العالم العربي

صحيفة أردنية تکشف تفاصيل المخطط الإرهابي الإيراني

 



ايلاف
8/7/2015



مع نفي وزارة الخارجیة الایرانیة ما قالت إنه مزاعم حول تورط فيلق بيت المقدس بالتخطيط للقيام بأعمال إرهابية في الاردن، نشرت صحيفة أردنية بارزة تفاصيل المخطط.
 علی الرغم من الحظر الذي کانت محکمة أمن الدولة الأردنية قررته يوم الاثنين في قضية المعتقل خالد الربيعي الذي يتبع لـ “فيلق بيت المقدس” الإيراني والمتهم بحيازة مفرقعات بقصد استعمالها علی وجه غير مشروع، نشرت صحيفة (الرأي) شبه الحکومية الأردنية تفاصيل المخطط.
وکان مصدر في الخارجية الإيرانية قال في تصريح وکالة الجمهورية الاسلامية للأنباء (ارنا) إن تلک الاتهامات فارغة ولا اساس لها من الصحة بتاتا، مؤکدا ان السیاسة الایرانیة المبدئیة والثابتة ترتکز علی الاحترام الکامل لامن واستقرار ووحدة اراضي دول المنطقة.
وقال المصدر في تصریح له، الثلاثاء، ان ایران لن تألو جهدا في مواصلة هذه السیاسة المبدئیة.
استدعاء
وإلی ذلک، قرر مدعي عام محکمة أمن الدولة الأردنية توقيف غازي مرايات مراسل صحيفة (الرأي) 15 يوماً في مرکز إصلاح وتأهيل مارکا لعدم الالتزام بقرار منع النشر في قضية المخطط الإرهابي الإيراني ضد الأردن.
وأسند المدعي العام للزميل مرايات تهمة القيام بأعمال من شأنها تعريض المملکة لخطر أعمال عدائية وتعکير صلاتها بدولة أجنبية وتعريض الأردنيين لخطر أعمال ثأرية وعدائية.
ونشرت (الرأي) تفاصيل قضية العراقي النرويجي المنتمي لـ(فيلق القدس) الإيراني والذي کان يخطط للقيام بأعمال ارهابية علی الساحة الاردنية، وضبط بحوزته 45 کغم من مادة الـ(RDX) شديدة الانفجار کانت مخبأة في منطقة ثغرة عصفور شمال المملکة.
وتکشف لائحة الاتهام أن المتهم إسمه “خالد کاظم جاسم الربيعي” ويحمل الجنسيتين العراقية والنرويجية ويبلغ من العمر 49عاما، وجری إلقاء القبض عليه في الثالث من نيسان/ ابريل الماضي وتقرر توقيفه في السادس من الشهر ذاته، بعد ان اسندت اليه النيابة العامة لدی محکمة أمن الدولة ثلاث تهم هي، الحيازة والتعامل بمادة مفرقعة بقصد استخدامها للقيام بأعمال ارهابية، والقيام بأعمال من شأنها الاخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، والانتساب الی جمعية غير مشروعة (فيلق القدس) بقصد ارتکاب اعمال ارهابية.
تفاصيل
 تفاصيل القضية تتلخص وفق لائحة الاتهام بأن المتهم يحمل الجنسيتين النرويجية والعراقية وخلال عام 1980 وعلی اثر ابعاد عائلة المتهم من العراق الی إيران فقد اخذ المتهم يتردد علی إيران لزيارة عائلته، بعدها تم تجنيد المتهم من قبل المخابرات الإيرانية لصالح ذلک الجهاز حيث عمل المتهم کموظف استعلامات في المجلس الاعلی للثورة الاسلامية کما إنضم الی الوحدات العسکرية التابعة للمجلس الاعلی للثورة الاسلامية بهدف القتال ضد القوات العراقية، کما عمل ايضا في محطات التنصت التابعة للحرس الثوري الإيراني بهدف التنصت علی الوحدات العسکرية العراقية کون المتهم کان يجيد اللغتين العربية والفارسية.
وعمل المتهم ايضا في قسم مقاومة الطائرات، وقد تلقی العديد من الدورات الامنية في إيران، منها دورة في اللياقة البدنية والرماية وعلی مختلف صنوف الاسلحة، وفتح الابواب، وعمليات المراقبة وعملية اختيار البيوت الآمنة والکتابة بالحبر السري.
المخابرات الإيرانية
وفي بداية التسعينات الماضية، تم تکليف المتهم بالعمل في قسم العمليات الخارجية في المخابرات الإيرانية وقد سبق وان تم تکليفه من قبل المخابرات الإيرانية بتقديم الدعم اللوجستي وتهريب العناصر المقاتلة والتي شارکت في عملية اغتيال رئيس وزراء إيران الاسبق (شاهبور) في فرنسا الی سويسرا، وشارک المتهم في عملية نقل جهاز قفل مرکزي وقد تم استخدامه في عملية اغتيال عن بعد لامرأة في مدينة اسطنبول.
وقد تم تکليف المتهم بالتوجه الی المملکة الاردنية الهاشمية بهدف الزيارة لمعرفة کيفية اجراءات التنقل بين المحافظات وتحديد مواقع الاحراش والغابات، وبالفعل فقد تمکن المتهم من الحضور الی الاردن وأقام فيها لمدة تزيد عن الشهر زار خلالها مختلف المناطق في الاردن مستخدما السيارات السياحية وباصات الاجرة.
لبنان
بعدها انتقل المتهم للاقامة في لبنان وهناک التقی شخصا يدعی ابو سعيد والذي يعمل کمسؤول لمحور بلاد الشام لدی المخابرات الإيرانية وقد کلف المدعو ابو سعيد المتهم بان يتوجه الی الاردن وابلغه بوجود نقطة ميتة بداخلها مواد متفجرة في منطقة غابة الشهيد وصفي التل التي تقع علی الطريق الواصل ما بين عمان وجرش وقد تم تکليف المتهم بالبحث عنها ونقلها الی منطقة آمنة أخری.
وبالفعل حضر المتهم الی الاردن وتوجه الی غابة الشهيد وصفي التل وتمکن من الوصول الی النقطة الميتة وکانت عبارة عن عبوتين بلاستيکيتين تحتويان علی کمية من المواد المتفجرة حيث قام المتهم بنقل العبوتين الی منطقة ثغرة عصفور الکثيفة بالاشجار الحرجية وهناک قام بدفن العبوتين اللتين تحتويان علی المواد المتفجرة وبعدها غادر المتهم الی عمان ومنها الی لبنان، وابلغ المدعو ابو سعيد بأنه قد عثر علی النقطة الميتة وقام بنقلها الی منطقة ثغرة عصفور ودفنها هناک بعد ان رسم له مخطط تنظيمي للموقع الجديد للنقطة الميتة.
وخلال عام 2009 غادر المتهم الی إيران لزيارة عائلته هناک، وخلال عام 2014 واثناء وجوده في إيران التقی ضابط مخابرات اسمه سيد عباس ودار بينها حديث، وبعد فترة زاره ضابط المخابرات وکان برفقته شخص يدعی سجاد، وطلب من المتهم التوجه الی الاردن وتفقد المواد المتفجرة التي قام بدفنها سابقا في منطقة ثغرة عصفور وطلب منه ايضا معاينة الحدود الاردنية الاسرائيلية ومعرفة طرق التنقل في تلک المنطقة الحدودية وحرکة الآليات تمهيدا لاستخدامها في تنفيذ عمليات ارهابية حيث وافق المتهم علی السفر الی الاردن بعدها غادر المتهم الی النرويج ثم عاد الی إيران والتقی مرة اخری بالمدعو سجاد وقام الاخير بتزويد المتهم ببعض التعليمات الامنية حول معاينة الحدود ومعاينة المادة المتفجرة المدفونة في منطقة ثغرة عصفور، وزود المدعو سجاد المتهم بمبلغ خمسة آلاف دولار، بعدها توجه المتهم الی العراق وأقام هناک فترة.
عودة للأردن
وخلال عام 2015 حضر المتهم الی الاردن واقام في منطقة الجبيهة واستأجر سيارة سياحية وتوجه الی منطقة ثغرة عصفور لتفقد النقطة الميتة التي تحتوي علی المواد المتفجرة ولدی وصوله الی منطقة ثغرة عصفور ونظرا لتغير التضاريس هناک ولوجود تقطيع للاشجار لم يتمکن المتهم من العثور علی المواد المتفجرة، بعدها غادر المتهم منطقة ثغرة عصفور وعاد في اليوم التالي وتابع عملية البحث الا انه لم يعثر علی المادة المتفجرة المدفونة، ثم غادر المتهم الاردن الی العراق ومنها الی إيران والتقی هناک مع المدعو سجاد واخبره بانه لم يعثر علی النقطة الميتة للتغير الذي حدث علی التضاريس الا ان المدعو سجاد اکد له ان المادة المتفجرة ما زالت موجودة في مکانها، واتفقا علی ان يعود المتهم مرة اخری برفقة زوجته واولاده الی الاردن بداعي السياحة کتغطية امنية بهدف البحث مرة اخری عن المادة المتفجرة، وقد زود المدعو سجاد المتهم بمبلغ الفي دولار وتوجه المتهم وعائلته الی النرويج.
ثغرة عصفور
وفي نهاية آذار (مارس) الماضي تمکن المتهم من الوصول الی الاردن وفي اليوم التالي الاول من نيسان قام بعد ان استأجر مرکبة سياحية واشتری فأسا لاستخدامه في عملية الحفر وتوجه المتهم وعائلته الی منطقة ثغرة عصفور للتنزه في حين توجه المتهم الی موقع النقطة الميتة ونظرا لتغير التضاريس وتقطيع الاشجار الحرجية لم يتمکن المتهم من العثور علی العبوتين البلاستيکيتين، وعاد بعدها الی عمان.
وفي الثالث من نيسان (أبريل) جری القاء القبض علی المتهم والتحقيق معه، وبعدها جری اصطحابه من قبل المدعي العام لاجراء کشف دلالة علی منطقة ثغرة عصفور وبدلالة المتهم فقد تم البحث في الموقع وتم ضبط عبوتين بلاستيکيتين وبفتحهما تبين احتواؤهما علی کمية 44,853 کيلوغراما من مادة الـ(RDX) المتفجرة وهي عبارة عن متفجرات عسکرية ذات اثر تدميري عال علی الممتلکات وذات اثر قاتل علی الاشخاص وان تصرفات المتهم من شأنها الاخلال  بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، إثر ذلک جرت الملاحقة والتوقيف.

زر الذهاب إلى الأعلى