تقارير

تقرير حقوقي يوثق مقتل 22 من الفنانين السوريين و57 حالة اعتقال


 
الشرق الاوسط
21/6/2015


 


سجن وطرد من الوظائف طالتهم لتأييدهم انتفاضة شعبهم

انقسم الفنانون السوريون حيال الانتفاضة الشعبية التي حصلت في بلدهم، ما بين فريق أيّد الانتفاضة ومطالبها، وفريق وقف مع السلطات الحاکمة، وفريق التزم الصمت. ويشير تقرير للشبکة السورية لحقوق الإنسان الصادر أخيرا، إلی تعرض الفنانين من الفريق الأول، لأنواع من الانتهاکات، أما المؤيدون فحظوا بالتأييد المادي والمعنوي، وتمت الاستعانة بهم في حملات تشويه وتخوين زملائهم، إضافة إلی الترويج للانتخابات الرئاسية، وغير ذلک من المناسبات والحملات الإعلامية الداعمة للسلطات.


وقد شارک فنانو سوريا المعارضون في الحراک السلمي بقوة في السنتين الأوليين من انطلاق الاحتجاجات الشعبية، واتسم معظم حراکهم في المظاهرات السلمية، أو بمشارکة الأهالي تشييع ضحايا قتلوا علی يد القوات النظامية.


ويذکّر التقرير أن المشارکة الأولی کانت عند إصدار بيان إنساني، طالب بإيصال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء وحليب إلی أطفال درعا المحاصرة من قبل القوات الحکومية، أطلق عليه اسم «بيان الحليب»، بتاريخ 29 أبريل (نيسان) 2011، وکان من ضمن الموقعين عدد کبير من الفنانين، من بينهم ريما فليحان، ومنی واصف، ويارا صبري، وماهر صليبي وکندة علوش وغيرهم، ووصل عدد الموقعين عليه حينها من جميع الفئات والتوجهات السياسية إلی ما لا يقل عن 1200 موقّع. وقد قوبل البيان البسيط بالعنف والقسوة من قبل السلطات السورية، وبدأت حملة أمنية واسعة شملت اعتقالات وطردا من الوظائف، وضربا لبعض الموقعين علی البيان.


أما العلامة الأبرز لمشارکة الفنانين فکانت في مظاهرة سميت بـ«بمظاهرة المثقفين» يوم الأربعاء 13/7/ 2011، وقبل أن تنطلق بدقائق من حي الميدان أمام جامع الحسن في دمشق، تم اعتقال 19 فنانًا ومثقفًا، من ضمنهم مي سکاف، والأخوان ملص، والکاتبة ريما فليحان، والکاتبة يم مشهدي، والصحافي إياد شربجي وغيرهم، ثم أُفرج عنهم بعد 4 أيام، کما تعرض عشرات الفنانين والمشارکين للضرب والتهديد. ووثق تقرير الشبکة مقتل 22 فنانًا، منهم 14 فنانًا قتلوا علی يد القوات الحکومية، بينهم 4 قضوا بسبب التعذيب في مراکز الاحتجاز، کما قتل 4 فنانين علی يد فصائل المعارضة المسلحة، وفنان واحد علی يد تنظيم داعش، بينما قتلت مجموعات مسلحة لم يتمکن التقرير من تحديد هويتها 3 فنانين.


کذلک تم توثيق57 حالة اعتقال لفنانين، 50 منها من قبل القوات الحکومية ما زال 9 منهم قيد الاعتقال، بينما وثق التقرير حالتي اختطاف علی يد فصائل المعارضة المسلحة تم الإفراج عنهما، واختطف تنظيم داعش فنانًا واحدًا، بينما اختطف تنظيم جبهة النصرة فنانين اثنين تم الإفراج عنهما لاحقًا، وقد سجل التقرير حالتي اختطاف علی يد مجموعات مسلحة لم يحدد هويتها.


ومن الفنانين الذين اعتقلوا علی يد النظام، سمر کوکش خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية التي اشتهرت بدبلجة أصوات الشخصيات الکرتونية، وقد أصدرت محکمة الإرهاب في دمشق، حکما بحقها بالسجن خمس سنوات. والفنانة ليلی عوض التي اعتقلت أثناء عودتها إلی البلاد علی الحدود اللبنانية السورية، وأفرج عنها بعد شهور من الاحتجاز.


ووفق التقرير فإن العامين 2011 و2012، هما الأسوأ من حيث حجم الانتهاکات والجرائم المرتکبة بحق الفنانين، ويعود تراجع حجم العنف والجرائم المرتکبة بحقهم منذ بداية عام 2013 حتی الآن، لأسباب عدة، منها: انحسار دورهم في الحراک المدني، واضطرار معظمهم للهرب خارج البلاد، والتزام بعضهم الآخر الحياد والصمت. وسعت الحکومة مع مؤيديها من فنانين ومنتجين ومؤثرين في الحقل الفني إلی التضييق معنويًا وماديًا علی الفنانين المناهضين للسلطات، إضافة إلی الحملات الإعلامية المکثفة ضدهم. وحال ظهور وانتشار فصائل مسلحة متشددة تحمل فکرًا متطرفًا في کثير من المناطق التي خرجت عن سيطرة القوات الحکومية، دون لجوء الفنانين إلی تلک المناطق وممارسة نشاطهم المدني والفني بحرية، کون تلک الفصائل تنظر إلی الفن علی أنه مخالف لمنهجها.

زر الذهاب إلى الأعلى