مقالات

أي عرس نووي هذا؟

 


 


 
کتابات
16/7/2015



بقلم:منی سالم الجبوري


 


مراجعة التصريحات و المواقف الصادرة عن المسؤولين الايرانيين و تقارير وسائل الإعلام الحکومية علی خلفية التوصل لاتفاق نووي شبه نهائي، يصبح جلياً أن حکومة حسن روحاني تحضر لإقامة عرس نووي، يمهد لتسويق ما توصلت إليه مع الدول الکبری حول الملف النووي، الذي شغل العالم علی مدی عقد ونيف، من أجل التغطية علی خط(التقويض العام)الذي تعرض له البرنامج النووي و إنقياد طهران مجبرة الی الشروط الدولية و تبدد الخطوط الحمراء لخامنئي و تجرعه لکأس السم النووي کما تصف ذلک العديد من الاوساط المعنية بالشأن الايراني.
طهران التي ذهبت أساسا للمفاوضات النووية مع الدول الکبری مجبرة و رغم أنفها لأنها و بسبب من سياساتها المشبوهة و التوسعية و تفاقم مشاکلها و أزماتها علی أکثر من صعيد وخصوصا من الناحية الاقتصادية حيث صار أکثر من 70% من الشعب الايراني يعيشون تحت خط الفقر و يواجه أکثر من 12 مليون مواطن المجاعة و معاناة أکثر من 11 مليون عائلة إيرانية من الادمان علی المواد المخدرة الی جانب تفشي البطالة و التضخم اللذين سجلا مستويات قياسية، کل هذا الی جانب التورط الايراني في المنطقة و الذي کلفها الکثير، قد دفع لطهران کي تستجدي إتفاقا ما يحفظ لها ماء وجه مرشدها الذي بلع الوفد الايراني خطوطه الحمراء في المفاوضات.


إستعداد طهران المزعوم لإقامة مايسمونه بعرس نووي، يأتي من أجل لفت الانظار و تحريفها عن النقاط السلبية الاساسية في الاتفاق و التي کسرت الکبرياء الفارغة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و وضعت حدا لغطرسة و تعنت قادته و مسؤوليه وعلی رأسهم خامنئي نفسه، ولذلک فإن وصف الزعيمة الايرانية المعارضة مريم رجوي الاتفاق بأنه تراجع مفروض وخرق للخطوط الحمراء المعلنة من قبل خامنئي وإنه سيؤدی لامحالة إلی تفاقم الصراع علی السلطة في قمة النظام وتغيير ميزان القوی الداخلية علی حساب الولي الفقيه المنهوک، هو وصف وکلام في محله تماما، لأن الفترة القادمة ستبين للعالم نتائج و تداعيات هذا الاتفاق علی طهران ويتوضح عندئذ کم دفعت ثمنا فادحا من أجل هذا الاتفاق الهزيمة.


الاتفاق لم يبارک التدخلات الايرانية في المنطقة و لاغض النظر عن کون طهران بؤرة التطرف الديني و الارهاب، ولذلک فإن هذه الامور تبقی تلاحقها بما يمکن تشبيهه باللعنات التي ستردي بها حتما ذات يوم.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى