مقالات

سوريا صارت فيتناما لـ طهران ”


  
دسمآن نيوز
30/6/2015



قلم مثنی الجادرجي


 


 منذ التورط الايراني في الاوضاع في سوريا في عام 2011، وعلی الرغم من اسلوب السرية و الکتمان  الذي قد أحيط بهذا التورط، لکن مع ذلک لم يکن بإمکان طهران ولا النظام السوري من إخفاء الکثير من الحقائق و الوقائع عن هذا التورط خصوصا من ناحية الخسائر الروحية و المادية التي لحقت و تلحق بطهران.
التدخل الايراني في سوريا الذي جاء من أجل الحيلولة دون سقوط نظام بشار الاسد و ماقد يؤثر ذلک سلبا علی أوضاع حزب الله في لبنان، تطور و توسع کثيرا الی الحد الذي صارت طهران هي الآمرة الناهية في سوريا وهي التي تمتلک زمام الامور و إصدار القرارات في الحالات الطارئة، لکن تطور و توسع التدخل الايراني في سوريا قد أصبح في النتيجة مشکلة کبيرة لإيران من مختلف النواحي، وصار هذا التدخل”التورط”، عبئا علی کاهل طهران و باتت آثاره و تداعياته تظهر علی الاوضاع في إيران و بصورة واضحة.


ماقد کشفت عنه و تناقلته وکالة الأنباء الرسمية الإيرانية “إرنا”، من أن عدد قتلی الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم المنتسبون له من الميليشيات الأفغانية والباکستانية، وحددتهم بـ400 عنصرا منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، يعکس رقما متواضعا جدا أمام الرقم الحقيقي الذي تضطر طهران لإخفائه لأنه سيشکل صدمة للشارع الايراني، وان مصادر المعارضة الايرانية و لاسيما المقاومة الايرانية و مصادر مطلعة أخری، تؤکد بأن أعداد القتلی الايرانيين في سوريا قد تزايدت بشکل ملحوظ و ملفت للنظر لکن لايجري الترکيز و تسليط الاضواء إلا علی القادة و البعض من النخبة و عدد قليل من المقاتلين العاديين.


إرتفاع أعداد القتلی الايرانيين و المرتزقة الافغان و العراقيين و  اليمنيين الذين يجندهم الحرس الثوري الايراني، و الی جانب إرتفاع حجم الخسائر المادية هناک، يعکس في حقيقة الامر تصاعد روح الرفض و المقاومة و الصمود و دفاع الشعب السوري ضد التدخل الايراني و مواجهته بکل السبل و الطرق المتاحة، بل وان ماقد ذکرته العديد من المصادر المطلعة عن حالة من الانزعاج و القلق في طهران لإزدياد الخسائر الايرانية و التقدم المستمر لقوات الثورة السورية، هي في واقع الامر إثبات عملي من أرض الواقع علی هذه الحقيقة حيث تکاد أن تصبح الاراضي السورية فيتناما بحد ذاتها لطهران.


المطلوب برأينا، هو أن تعمل دول المنطقة و العالم علی تقديم المزيد من الدعم و التإييد للشعب السوري في مواجهته ضد النظام و حليفه في طهران وان يتم العل و التنسيق حتی من أجل”عاصفة حزم”عربية أخری للوقوف بوجه کابوس التدخلات الايرانية و لجمها و وضع حد لها وکذلک الاعتراف بالمقاومة الايرانية کممثل للشعب الايراني و فتح مقرات  له في البلدان العربية من أجل إفهام طهران بأن من کان بيته من زجاج فإن عليه أن لايرمي الناس بالحجارة.


 


 

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى