تقارير

تقرير إخباري: ما المعنی لفشل مناورات مضللة للملا روحاني

 


إن الانتفاضات والاحتجاجات الشعبية لاسيما من قبل جيل الشباب العاصي لقد قرعت ناقوس «السقوط» لنظام الملالي إلی حد تخبط قادة النظام الإيراني في اتخاذ مخطط محدد للتعامل مع أبسط أمور مثل «حضور النساء والفتيات الملاعب الرياضية» و«إقامة الحفلات الموسيقية». وعقب صراعات فئوية عدة اعترفت «مولاوردي» مستشارة الملا روحاني في شؤون النساء قبل يومين بأن ادعاءاتهم السابقة لم تکن سوی مناورات مضللة وقالت: «إننا لم نکن نعمد إلی حضور النساء الملاعب الرياضية دون قيد أو شرط… و الحکومة لم تتابع موضوع حضور النساء الملاعب احتراما وتکريما للمراجع الدينية!». وعلی صعيد آخر تعتبر إقامة «الحفلات الموسيقية» نموذجا آخر لمراوغات الملا روحاني حين کان يدعي بـمهزلة «الانفراجة». ومتزامنا مع التراجع عن خطة دخول النساء الملاعب الرياضية تخلی المتحدث باسم وزراة الإرشاد للنظام الإيراني عن وعوده الفارغة بشأن إقامة الحفلات الموسيقية مؤکدا علی «الدور الحساس للمؤسسات القضائية والأمنية» وقال: «دون إجراء التنسيق معها لايمکن إقامة حفلة موسيقية أو فنية!».
وبعد مراجعة هذه الاعترافات السافرة يمکننا أن نستخلص نتيجتين واضحتين: الأولی هي أن ادعاءات حکومة روحاني بالسماح لحضور النساء الملاعب الرياضية أو بإقامة الحفلات الموسيقية کلها کانت مناورة مضللة في إطار «قيود وشروط» قمعية وتحت سيطرة «المؤسسات القضائية والأمنية» والاهتمام بـ«دورها الحساسة» بينما لم تکن هذه الادعاءات سوی خطط تنسجم مع المبادئ المناهضة للنساء في نظام ولاية الفقيه. والثانية هي أن الملا روحاني لا يمتلک قدرة وقابلية لإجراء هذه المناورات المضللة ولو المحدودة التي کان الملا روحاني يستغلها لکي يوحي بالتغيير أمام الأطراف الخارجية لتخفيف حدة العزلة الدولية للنظام الإيراني.
وبذلک يتضح مأزق وقع فيه نظام ولاية الفقيه لمواجهة جيل الشباب. لکن السؤال المطروح هو بأنه لماذا النظام الذي لايمتلک أي قدرة وقابلية لإجراء هذه المناورات بشأن مسألة القمع، يطلق هذه الادعاءات التي تجعله أن يتخبط؟ الجواب يکمن في مسألة تسمی بمأزق القمع بحيث أنه أصبح في أمس الحاجة إلی إجراء مراوغات وحروب نفسية لإقامة المناورات أمام الطرف الغربي من جهة لکنه ومن زاوية أخری کل ثغرة في سياسة القمع المطلق تشکل له خطرا جادا. وهذا ما أعجزه عن تطويق الشباب برغم من تشديد القمع. وهذه هي حقيقة تتجلی في اتساع مواجهات الشباب ضد العناصر القمعية للنظام خاصة في ظل أجواء القمع والخناق المطلق.

زر الذهاب إلى الأعلى