تقارير

أعداد العراقيين النازحين تتخطی الثلاثة ملايين

 


ايلاف
23/6/2015

 

تشهد عمليات النزوح في العراق تصاعدًا مستمرًا، إذ تخطت أعداد النازحين الثلاثة ملايين، فيما اکد رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق أن النزوح المستمر هو مصدر قلق عميق، لذا فإن العمل جار لتوفير طرود المواد غير الغذائية والمأوی والخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية.
أسامة مهدي: قالت بعثة الامم المتحدة في العراق “يونامي” ان أحدث أحصائية لتتبع النزوح في العراق والعائدة للمنظمة الدولية للهجرة قد حددت 3,087,372 فرداً نازحا داخلياً ينتمون الی 514,562 عائلة منذ کانون الثاني (يناير) عام 2014 وحتی 4 حزيران (يونيو) 2015، موضحة ان النازحين ينتشرون عبر جميع محافظات العراق الثماني عشرة.   
واستناداً الی المعلومات المتاحة ومنهجية تتبع النزوح فإن الرقم المُنقح والمستخدم من قبل فريق الأمم المتحدة القطري الإنساني هو 3.1 ملايين نازح داخلياً والذي يُخطط للإستجابة له.
واشارت “يونامي” في تقرير لها الثلاثاء تسلمت “إيلاف” نسخة منه الی انه منذ عدة أشهر ومنذ بداية القتال في الرمادي والأنبار  في 8 نيسان (ابريل) عام 2015 وحتی 15 حزيران الحالي تم الإبلاغ عن نزوح اکثر من 276,330 عراقي من المدينة وضواحيها وأن 55% من هولاء السکان نزحوا بعد شهر أيار (مايو) عندما أُحتل مرکز مدينة الرمادي عاصمة المحافظة بالکامل من قبل تنظيم “داعش” المسلح حيث نزح معظمهم الی محافظة بغداد (45%) أو ضمن محافظة الأنبار (35%).
واضافت إن غالبية الأشخاص النازحين داخلياً في العراق هم في الأصل من محافظات الأنبار  (1,162,998 فرداً ) و نينوی (1,052,016 فرداً ) و صلاح الدين (453,054 فرداً ).
واوضحت ان أکثر من 2 مليون نازح يعيشون في ترتيبات مأوی خاصة ( منازل مستأجرة وأسر مضيفة وفنادق). بالإضافة الی ذلک، فإن أکثر من 638,000 نارح يعيشون في ترتيبات المأوی غير الملائمة (المباني غير المکتملة البناء والمباني المهجورة والأبنية الدينية والمستوطنات غير الرسمية والمدارس).
وقالت “يونامي” انه إستجابةً للأزمة ومنذ شهر کانون الثاني عام 2014 وزعت المنظمة الدولية للهجرة ما يقرب من 133,000 من طرود المواد غير الغذائية وفي خلال الأسبوعين الماضيين  وزعت المنظمة ايضا 5,000 من طرود المواد غير الغذائية في ست محافظات حيث کان العديد من هؤلاء المستفيدين قد نزحوا مؤخراً بسبب العمليات العسکرية في محافظتي الأنبار(110 کلم غرب بغداد) وصلاح الدين (170 کلم شمال غرب بغداد).
ورداً علی النزوح الأخير الذي وقع في شهري أيار وحزيران الاخيرين وبدعم من مکتب المساعدات الانسانية للمفوضية الأوروبية والحماية المدنية، قامت المنظمة الدولية للهجرة بتوزيع أکثر من 40,000 طرد إضافي من مجموعات آلية الاستجابة السريعة بالنيابة عن منظمة اليونيسف في کل من صلاح الدين والانبار وبغداد حيث يتم توزيع هذه الطرود خلال فترة الساعات الـ 72 الأولی من وصول النازحين الجدد والعائدين  وتزويدهم بـ 12 ليترا من المياه المعبأة في قناني ودلو بلاستيکي وعدة النظافة التي تشمل الصابون والفوط الصحية ومواد العناية بالأسنان.
ونقل التقرير عن محمد رافع هندي، الذي نزح من الرمادي وتلقی طرود المواد غير الغذائية من المنظمة الدولية للهجرة قوله “غادرتُ البيت برفقة زوجتي وأطفالي الثمانية في شهر أيار، فقد کان وقت العشاء عندما سمعنا اصوات القصف بالقرب منا، علمنا بأن المجموعات المسلحة (داعش) قد وصلت الی منطقتنا فهربنا بسرعة سيراً علی الأقدام ولم نتمکن من أخذ أي شيء معنا .. نحن نعيش الآن في منطقة اليوسفية في بغداد في منزل أحد الأصدقاء وإن کل ما قدمته المنظمة الدولية للهجرة من طرود المواد غير الغذائية مهم جداً لعائلتي. حيث أن الفرش والبطانيات الصيفية ممتازة فقد أصبح لأطفالي الفرش التي سينامون عليها” بحسب قوله.
من جهته قال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق توماس لوثر فايس “إن النزوح المستمر في العراق  هو مصدر قلق عميق لذا فنحن نعزز قدراتنا في توفير  طرود المواد غير الغذائية والمأوی والخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية والمساعدة في سبيل کسب العيش لغرض تقديم الاستجابة للمتطلبات، إننا في المنظمة الدولية للهجرة نعتمد علی شراکتنا مع السلطات المحلية لتحديد والوصول الی الأشخاص الأکثر تضرراً من النازحين وتقديم المساعدات الانسانية الفورية المنقذة للحياة والتي هم بأمس الحاجة اليها”.
يذکر ان هيئة تتبع النزوح هي أداة للادارة المعلوماتية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة والتي من خلالها يتم جمع معلومات محددة تخص حالة وموقع النازحين في جميع أنحاء البلاد ويشارک أکثر من 130 فرداً من أعضاء فريق التقييم والاستجابة السريعة التابع للمنظمة في جمع بيانات تتبع النزوح.
وخلال مؤتمر صحافي لرئيس مجلس النواب العراقي في وقت سابق اليوم وتابعته “إيلاف” فقد طالب سليم الجبوري الحکومة والجهات التنفيذية باتباع کل الاجراءات لعودة النازحين الی مناطقهم في محافظتي بابل وديالی مؤکداً أن البرلمان معني من خلال لجانه المختصة بتوفير کل السبل اللازمة في هذا الاطار.
وقال الجبوري ان البرلمان يشدد علی ضرورة اتباع کل الاجراءات لعودة النازحين بفعل الاعمال الارهابية الی مناطقهم بعد تحريرها، وبالتحديد في مناطق جرف الصخر والعظيم وجلولاء، موضحا ان عودة النازحين الی هذه المناطق تحتاج الی تنسيق مع الجهات المعنية.
واضاف الجبوري أن  عودة النازحين هي جزء مهم واساس من المهام المناطة بالجهات التنفيذية مشيراً الی أن مجلس النواب معني من خلال لجانه بتوفير کل السبل اللازمة في هذا الاطار. ودعا الاجهزة الامنية بالسماح لعودة النازحين وعلی الوزارات الخدمية اخذ دورها في المناطق المحررة.
يذکر أن استيلاء تنظيم “داعش” علی عدد من المناطق العراقية بعد العاشر من حزيران عام 2015 قد تسبب بموجة نزوح کبری فاقت الثلاثة ملايين عراقي بحسب التقديرات الأممية فضلاً عن نزوح مئات الآلاف من السوريين إلی إقليم کردستان العراق الشمالي.

نازحون من الانبار يفترشون الارض

زر الذهاب إلى الأعلى