع.
السؤال: السيد «توحيدي»، الملا «موسويان» أشار في جلسة لجنة العلاقات الخارجية لبرلمان النظام الإيراني إلی کأس السم النووي وقال: «علينا أن نتخذ إجراءا للحيلولة دون وقوع ما حدث بعد وقف إطلاق النار» ماذا يقصد هذا الشخص؟ ألم يقبل النظام الإيراني الاتفاق النووي؟ أ هذا الاتفاق قابل للتراجع؟ ألم تنته کل الأمور؟
محمد علي توحيدي: کلامک صحيح، انتهت کل الأمور ووصلت إلی مرحلة لاعودة لأن النظام الإيراني ولاسيما الخامنئي نفسه قد فشل في مشروعه لإنتاج القنبلة النووية بمعنی أنه قد تجرع کأس السم وجلس خلف طاولة المفاوضات وتوصل إلی الاتفاق. علی أية حال، هذا شيء يکتسي أهمية لدی نظام الملالي. الاتفاق هو معيار ودليل يحقق السم النووي وإنه وصل إلی مرحلة لاعودة. وحتی في حال عدم تصويت الکونغرس ومجلس الشيوخ الأمريکي علی هذا الاتفاق مما يؤدي إلی إلغاء الاتفاق لکن النظام قد تجرع کأس السم وقد تلقی إخفاقات لا يمکن التعويض عنها. وتکاد أن تتدهور آثار السم النووي من سيیء إلی أسوأ. لکنه لماذا يطرحون هذه المسائل علی بساط البحث أثناء جلسة أشرت إليها؟ لأن هذه الأحاديث ناتجة عن حالة إرتباک وتشتت يعيشها نظام الملالي. وجدير بالذکر أن عراقجي مساعد ظريف و«بروجردي» رئيس لجنة الأمن والسياسات الخارجية لدی برلمان النظام الإيراني کلاهما قد شارکا الجلسة. بروجردي هو بيدق للخامنئي وبيدق قذر جدا. وکلاهما کانا يسرعان في هذه الأحاديث ليمنعا الآخرين من إطلاقهم أحاديث تزيد الطين بلة. وکان من الواضح أنه تم التصوير عن هذه الجلسة لکنهما قد أطلقا هذه الأحاديث. هذه هي حالة الإرتباک والتشتت. ولافت للنظر أن بروجردي قد خاطب أحد المشارکين: «طيب، يجب أن يکون الجميع علی حذر»… وأطلق هذه الجملة بلهجة خاصة ليقول إنه يجب أن نکون حذرين برغم من أنه أمر مستحيل!
إذا، هذه هي حالة الإرتباک والتشتت التي تسببت في الإخلال في موازين القوی للنظام الإيراني. أما بالنسبة لالتزام خامنئي الصمت فإنه يدل علی هذه الحالة المتآزمة.
السؤال: کيف يمکن أن نستنبط ونفسر هذا الإختلال في موازين القوی للنظام الإيراني؟
محمد علي توحيدي: عندما نری الإختلال في ظاهرة بمعنی أنها تلقت ضربة. ويجب أن نتوقف الآن عند بعض النقاط بشأن الموضوع: هذه الضربة ليست ضربة عادية طبيعية علی هيکلة النظام الإيراني. إن هذه الضربة سواء أکانت في فترة قبول النظام ووقف إطلاق النار أو في الموضوع النووي الذي اضطر من خلاله إلی الکف عن مشروع إنتاج القنبلة، فهذه تعتبر ضربة علی استراتيجية ينتهجها نظام ولاية الفقيه بمعنی أنها تعد ضربة ضخمة وليس حدثا ضئيلا وإنما هي ضربة علی استراتيجية الاحتفاظ بنظام ولاية الفقيه سواء أکانت في فترة وقف إطلاق النار أو في فترة المفاوضات النووية.
وبما أن هذه الضربة قد تم إيقاعها علی استراتيجة النظام الإيراني فإنها تضعف هيمنة ولاية الفقيه وتجعل الولي الفقيه للنظام الإيراني ضعيفا وواهنا. وعدم التوازن هذا هو نتيجة هذه الضربة.
أما هناک موضوع هام جدا وهو أن هذه الضربة تعد هزيمة للنظام الإيراني أمام الشعب والمقاومة الإيرانية اللذين قد وجها هذه الضربة الستراتيجية علی وجه النظام. وقد أرغم المجتمع الإيراني والمقاومة الإيرانية النظام الإيراني علی أن يندفع إلی الوراء حسب ما أکد عليه زعيم المقاومة الإيرانية. ولم ينهزم النظام الإيراني خلف طاولة المفاوضات وإنما المجتمع الإيراني والمقاومة الإيرانية هما اللذان قد سددا هذه الضربات والإخفاقات للنظام بحيث أنه قد اضطر إلی الانصياع للاتفاق النووي. إن هذه الضربة قد وجهت إلی نظام ولاية الفقيه من جانب عدوه الرئيسي أي المجتمع الإيراني الذي سلب النظام الإيراني حق سيادته.
هذا يکتسي أهمية بالغة بشأن مسألة الإختلال في موازين القوی للنظام الإيراني. لذلک لم ينبس عناصر النظام ببنت شفة عن هذه المسألة. وإنهم يتناقلون أحاديث کثيرة ويتکلمون عن السم وتلقيهم إخفاقات قائلين إننا فشلنا وقدمنا کل شيء ويثيرون أجواء غوغائية  لکنهم لا يقتربون من موضوع عدوهم الرئيسي في داخل إيران والذي قد سدد هذه الضربة علی وجههم لأنهم يتخوفون جدا من هذا الأمر الذي يعد خطا أحمر لهم.
وطالما يعود الأمر إلی النظام الإيراني، تم الإخلال في موازين القوی بشکل لا يمکن تطويقه مما يعتبر مرحلة من الأزمة ومرحلة من التوتر في النظام الذي لا يمکنه تطويق آثار هذه المرحلة ولايمکنه أن يدرک ما يقف وراء هذا الوضع الراهن.
ولايمکنه إدارة هذا الوضع. نفترض أنه يتظاهر بالاحتفاظ بنفسه مثلما أکد عليه أحد عناصر زمرة المهمومين حينما قال: «أيها السادة کونوا حذرين»… أو تهدف زمرة روحاني إلی أن يصور الموضوع انتصارا وظفرا للنظام لکنها لاتتمکن من إدارة الأمر. وظهر عراقجي في تلفزيون النظام الإيراني لتقديم بعض الإيضاحات وإسکات الآخرين لکن الجلسة نفسها قد تحولت إلی أزمة جديدة لنظام الملالي. وشکلوا جلسة في لجنة العلاقات الخارجية لکنها قد تحولت إلی أزمة وکذلک جلسة برلمان النظام قد تحولت أيضا إلی أزمة. کل ذلک يعني أنه لايمکنهم تطويق الوضع.
السؤال: وفي المقابل، ما هي نتائج الخروج من هذا الوضع بالنسبة للشعب وقوی النضال والثورة؟
محمد علي توحيدي: المسألة المحورية هي أننا لا نسمح للنظام الإيراني بأن يتستر بأعمال خداع وتضليل علی مسألة إسقاطه علی أيدي الشعب الإيراني. هذه هي المسألة الأهم. لا ينبغي أن نسمح للنظام الإيراني بأن يتستر علی مسألة إسقاطه.
المسألة الثانية هي أبواق استعمارية أي جماعة اللوبي الخارجية لهذا النظام بشتی ألوانها. وحتی من المحتمل أن تعارض هذه الجماعة النظام الإيراني- علی الرغم من أنها لم تعد تتمکن من ذلک کونها أصبحت مفضوحة- لکنه يجب إماطة اللثام عن وجههم وعن أعمالهم التي تصب في مصلحة النظام الإيراني من أجل التستر علی المسألة الرئيسية أي تجرع النظام کأس السم النووي ومسألة إسقاطه.
أما المسألة الثالثة فإنه يجب أن نسلط الضوء علی حقيقة سياسية أن النظام الإيراني قد أصبح ضعيفا علی الصعيدين السياسي والدولي. أنظروا بدقة، کلما يصبح العدو ضعيفا وعندما أصبح نظام ولاية الفقيه ضعيفا فلا ينبغي المساومة والمسايرة معه وإن کان قد حدث هذا الأمر في معادلة دولية وإقليمية وإنما يجب فرض ضغوط أکثر عليه من أجل أخذ التنازلات. هذه هي حقيقة.
والمسألة الرابعة والأهم هي أن النظام الإيراني يهدف في فترة تجرعه کأس السم، إلی تطويق المجتمع من خلال ممارساته القمعية وخلق أجواء الکبت والخناق وزيادة موجة الإعدامات وخلق أجواء الخوف والرعب من أجل إرهاب المجتمع بحيث أن کلتا الزمرتين للنظام الإيراني تسيران علی طريق واحد بشأن هذا الأمر. ويجب إيصال رسالة إلی المجتمع تقول إن النظام الإيراني قد تجرع کأس السم النووي وأصبح ضعيفا.
إن المواطنين المسلوبة حقوقهم يجب أن يعرفوا أن هذا العدو قد أصبح ضعيفا إذن يجب تسديد ضربات أکثر إليه لطرح مطالبنا الحقة بأعلی صوت.
الخامسة- يجب إطلاق ردة فعل مناسبة لهجمات واقتحامات عنيفة يقترفها البلطجيون والعناصر التابعة للنظام الإيراني وقوات الحرس حتی تبوء إجراءاتهم بالفشل.
وعندما يهدم النظام الإيراني مصلی أهل السنة يجب أن يوجه الشباب والمجتمع الإيراني صفعة علی وجهه وکذلک عندما يقتحم کنيسة المسيحيين في مدينة کرج علی أيدي قواته المرتدية بالزي المدني.
وعندما يتصرف النظام تصرفات صارمة مأساوية مع أمهات الشهداء کأم الشهيد ستار بهشتي وکذلک الدکتور «ملکي» الطاعن في السن وأول رئيس لجامعة طهران عقب انتصار الثورة المضادة للملکية، فيجب علی المجتمع أن يرد بشدة علی هؤلاء العملاء. کما يجب ردة فعل صارمة علی تصرفاته العنيفة مع السجناء السياسيين نظير «علي معزي» و«ارجنک داوودي» و«نرجس محمدي».
وأهم من ذلک هو تنظيم المعلمين والممرضين والعمال تظاهرات ومسيرات للإعلان عن مطالبهم المعيشية. لقد حان الوقت لأن يحاسب المواطنون النظام الإيراني ونهابي ثروات الشعب ومدمري حياة المواطنين في الحرب أو المفاعلات الذرية. إنهم يفرضون الضغوط والفقر والتمييز علی الشعب الإيراني لکنه لقد حان الوقت لمحاسبة هؤلاء اللصوص والمجرمين. نعم إن هذه هي المسألة الرئيسية والحقيقية لدی المجتمع الإيراني.
ولابد أن توصل قوی الثورة المناضلة هذه الرسالة إلی المجتمع. وفي طليعة الحقائق هي حقيقة أن هذا النظام قد أصبح ضعيفا وتجرع السم ويعيش حالة التشتت والإرتباک وتلقی ضربة قاضية. نعم يجب أن نکرر هذه المسألة ويجب أن ننتزع حقوق الشعب الإيراني من بلعوم نظام الملالي ونرميه بثالثة الأثافي!

زر الذهاب إلى الأعلى