حديث اليوم

عصابة الخامنئي تتوسل بأحمدي نجاد، ما معنی ذلک؟

 
 
بعد نهج تجرع السم النووي وتشديد الانشقاق بشکل نوعي في رأس نظام الملالي لقد تحول مشهد انتخابات النظام من المقرر إجراؤها شهر آذار/ مارس المقبل ساحة للصراع وعرض العضلات للحصول علی المزيد من المقاعد.
ويظهر رفسنجاني هذه الأيام يوما بعد آخر إلی الساحة کما قام بهجوم غير مسبوق علی العصابة المنافسة وفي رأسها الخامنئي.
وأعلنت وسائل الإعلام التابعة لعصابة رفسنجاني ـ روحاني يوم 8آب/ أغسطس 2015 عن مشارکة رفسنجاني المنافسات الانتخابية لانتخابات مجلس الخبراء. کما أعلن رفسنجاني يوم 6آب/ أغسطس عن استعداده لخوض انتخابات مجلس الخبراء وقال «إذا تم إجراء الانتخابات بشکل نزيه، فسوف تحل جميع القضايا في البلد» و«يعتبر سلب حق المواطنين في الانتخاب إثما کبيرا ولايغفر المذنب عند المحکمة الإلهية».
وهکذا حذر رئيس مجمع تشخيص مصلحة نظام الملالي العصابة المنافسة خاصة الولي الفقيه في النظام المتخلف من مراعاة «حق الناس» له وتجنب التزوير والتلاعب في الانتخابات وإزالة المرشحين الموالين له و…
وتزامنا مع نشاطات رفسنجاني وعصابته للحصول علی غالبية المقاعد في مجلس الخبراء وبرلمان الملالي بدأت جماعة أحمدي نجاد ينشط تحت عنوان جبهة تدعی جبهة «يکتا».
کما تريد عصابة رفسنجاني ـ روحاني اعتقال رحيم مشايي رئيس مکتب أحمدي نجاد وذلک بعد اعتقال وسجن اثنين من مساعدي أحمدي نجاد ليوجه ضربة لهذه الجامعة خلال الانتخابات البرلمانية. وفي هذا الشأن يظهر الملا بورمحمدي وزير العدل في حکومة روحاني إلی الساحة ويکشف النقاب عن ضلوع رحيم مشايي في حالة اختلاس تبلغ 3000مليار تومان.
کما بدأت جماعة أحمدي نجاد تنشط حيث رفعت دعوی ضد إسحاق جهانکيري إلی السلطة القضائية للنظام.
والآن تشجع وتحث وسائل الإعلام التابعة للخامنئي خاصة المهمومون في هذه العصابة أحمدي نجاد کما خول الخامنئي أحمدي نجاد مسؤولية إحياء حوار الخميني بحسب تعبيره مما يبين استخدام الخامنئي لأحمدي نجاد في وجه رفسنجاني وذکره ذکرياته مع الخميني علی وجه التخصيص.
وتدافع صحيفة جوان المحسوبة علی ميليشيات الباسيج المعادية للمواطنين عن أحمدي نجاد وجماعته جملة وتفصيلا وتعتب علی هجمات العصابة المنافسة ضد أحمدي نجاد حيث تقول: «في الحقيقة يبحث البرغماتيون عن هدفين رئيسيين في هذا الشأن؛ الهدف الأول الذي وصلوا إليه خلال أوساطهم وجلساتهم في بيوتهم ومنازلهم هو أن يجعلوا البلاد يصاب بالإحباط من خلال أداء أحمدي نجاد وتسليط الضوء علی ذلک التيار الثوري… والهدف الثاني هو أنهم يختبرون أحمدي نجاد بشکل مستمر حيث يظهر ارتباک ناجم عن الاختبار في بياناتهم ووسائل الإعلام التابعة لهم بشکل جلي وتام… وافترضوا أن أحمدي نجاد يعتزم علی خوض المنافسات الانتخابية عام 2017 أو 2021. ما هي توقعات البرغماتيين من مجلس صيانة الدستور؟ هل بإمکانهم أن يعملوا علی عکس جبهة أي موقف اتخذوه خلال الأعوام الـ18 الماضية؟ وهل يوافقون علی أن يطالبوا مجلس صيانة الدستور بـ”الانتخابات الحرة“ بنفس المعايير المطلوبة لهم؟ وهل يوافقون علی أن الإزالة المحتملة لأحمدي نجاد لا تعتبر إلا إهانة بحق المواطنين الذين يرحبون به ويستقبلونه الآن في کل منطقة ومدينة».
وفي المقابل تحذر وسائل الإعلام والعناصر التابعة لعصابة رفسنجاني ـ روحاني حکومة روحاني من نشاطات أحمدي نجاد وجماعته.
ويحذر أصغر زاده من العناصر التابعة للعصابة المسماة بالإصلاحيين في صحيفة آفتاب يزد بتأريخ 8آب/ أغسطس 2015، روحاني حيث يقول: «إن فصل الانتخابات علی الأبواب وذلک بعد بضعة أشهر! وأمامنا في الآفاق انتخابات هامان لمجلس الشوری الإسلامي ومجلس الخبراء للقيادة. ويتطلع العالم إلی الانتخابات في إيران. ولا يمکن للحکومة باعتبارها من ينفذ الانتخابات تحت إشرافه أن يلزم الصمت لتتدخل فيها قوات بشکل تلقائي واعتباطي وغير مسؤول».
وينصح عنصر تابع آخر لعصابة رفسنجاني ـ روحاني في صحيفة اعتماد حکومة روحاني بکشف النقاب عن مخالفات ارتکبتها حکومة أحمدي نجاد أکثر فأکثر: «ليس فقط کشف النقاب عن مخالفات الحکومة السابقة يعتبر إجراء صائبا ومناسبا وإنما يعتبر إجراء ضروريا حيث من واجب حکومة حسن روحاني أن تکون صادقة مع المواطنين في هذا المجال».
کما يحذر عنصر آخر من هذه العصابة في صحيفة آرمان من «عودة التيار الذي تسبب في مشاکل في البلاد لـثماني سنوات إلی المجتمع وذلک تحت عناوين ووجوه أخری».
وما يلفت الانتباه بشأن ظهور أحمدي نجاد إلی هذا المشهد هو أنه ورغم وقوف أحمدي نجاد في وجه الخامنئي في العامين الأخيرين في رئاساته للجمهورية حيث کان قد تحول إلی مشکلة کان حکم ولاية الفقيه يواجهها ورغم الحيلولة دون خوض المرشح المطلوب لأحمدي نجاد الانتخابات الرئاسية عام 2013، ولکن اضطرت عصابة ولاية الفقيه مرة أخری إلی اللجوء إليها في الصراع الدائر للحصول علی الهيمنة والسلطة. وبعبارة أخری وتزامنا مع ما تبذله حکومة روحاني المفلسة من محاولات رامية إلی أن تجد مناصا ومفرا من خلال نهج تجرع السم والتوسل بالغرب، أن الانهيار والتشويش والفوضی في عصابة الخامنئي وما يسمی بالأصوليين وصل إلی درجة يعتبر فيها أحمدي نجاد مرشحا وحيدا لهم لخوض المنافسات الانتخابية.
وفي الحقيقة تظهر وتثبت هذه الظروف قبل کل شيء عجز نظام الملالي المتجرع للسم وظروفه المتأزمة؛ الأمر الذي لا يربحه إلا الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى