مقالات

إيران ديمقراطية عارية من النووية من خلال إسقاط خليفة الرجعية والإرهاب

 

 

بقلم: حسين قائمي

 


الملتقی الموسع للإيرانيين

 


إن ورقة عمل الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية بواقع 10 بنود تقدم لنا صورة عن ملامح إيران الغد الحرة بحيث أن 8بنود منها تختص بالشرح والإمعان في نظام سياسي اجتماعي يبني إيران الغد في حين تتخلص من وطأة الفاشية الدينية. ويتکلم البند الـ9 عن سياسات خارجية تنتهجها إيران الغد بينما يصرح البند الـ10 بأنه: «إننا نريد أن تکون إيران الغد، بلدا عاريا من النووية وأسلحة الدمار الشامل».
وجاءت مبادئ ورقة العمل هذه لتوضح بأبلغ العبارات، صورة عن إيران الغد من خلال دحر نظام ولاية الفقيه الاستبدادي العائد إلی عصور الظلام مما لا يکتنفه الغموض والإبهام؛ وإذا أردنا أن نلخص ورقة العمل في کلمة واحدة، قلنا علی الفور «إيران ديمقراطية عارية من النووية» مما يظهر جوهر ومبادئ يجبل عليها نظام المستقبل بينما تميط عبارة «ولاية الفقيه» أو بالأحری «ولاية الفقيه  مطلقة الصلاحية» اللثام عن الجوهر الحقيقي للدکتاتورية اللاإنسانية الحاکمة في إيران.
ونظرا إلی أن الظواهر تعرف بأضدادها فيجب أن نمعن النظر في بادئ الأمر في عبارة «ولاية الفقيه» التي قد طفا جوهرها في غضون الـ36 سنة الماضية علی السطح حتی نتمکن من معرفة ضدها وعدوها الرئيسي.
ما تعنيه فکرة ولاية الفقيه نظريا وعمليا
في المقام الأول يجب أن نعرف أن مفردة «الولاية» لها معنی أکثر عمقا من مفردة «الحکومة». وکان الخميني وفي غاية الدجل وخبرته في تلويث المفاهيم والمفردات، قد أختار مفردة «الولاية» التي لها معان خاصة في ثقافة الشيعة الثورية بدلا من مفردة «الحکومة». وذهب الخميني أبعد من ذلک بحيث أنه کان يعمد إلی أن ينسب حکومته بـ«ولاية رسول الله (ص)». وبشأن الموضوع أکد الخميني قائلا: «إن ولاية الفقيه ليست شيئا خلقه مجلس الخبراء وإنما شيء خلقه الله تعالی وهو ولاية رسول الله».
وبهذه الطريقة أعطی الخميني جانبا عقائديا لحکومته کما صرح خلال مقابلة أجراها معه «حامد الکار» قائلا: «يجب أن تدخل الولاية بيوت الناس وتتدخل في شؤون وأفکار الناس الشخصية من أجل السيطرة عليها».
«الفقيه» مفردة أخری نزعت القداسة عنها
إن مفردة «الفقيه» هي الأخری التي نزع الخميني القداسة عنها. وفي الثقافة القرآنية، يطلق عنوان الفقيه علی أولوالألباب والراسخين في المضامين الحقيقية للقرآن والتي تتجسد في التوحيد والحرية لکن الخميني والملالي المتشدقين بالدين قد اختصوا «الفقيه» بشريحتهم أنفسهم. لذا إن عبارة «ولاية الفقيه» تتحدث عن نظام بنيت عليه هذه الحکومة الدينية مما نسميه ببساطة «حکومة الملالي» أو «دکتاتورية الملالي». وبحسب الخميني أن الملا هو «مدغم في الإسلام» بمعنی أنه يربط بالولي الفقيه الذي يعتبر نائبا للإمام القائم ورسول الله» ومن خلالها يربط بـ«الله تعالی». وبذلک أن الملا هو صاحب أرواح وأموال وأعراض الناس بالنيابة عن الله. وفي المقابل، من يعارض الملا والولي الفقيه وهو الباغي والمتمرد والمفسد في الأرض بمعنی أنه لا حرمة لروحه وعرضه وماله وهو يستحق الموت. وکل ذلک يتمحور في الشعار الرسمي للنظام الإيراني أي «الموت لمن يناوئ ولاية الفقيه». والآن وبعد مرور 36 سنة من حکم الملالي المشؤوم، لم تبق النظرية حبرا علی الورق وإنما ترجمت إلی أفعال دامية مرة يجربها الشعب الإيراني بشکل يومي.
القنبلة النووية مقدمة واجبة!
هناک نقطة أخری يجب أن نتوقف عندها حول معنی «ولاية الفقيه». لو کانت ولاية الفقيه شعبة من ولاية رسول الله ونظرا إلی أن رسالة رسول الله کانت رسالة عالمية فيجب أن تکون ولاية الفقيه ولاية عالمية لا تقتصر علی حدودها الجغرافية. ومن أجل ترجمة هذه الأقوال إلی أفعال ملموسة وبما أنه لايشتري أحد في العصر الحاضر، الأفکار البالية للخميني الدجال فيجب فرض هذه الأفکار من خلال ممارسات القمع في داخل إيران منها التنکيل والإعدام والتعذيب. أما بالنسبة للخارج فإن  النظام يعتمد علی دعامتين: الإرهاب والقنبلة النووية وکلاهما يهدف إلی الاحتفاظ بنظام ولاية الفقيه وبسط نفوذه.
واعتبر منظرو النظام الإيراني بينهم الجلاد «جواد لاريجاني» منذ عدة سنوات، أن الإرهاب يعد بمثابة «وجه آخر للسلطة» بحيث أن نظام ولاية الفقيه يظهر أنه يأخذ المسألة علی محمل الجاد من خلال أعمال إرهابية يرتکبها أمثال قاسم سليماني.
ونظرا إلی أن «ولاية الفقيه» تهدف إلی قيادة «مسلمي العالم» وإقامة «الخلافة الإسلامية» کونهما واجب شرعي لذا يعتبر الحصول علی القنبلة النووية أمرا واجبا بمثابة أداة تحقيق هذا الطموح. إذًا وعلی الرغم من ادعاءات الخامنئي الدجال، فإن القنبلة النووية ليست «حراما» علی الإطلاق في نظرية ولاية الفقيه وإنما هي واجب شرعي يعد من أهم الأسبقيات للاحتفاظ بالنظام الإيراني ولبسط  نظام ولاية الفقيه في المنطقة (مما يعتبرونه العمق الاستراتيجي) لذا يستخدم النظام کل الخدع والأکاذيب ومحاولات التضليل من أجل الحصول علی هذا «الواجب» الذي يصفوه بـ«التقية».
والآن نعود إلی عبارة «إيران ديمقراطية عارية من النووية» التي تعتبر في کلمة واحدة بمثابة ضد «ولاية الفقيه».
معنی «الديمقراطية»
وبغض النظر عن سوء الاستخدام والاستغلال من مفردة «الديمقراطية»، تجدر الإشارة إلی أن هذه المفردة تواکب کلمة «الحرية» المقدسة والتي تمهد الطريق للوصول إلی الحرية من خلال استقرار نظام ديمقراطي بني علی «أصوات المواطنين بمثابة المعيار الوحيد» (البند الـ1 لورقة عمل مريم رجوي بواقع 10بنود) ويؤمن بـ«التعددية» ويلتزم بـ«حرية الأحزاب والتجمعات وحرية الفکر والتعبير والصحافة» ويحظر أي نوع من «الرقابة والاقصاء» ويحترم «کافة الحريات الشخصية»( البند الـ2 لورقة عمل مريم رجوي بواقع 10بنود).
وبذلک أن ورقة عمل السيدة مريم رجوي بواقع 10 بنود توضح لنا صورة دقيقة موضوعية عن معنی «الديمقراطية» بحيث أنه لاحاجة في شرحها من جديد لکنه وکونها نقطة نقيضة لـ«ولاية الفقيه» وطموحاتها التوسيعة ويجب أن نمعن النظر في البندين الأخيرين لهذه ورقة العمل:
«سياستنا الخارجية ستکون قائمة علی التعايش السلمي والسلام و التعاون الدولي والاقليمي واحترام ميثاق الأمم المتحدة. وسنقوم العلاقات مع جميع الدول» .(البند الـ9 )
«اننا نطالب بأن تکون ايران الغد دولة غير نووية وعارية عن أسلحة الدمار الشامل». (البند الـ10)
سياسات خارجية لإيران الغد الحرة
کما أشرنا إليه إن مضمون سياسات خارجية لإيران الغد الحرة يتجسد في عبارة «إيران عارية من النووية» لأن الشعب الإيراني ليس لم ولن يريد السلاح النووي فقط وإنما رفض الشعب الإيراني شعار «الطاقة النووية حقنا المؤکد» المختلق من قبل الملالي مستهزئين به. وکلما سنحت فرصة لهم، قد رفع مختلف الشرائح المنتفضة للشعب الإيراني شعار «الحرية، الحرية هي حقنا المؤکد» لأن الشعب الإيراني لا يريد إثارة الحروب وإقامة الإمبراطورية والتوسعية بل إنهم يريدون السلام والوئام والتعايش السلمي مع سائر الدول لاسيما دول الجوار في المنطقة. ويرفض أيضا الشعب الإيراني استخدام الطاقة النووية کونها أسلوب مهجور يشکل خطرا علی البيئة وسلامة المجتمعات الإنسانية خاصة في الوقت الذي لا تحتاج فيه إيران إلی الطاقة النووية کونها تعتبر من أکثر دول العالم التي تنعم بثروات النفط والغاز.
فيلبنت منبر لإيصال صوت 80مليونا من الإيرانيين
إن آلاف المواطنين الأحرار الذين شارکوا في تجمع فيلبنت السبت 13حزيران/يونيو يمثلون الشعب الإيراني الذي اختطفه نظام الملالي المسمی بـ«ولاية الفقيه» کرهينة منذ 36 سنة. وإنهم أوصلوا صوت الشعب الإيراني بأعلی صوت إلی أسماع العالم کله رافعين شعار «الموت لمبدأ ولاية الفقيه» و«عاشت الحرية!» و«عاشت إيران حرة ديمقراطية» و«عاشت إيران متمتعة بالسلام والرخاء وحقوق الإنسان».

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى