تقارير

عناصر نظام الملالي يرفعون أکفهم إلی الدعاء لخروج المفاوضات النووية بنجاح. لماذا؟

 



 
في هذه الأيام يرفع عناصر النظام الإيراني أکفهم إلی الدعاء لتنتهي المفاوضات النووية بنجاح لدی فريق التفاوض للنظام مطالبين عناصر نظام ولاية الفقيه ليبتهلوا إلی الله من أجل نجاح فريق التفاوض!
واعتبر الملا صديقي ممثل الخامنئي وإمام صلاة الجمعة في 26حزيران/يونيو بمدينة طهران أن المسألة النووية والمفاوضات هي أهم مسألة يواجهها النظم الإيراني حاليا بحيث أنه تراهن نجاح فريق التفاوض بتجاوز النظام «منعطفا خطيرا حساسا تأريخيا»!
وأکد الملا صديقي بشأن الموضوع قائلا: «علی المواطنين أن يبتهلوا إلی الله في هذه الليالي لمصير المستقبل. هناک منعطف تأريخي خطير حساس!»
وأشاد الحرسي فيروزآبادي رئيس الأرکان المشترکة للقوات المسلحة لدی النظام الإيراني بحکومة روحاني وفريق التفاوض النووي ونصح الزمر الداخلية للنظام الإيراني بقوله «علی الجميع توحيد صفوفهم لدعم الحکوة يجب أن نکون موحدين ونبتهل إلی الله في ليالي القدر لنجاح فريق التفاوض النووي».
وتابع الحرسي فيروز آبادي قائلا: « إن حکومة الدکتور روحاني هي حکومة مجاهدة وتعمل بکل طاقاتها  بينما يحتاج فريق التفاوض النووي اليوم إلی دعاء الأمة الإسلامية الإيرانية علی غرار المقاتلين في جبهات القتال!».
وعلی الرغم من أن الملا صديقي والحرسي فيروزآبادي لم يتکلما عن أسباب حاجة فريق التفاوض إلی الدعاء لکن «نوبحت» المتحدث باسم حکومة الملا حسن روحاني يذعن بصراحة بأن فريق التفاوض بحاجة إلی الدعاء لکي يتمکن من رفع العقوبات وقال: «والآن وفي مواجهة هذه العقوبات المفروضة، خاض ممثلو الجمهورية الإسلامية الإيرانية معارک وجها لوجه السلطات العالمية الست. وفي هذه اللحظة التي أتکلم فيها معکم إنهم يناضلون في فيينا. وإني أطالبکم أن تدعو بالتوفيق لهؤلاء الممثلين الذين وصفهم قائد الثورة بالشجعان والموثوق بهم لاسيما في ليالي القدر لکي ينجحوا». (موقع تابناک- 3تموز/يوليو 2015)
وطالب کاظم جلالي رئيس مرکز الدراسات في برلمان النظام الإيراني «المواطنين» بأن «يبتهلوا إلی الله في ليالي القدر لکي ينجح فريق التفاوض النووي». وکلما يتضرع عناصر وقادة النظام الإيراني الی الله لنجاح فريق التفاوض النووي کلما يدخل النظام الإيراني ظروفا صعبة.
وتزامنا مع تفاوض ممثلي النظام الإيراني مع مجموعة 5+1 لاسيما أمريکا، يتوعد مسؤولون أمريکان وأعضاء مجلس الشيوخ والکونغرس الأمريکي، نظام الملالي بإجراءات قادمة.
وفي الوقت الذي يتصاعد تأوهات وآنات قادة وعناصر النظام الإيراني من کلا الزمرتين وتضرعهم الی الله  من أجل النجاح في المفاوضات النووية، کتبت صحيفة لوس آنجلس تايمز في عددها الصادر في 4تموز/يوليو 2015 قائلة: إن الجيش الأمريکي أخذ يخزن القنابل التقليدية المدمرة.
وبحسب خبراء الاستراتيجية العسکرية أن هذه القنابل تمتلک قوة کبيرة لدحر المواقع النووية للنظام الإيراني تحت الأرض.
وأفادت الصحيفة أن «اشتون کارتر» وزير الدفاع الأمريکي قد أشار في مؤتمر صحفي مشترک أقيم الخميس مع الجنرال مارتين دمبسي رئيس الأرکان المشترکة الأمريکية إلی احتمال اللجوء إلی الخيار العسکري.
وبدوره أکد الجنرال مارتين دمبسي قائلا: «إذا سعی النظام الإيراني إلی إنتاج القنبلة النووية فيمکننا شن غارات جوية متتالية» وأضاف قائلا: «إن الخيار العسکري أمامنا دائما ويمکننا استخدام قنابل کبيرة خارقة بمثابة أحد الخيارات».
وبشأن المفاوضات النووية مع النظام الإيراني قال توني بلينکن مساعد وزير الخارجية الأمريکي: «لم يُحصل أي اتفاق في حال عدم وصولنا برفقة الوکالة الدولية للطاقة الذرية إلی المواقع الإيرانية للشفافية. وصرح الرئيس الأمريکي قبل أيام بوضوح بأنه إذا لم يحصل المجتمع الدولي علی ضروريات لازمة للتوصل إلی الاتفاق النووي فإنه سيخرج من المفاوضات النووية بسهولة». وشدد بلينکن علی أن إضفاء الشفافية والوصول إلی المواقع واختبار الصدقية، کلها تتمحور في بؤرة هذه الضروريات اللازمة».
ولاشک أن التماس قادة وعناصر نظام الملالي من أجل أن ينجح فريق التفاوض النووي يأتي إجراءا لمزايدات سياسية مع مجموعة 5+1 بينما يظهر أن النظام الإيراني أصبح في أمس الحاجة إلی رفع العقوبات والخروج من مأزق مستعص تخبط فيه النظام وخاصة في الوقت الذي أعلن الخامنئي مرارا وتکرارا أن رفع العقوبات هو الذي جعل النظام الإيراني يشارک المفاوضات النووية بمثابة أمر ضروري.
ولو لم يکن تجاوز منعطف خطير أشار إليه رفسنجاني والملا صديقي لإبرام صفقة مع مجموعة 5+1 لما کان ضرورة للابتهال إلی الله من أجل أن يخرج المتفاوضون من المفاوضات بنجاح.
ولا داعي للقول إن هذا المنعطف الخطير قد جعل النظام الإيراني في مأزق مستعص يجبر قادة النظام إلی أن يظهروا يوما تلو آخر في الساحة لکي يلتمسوا نجاح فريق التفاوض النووي.

زر الذهاب إلى الأعلى