العالم العربي

المالکي في طهران متخوفاً من مساءلته عن فساد حکمه

 


د أسامة مهدي


ايلاف
14/8/2015


 


 


فيما استأنف مئات الالاف من العراقيين احتجاجاتهم في انحاء البلاد مساء اليوم مطالبين بمزيد من الاصلاحات فقد وصل الی طهران نائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالکي وسط مطالبات شعبية بمساءلته عن عمليات الفساد التي شابت سنوات حکمه الثمان وعن سقوط الموصل بيد تنظيم داعش حين کان يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة في حزيران من العام الماضي.
فقد حل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالکي الجمعة في العاصمة الإيرانية طهران في زيارة قال ائتلافه انها تأتي تلبية لدعوة من القيادة الإيرانية حيث سيلتقي المرشد الايراني الأعلی علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني. وقالت کتلة ائتلاف دولة القانون فبزعامة المالکي انه توجه الی طهران مساء اليوم في زيارة رسمية بدعوة من القيادة الإيرانية وللمشارکة في اجتماعات الجمعية العامة للمجمع العالمي لأهل البيت الذي سيعقد اجتماعه السادس هناک بهدف تقريب وجهات النظر بين العلماء والمفکرين حول آخر المستجدات في العالم الإسلامي.
وأضافت الکتلة ان المالکي سيلتقي خلال الزيارة عدداً من المسؤولين الإيرانيين في مقدمتهم المرشد الأعلی الايراني علي خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني .. موضحة ان عدداً من الشخصيات السياسية والفکرية رافقت المالکي في زيارته إلی طهران من دون ذکر اسمائهم الا انه يعتقد انهم من قياديي الائتلاف وحزب الدعوة الذي يقوده المالکي.
وتأتي الزيارة في وقت ترتفع فيه اصوات عراقية من بين متظاهري الاحتجاجات بضرورة مساءلة المالکي عن عمليات الفساد التي شهدتها فترة حکمه بين عامي 2006 و2014 والتي تميزت بتجذر الفساد وانتشاره في مؤسسات الدولة بشکل ألحق اضرارا خطيرة بالاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية للبلاد والتي تؤکد مصادر عراقية انها کانت وراء نجاح تنظيم داعش في احتلال مدينة الموصل عاصمة محافظة نينوی الشمالية وتمدده الی محافظات ديالی (شرق) وکرکوک (شمال شرق) والانبار وصلاح الدين (غرب) اثر انهيار الجيش العراقي المتهم بالطائفية والفساد امام زخم الهجومات التي شنها التنظيم الصيف الماضي وتمکنه من احتلال ثلث مساحة العراق.
کما تأتي زيارة المالکي الی طهران في ظل توتر علاقاته مع رئيس الوزراء حيدر العبادي والمرجعية الشيعية العليا بقيادة آية الله السيد علي السيستاني اللذين يشيران عادة الی فساد فترة حکم المالکي الامر الذي قد يقوده الی التحقيق والمثول امام القضاء لهذا السبب.
ومعروف ان المالکي يحظی بدعم المرشد الايراني خامنئي الذي سيبحث معه خلال هذه الزيارة آخر التطورات السياسية في العراق ولذلک تعتقد المصادر ان المالکي ربما يطلب حمايته من عمليات استهداف قد تقوده الی القضاء . ومما زاد من مخاوف المالکي لخلال الساعات الاخيرة ما کشف عنه رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاکم الزاملي رئيس لجنة التحقيق بسقوط الموصل وهو قيادي في التيار الصدري المعادي للمالکي عن مخطط تخريبي للتشويش علی سير التظاهرات الجماهيرية يقوده احد زعماء الکتل السياسية من اجل التغطية علی الفشل الامني والخدمي وهدر المال العام طوال فترة ولاية الحکومة السابقة في اشارة واضحة للمالکي.
واضاف في تصريح صحفي انه بعد ان اتضحت ملامح ادلة سقوط الموصل واصراري علی فضح المتسببين بسقوط المدينة مهما تکن کتلهم واحزابهم وتوجهاتهم ومناصبهم ورغم انهم لم ينجحوا بکل الوساطات والوسائل والطرق فقد بدأوا بطبع عدد من اللافتات والبوسترات تحمل شعارات مسيئة وهو ما تقوم به مجموعات مدفوعة من المالکي نفسه . وقال ان هذه المطبوعات وضعت باحدی المطابع في بغداد وبدعم من المتورطين في قضايا فساد امني ومالي من زعماء احد الاحزاب وستحملها مجموعة من المندسين بين المتظاهرين لمهاجمة لجنة التحقيق بسقوط الموصل وتشويه سمعتها.
ولاحظت المصادر ترافق زيارة المالکي لطهران مع حملة دعم ايرانية رسمية غير مسبوقة له من خلال اجهزة الاعلام الحکومي الذي وصفه بأنه (قائد إسلامي عربي تجاوز حدود العراق وکان ندا للرئيس الترکي رجب طيب أردوغان وأنه لولا سياساته لاحتل الوهابيون کل مناطق السنة في العراق وانهارت الجبهة السورية وضعف محور الممانعة) علی حد قولها.

زر الذهاب إلى الأعلى