مقالات

هل بدأ العد التنازلي لتغير النظام الإيراني؟


 
موقع عراقيون
16/6/2015


سربست بامرني


 


 ربما من السابق لأوانه توقع تغييرات جذرية في ايران بهدف اسقاط نظام ولاية الفقيه ولکن تظاهرات باريس للمقاومة الإيرانية کشفت عن ما يمکن تسميته بالعد التنازلي للبدء بهذا التغيير لا بسبب حجم المشارکة الإيرانية المعارضة للنظام التي دأبت علی تنظيم مثل هذه المؤتمرات واللقاءات سنويا وانما بسبب حجم ونوعية المشارکين من الشخصيات الدولية السياسية والثقافية حوالي خمسة الاف مشارک وبالأخص مشارکة العديد من الشخصيات العسکرية من وزراء دفاع ومسؤولي المخابرات ورؤساء الأرکان المشترکة السابقين و قادة ميدانيين امريکان واوربيين! نوعية المشارکة هذه مع تسرب الانباء عن تشکيل جيش للتحرير توحي بان مراکز القرار في اکثر من عاصمة اوربية إضافة للولايات المتحدة الامريکية وبالاتفاق مع المقاومة الإيرانية ستبدأ قريبا باتخاذ الخطوات العملية لتغيير النظام الإيراني الحالي الذي يواصل نهجه المعروف في تصدير الثورة وما يترتب علی ذلک من مشاکل إقليمية بالإضافة الی تمسکه بمشروعه النووي الذي في حالة استمراره سيؤدي الی سباق نووي محموم في المنطقة يهدد السلام والامن الإقليمي والدولي.
التظاهرة تأتي في وقت اقل ما يقال عنه بانه وقت عصيب للقيادة الإيرانية التي تحارب علی اکثر من جبهة ابتداء من اليمن مرورا بسوريا ولبنان والعراق وحتی أفغانستان ناهيک عن الحرب غير المعلنة ضد الکورد في کوردستان الشرقية والبلوش في بلوتشستان وسيستان والعرب في الاهواز بالإضافة الی الوضع الاقتصادي الذي يزداد سوء وترديا يوم بعد يوم مع استمرار الحصار والعقوبات الدولية والصراع بين اجنحة النظام الذي يزداد عمقا واتساعا.
ما سبق يعني ان قدرة النظام الإيراني الحالي علی المواجهة ستضعف ان لم تکن ضعيفة فعلا الان وهو ما يفسر زيادة وتيرة تنفيذ احکام الإعدام بالمعارضين في الداخل والمحاولات الرامية للخروج من الرمال المتحرکة في سوريا واليمن والعراق باقل الخسائر الممکنة حتی اذا تطلب الامر التخلي عن بعض حلفائها السابقين والتضحية بهم واذا ما اضيف لکل هذا تأسيس ما تسميه المعارضة الإيرانية بجيش التحرير الذي حتما سينتشر في کل انحاء ايران ومدنها الرئيسة ومع وجود کل هؤلاء الخبراء العسکريين والشخصيات الدولية السياسية والعسکرية في تظاهرات المقاومة الإيرانية فانه من الممکن القول بان العد التنازلي لتغيير النظام في ايران قد بدأ وسيکون ذلک واضحا خلال المستقبل القريب بکل ما يحمله هذا التغيير من تداعيات لإيران وللمنطقة برمتها.
التغييرات القادمة لن تکون بمعزل عن تفاهمات مسبقة مع الدب الروسي الذي لن يتنازل بسهولة عن الوصول السريع للمياه الدافئة.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى