تقارير

أسباب فزع نظام الملالي إزاء حضور النساء في الملاعب

 

 

 

 

أجريت يوم الجمعة 19 حزيران/ يونيو الجاري مباراة لکرة الطائرة بين المنتخب الإيراني لکرة الطائرة مع نظيره الأمريکي وانتهت لصالح المنتخب الإيراني. غير أن المباراة شهدت قضايا في هامشها تکتسي أهمية أکثر من المباراة ذاتها وهي تعود إلی حضور النساء في الملعب أو عدم حضورهن. وجرت بلبلة ومناقشات مؤيدة ومعارضة حول السماح للنساء بالحضور في الملاعب باعتبارهن متفرجات فيها منذ فترة طويلة حيث أجريت المباراة أخيرا بعدما انتشرت وحدة من الخيالة التابعة لقوی الأمن الداخلي أمام الملعب ومنعت النساء والفتيات من دخول الملعب. وهنا يطرح سؤال نفسه وهو لماذا يخاف النظام من حضور النساء في الملعب؟ وهل تعود المشکلة والصراع إلی حضور النساء في الملاعب؟ وبداية وفي محاولة لتظاهر دعائي تحدث الملا روحاني خلال مؤتمر صحفي عقده يوم السبت عن حق المواطنين في المرح والبهجة والسرور کما عاب وبشکل مرن الذين يشوشون الحفلات الموسيقية. کما أشار بشکل أکثر مرونة إلی حقوق النساء. وذلک دون الإشارة إلی قضية حضور النساء في الملعب والتي طرحت قبل فترة.
وقبل روحاني کانت شهيندخت مولاوردي مساعدته في شؤون النساء والعائلة أکدت يوم 1حزيران/ يونيو أن محضر اجتماع دخول النساء إلی قاعات (ملاعب) کرة الطائرة تم توقيعه من قبل الممثلين في قوی الأمن الداخلي ووزارة الداخلية ووزارة الرياضة حيث ينتظر توجيها من وزير الرياضة والشباب. غير أن هذه القضية تعرضت لردود أفعال شديدة من قبل العصابة المنافسة.
ونشرت وکالة أنباء إيرنا التابعة لحکومة روحاني بيانا أصدرته مجموعة البلطجيين المسماة بأنصار حزب الله حيث أطلقت فيه شتائم رذيلة بحق النساء مطالبة من الأمة الجاهزة في المشهد دوما بالتجمع أمام ملعب 12ألف شخص في مجمع آزادي الرياضي يوم مباراة کرة الطائرة بين المنتخبين الإيراني والأمريکي.
وعقب ذلک في يوم الجمعة 12حزيران/ يونيو وبعد صلاة الجمعة في العاصمة طهران نظمت هذه الجماعة تظاهرة حاملين لافتات مکتوبة عليها: «نستهجن الحضور غير الشرعي للنساء في ملعب مباراة الرجال».
کما جاء في دعوة أصدرها «أنصار حزب الله والأساتذة وطلاب حوزة إيرواني العلمية»: «ننتظر حضور دام لأمة حزب الله يوم 19حزيران/ يونيو 2015 في ملعب آزادي للتصدي والمواجهة لحضور النساء…».
وصحيفة «يا لثارات الحسين» المحسوبة علی أنصار حزب الله هي الأخری التي حذرت من أنه فيما إذا لم يعد المسؤولون من هذا الطريق الباطل فسوف يشاهدون يوما تأريخيا آخر في روزنامه حزب الله.
وخلال هذا التجييش طلعت مراجع حکومية إلی دائرة الضوء کالمعتاد. وقال الملا مکارم شيرازي: «في الوقت الذي نحتاج فيه إلی الوحدة والاتحاد ليس من الضرورة أن تحضر النساء الملاعب مما يثير خلافات بين المواطنين والحکومة وقوی الأمن الداخلي».
وجراء إعلان المراجع عن مخاوفها التقی الحرسي أشتري قائد قوی الأمن الداخلي بالمراجع في مدينة قم حيث طمأنهم بأن الاحتفاظ بالقيم يعد واجبا ذاتيا للشرطة. وبحسبه لقد تم تشکيل مجموعة عمل في ”ناجا“تم استخدام خبراء محليين وأجانب وعلماء فيها من أجل تطبيق تدابير زعيم الثورة. وبالمناسبة بات من الواضح تماما وأکثر مما مضی أن الخامنئي هو الذي يقف وراء هذه القضية.
واللافت هو أنه وعندما يجري الحديث حول قضية حضور النساء في الملاعب أو الإخلال في الحفلات الموسيقية فتقول عصابة الولي الفقيه من أين أتت هذه القضية؟ وهل تم معالجة جميع القضايا بحيث أصبحنا نتطرق إلی هذه القضية؟ ولماذا تريدون إثارة الشغب في البلد حول قضايا جانبية وفرعية؟ ويعد ما صرحه أحد المسؤولين في النظام باسم حميدرضا ترقي في حوار تلفزيوني واحدا من هکذا استدلالات لهذه الجماعة: «أيهما يحظی بأهمية، تهذيب الأبناء في بلد أو تنظيم حفلة موسيقية…؟ وهل تعتبرون السينما جزءا من الثقافة أم لا…؟ وعندما يتفشی الإدمان والسيجارة حتی بين التلاميذ في البلد فأيهما يحظی بأهمية، تهذيب هذا الجيل أم تنظيم حفلة موسيقية؟ وکم نراهن علی قضية تهذيب التلاميذ في البلد؟ وکم تومانا نسبة نصيب الفرد من القضايا التهذيبية للتلاميذ في کل أرجاء البلد؟ ومن المثير للسخرية ومضحک عندما نسأل عن ذلک، لأنه لا يمکن إجراء عمل تهذيبي في المدارس عبر هذا المبلغ» (قناة الخبر لتلفزيون النظام ـ 15/06/2015).
انظروا إلی هذا المدی من الدجل؟ وکأنّ النظام إذا لا يسمح بإقامة الحفلات الموسيقة وعدم حضور النساء في الملاعب يحاول ويعمل بدلا من ذلک علی مکافحة الإدمان وعلی الشؤون التهذيبية للتلاميذ! ولکن من الذي لا يعرف أن حظر حضور النساء في الملاعب وباقي المضايقات المفروضة بحق النساء من قبل هذا النظام المقارع للنساء، تعد جزءا من إستراتيجيته لتحقير وتقييد النساء باعتبارهن شريحة في المجتمع الإيراني تحتج علی النظام أکثر من غيرها. ولکن وبحسب رئيسة الجمهورية للمقاومة الإيرانية إن هؤلاء النساء هن اللواتي سيزلن نظام الملالي في إيران!

زر الذهاب إلى الأعلى