العالم العربي

المالکي يستنجد بإيران لحمايته من المحاکمة



السياسة الکويتية
16/8/2015


 


بغداد, طهران – وکالات:
مع اقتراب تحوله إلی مطلوب للعدالة بعد ثبوت تورطه المباشر في تسليم مدينة الموصل لـ”داعش” في يونيو من العام الماضي, يسعی نوري المالکي للحصول علی حماية من إيران التي يزورها حالياً, لمنع محاکمته أمام القضاء في ظل الإصلاحات التي يشهدها العراق.
وأکدت مصادر عراقية أن إيران التي تستقبل المالکي (نائب الرئيس العراقي الملغی منصبه وينتظر التنفيذ), منذ مساء أول من أمس, تريد توجيه رسالة إلی رئيس الحکومة حيدر العبادي مفادها أن الإصلاح لا يمکن أن يطال الرجل الأول الذي يحافظ علی مصالحها في العراق, في حين يسعی المالکي للحصول علی ضمانات من طهران بأنها لن تتخلی عنه کما فعلت عندما أطاحته من رئاسة الحکومة, في أغسطس من العام الماضي, بموجب اتفاق مع الولايات المتحدة.
واللافت أن زيارة المالکي طهران وسببها المعلن المشارکة في مؤتمر “الجمعية العمومية للمجمع العالمي لأهل البيت”, تتزامن مع تصاعد المطالبات الشعبية بمحاکمته بوصفه المسؤول الأول عن الفساد الذي استشری في مؤسسات الدولة خلال ثماني سنوات من حکمه (منذ العام 2006 وحتی العام 2014), وعن سقوط الموصل بيد تنظيم “داعش” حين کان يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة في يونيو من العام الماضي.
وفي هذا السياق, ألمح رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية النائب حاکم الزاملي إلی أن تقرير “لجنة سقوط الموصل” خلص إلی تحميل المسؤولية للمالکي.
وأعلن الزاملي أمس أن التقرير النهائي للجنة المکلفة بتشخيص أسباب ومسببي هروب القوات الأمنية أمام عناصر “داعش” في يونيو 2014, اکتمل وسيتمّ الإعلان عنه خلال أيام.
وکشف عن تعرضه لضغوط کبيرة من شخصية قال إنها “کبيرة وفاسدة ومتهمة بسقوط الموصل”, مشيراً إلی أن “هذه الشخصية طبعت ألف بوستر لتوزيعها علی بعض حماياتها والخروج مع متظاهري الساحات العراقية”, للتنديد بالنائب الزاملي “في محاولة لثنيه عن إدراج اسمها ضمن قوائم المتهمين بالقضية التي أدت إلی سقوط المحافظات بيد التنظيم الإرهابي”.
لکن رئيس لجنة التحقيق أکد أن “استخدام هذه الأساليب الرخيصة والطرق الملتوية لن يثنينا عن المضي قدماً في فضح المتسببين بسقوط الموصل والفاسدين وسنقدمهم للقضاء”.
وفي السياق, أکد مراقبون أن زيارة المالکي طهران ليست روتينية بدليل أنه سيلتقي المرشد الأعلی علي خامنئي والرئيس حسن روحاني, وذلک بهدف التأکد من أن إيران تدعمه في مواجهة الأصوات المتصاعدة التي تطالب بمحاکمته.
کما تأتي الزيارة في ظل توتر علاقات المالکي مع العبادي والمرجعية الشيعية اللذين يشيران عادة إلی فساد فترة حکمه, الأمر الذي قد يقوده إلی التحقيق والمثول أمام القضاء وصولاً إلی السجن في النهاية.
ولاحظت مصادر عراقية ترافق زيارة المالکي طهران مع حملة دعم ايرانية رسمية غير مسبوقة له من خلال أجهزة الاعلام الحکومي التي ذهبت إلی حد وصفه بأنه “قائد إسلامي عربي تجاوز حدود العراق وکان نداً للرئيس الترکي رجب طيب أردوغان”.
في موازاة ذلک, برز تطور خطير علی صعيد الشارع العراقي, حيث تعرض المتظاهرون في ساحة التغيير وسط بغداد, مساء أول من أمس, لاعتداءات من قبل مجموعات مسلحة بأسلحة بيضاء يرجح أنها مرتبطة بميليشيات موالية للمالکي.
واستنکر محافظ بغداد علي التميمي اعتداء بعض المندسين علی متظاهري ساحة التحرير الذين خرجوا في إطار تحرکات شعبية في محافظات عدة تأييداً للإصلاح, مطالباً الأجهزة الامنية بتوضيح سريع لمعرفة الجهات المسؤولة.
وندد بما وصفه “الممارسات الهمجية من بعض المندسين”, مشدداً علی ضرورة “عدم السماح للعابثين والفوضويين والمفسدين بالإساءة لأي نشاط حضاري سلمي يطالب بالحقوق المشروعة”.

زر الذهاب إلى الأعلى