مقالات

مفتاح حسم المفاوضات النووية

 



دنيا الوطن
25/6/2015


 


بقلم: سهی مازن القيسي


 


 منذ 12 عاما، والمفاوضات النووية بين الدول الکبری و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية جاري بصورة ملفتة للنظر، لکن الميزة الاهم لهذه المفاوضات انها لم تتمکن لحد الان من حسم ملف المشروع النووي الايراني و إيجاد الحل و المخرج المناسب له بما يرضي المطالب الدولية.
طهران التي تحاول من خلال سياسة خاصة مبنية علی أسس دينية متطرفة من الهيمنة علی المنطقة و فرض نمطها الفکري ـ السياسي وصولا الی إقامة إمبراطورية دينية، يبدو جليا من أنها قد مدت أذرعها الی داخل أربعة دول في المنطقة وهي تسعی بطبيعة الحال من أجل المزيد، وجدت في الاسلحة النووية خير وسيلة لها للحفاظ علی هيمنتها و تمددها في دول المنطقة من جانب، وکرادع من أي هجوم او تدخل دولي قد تتعرض له.
من الواضح أنه من الصعب جدا التصور بأن طهران سوف تتخلی عن طموحها النووي و تقبل بالمطالب الدولية من خلال الاسلوب و النهج الحالي المتبع معها في المفاوضات النووية، وانها ستسعی للمزيد من التعنت و التهرب و المراوغة و اللف و الدوران کلما وجدت الی ذلک سبيلا خصوصا وان الاسلوب المتبع معها يسمح لها بصورة أو بأخری علی ذلک،
والاهم من کل هذا أن الضحية الکبری لمايجري هو الشعب الايراني الذي يعاني و يقاسي من تبعات و آثار البرنامج النووي، ويبدو أيضا جليا بأن طهران لاتأبه لمعاناة الشعب الايراني ولکون غالبيته قد بات يعيش تحت خط الفقر و يواجه المجاعة و تهديدات مختلفة أخری، ذلک أن الاهم لدی طهران هو إستمرار النظام و ديمومته، لذلک فقد جاء الوقت الذي لابد فيه للمجتمع الدولي من أن يلتفت الی الاوضاع الصعبة للشعب الايراني و مايعاني منه من جراء هذا البرنامج اللاوطني.


المقاومة الايرانية التي سبق وان حذرت من المفاوضات علی النسق الحالي و عدم إتباع سياسة حازمة و صارمة مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وحتی أن السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية قد وصفت المفاوضات بأنه نفق مظلم نهايته القنبلة الذرية للنظام، ولذلک فهي طالبت الدول الکبری بتغيير النهج و الاسلوب الحالي و إتباع نهج و اسلوب يضمن للشعب الايراني حقوقه و مصالحه،
وان إقتراح السيدة رجوي بأن تکون مسألة تحسين أوضاع حقوق الانسان في إيران جزءا و جانبا أساسيا من المفاوضات و جعلها شرطا من شروط الاتفاق مع طهران، يضمن حلا جذريا للمشکلة، ذلک أن النظام يتخوف کثيرا من ملف حقوق الانسان لأنه يتضمن إطلاق الحريات التي تهد و تهز کيانه، ولهذا فإنه يشعر بالسخط و الغضب کلما أثيرت مسألة حقوق الانسان، وقطعا فإن إيلاء هذه المسألة الاهتمام اللازم سوف يکون بمثابة مفتاح حسم المفاوضات النووية التي تدور في حلقة مفرغة.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى