أخبار إيران

ثورة البنزين في إيران تتفجر صدامات مع الأمن

 


 


سما فلسطين
28/5/2015


 


تشهد العاصمة الإيرانية طهران ومدن خارجها صدامات بين المحتجين ورجال الأمن رفضًا لقرارات حکومية بزيادة أسعار المشتقات النفطية بنسبة 40 بالمائة، الامر الذي دعا السلطات إلی إعلان حال التأهب وتحذير المواطنين من التظاهر ضد القرارات.
 
 بدأت الاحتجاجات من خلال حادث مروع في طهران، حين قام أحد راکبي الدراجات النارية التي يستخدمها لتوفير لقمة عيشه وعائلته بإضرام النار في نفسه احتجاجًا علی إزدياد أسعار البنزين في محطة الوقود بمنطقة رقم 2 في طهران، فتم نقله إلی مستشفی “شهداء” بمنطقة تجريش.
کما احتشد عدد من سائقي وسائط النقل العامة وسيارات الأجرة “التکسي” في مدينة ورامين في شارع ينتهي إلی قائمّقامية المدينة احتجاجًا علی إزدياد أسعار الوقود، حيث إنهالت عليهم قوی الأمن الداخلي بالضرب والشتم.
وبعد اعلان زيادة أسعار المشتقات النفطية ليل الثلاثاء الماضي، وقع اشتباک بين المحتجين وقوات الأمن في محطة الوقود بقضاء رباط کريم بمحافظة طهران حيث حطم المواطنون واجهات المحطة فتم اعتقال 10 منهم .. بينما اعترض سائقو سيارات الأجرة “التاکسي” في مهرشهر بمدينة کرج احتجاجاً علی شطب حصة البنزين المقنن من قبل السلطات الإيرانية.
اعلان التأهب بين قوات الأمن
ولمواجهة هذه الاحتجاجات فقد تم وضع قوی الأمن الداخلي ومليشيات البسيج “قوة التعبئة” وعناصر المخابرات في طهران في حالة التأهب القصوی خوفًا من إتساع نطاق الحرکات والتظاهرات الاحتجاجية ضد رفع أسعار الوقود.
وقد ادی قرار السلطات الإيرانية بزيادة أسعار البنزين بنسبة 40 بالمئة الی وصول سعر اللتر الواحد إلی 1000 تومان، کما تم حذف حصة البنزين لسيارات الأجرة “التاکسي”، وکذلک الغاء الدعم الحکومي لأسعار الوقود في قطاع الزراعة، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع وتيرة الأسعار بشکل عام، حيث سيکون العبء الرئيسي لذلک علی عاتق الفئات ذات الدخل المحدود، التي تشکل غالبية سکان البلد، بحيث انهم غير قادرين حتی في الوقت الحاضر علی توفير الحد الأدنی لمقومات العيش لأنفسهم.
تحذير حکومي من الاستجابة لدعوات التظاهر
وخوفاً من اتساع حرکة الاحتجاجات الشعبية، فقد حذر قائد الشرطة الإيرانية الجنرال حسين آشتري الشبان الإيرانيين من الاستجابة للدعوات التي أطلقها ناشطون علی مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد قرار الحکومة برفع أسعار البنزين.
وقال آشتري في مؤتمر صحافي إن “الشعب الإيراني يقظ، وإن السلطات المعنية تراقب وتضبط المکالمات الهاتفية والشبکات الاجتماعية التي تروج وتدعو للتظاهر ضد قرار الحکومة برفع أسعار البنزين”. وحذر کل من يخرج بتظاهرات ضد حکومة الرئيس حسن روحاني قائلاً “سننفذ مهمتنا بکل قوة ومسؤولية بحسب القانون وطلب الحکومة”.
وجاء اعلان الحکومة الإيرانية برفع الدعم الکلي عن البنزين ما يزيد أسعاره بحوالي 40% من اجل توفير 32 مليار دولار سنوياً، کانت مخصصة لدعم الوقود. وبذلک سيصل سعر لتر البنزين العادي إلی 10 آلاف ريال (34 سنتًا) بدلا من 7 آلاف ريال (24 سنتًا).. کما سيبلغ سعر الديزل 3000 ريال (9 سنتات) للتر الواحد، بزيادة 2500 ريال (8 سنتات).
وحسب الاجراءات الحکومية الجديدة، فقد زادت أسعار کل من البنزين بنسبة 118 بالمئة والبنزين الممتاز 100 بالمئة والغاز السائل 326 بالمئة والنفط الأبيض 50 بالمئة والنفط الأسود 200 بالمئة والغازاويل 100 بالمئة خلال 400 يوم مضی، بحسب ما اعترفت بذلک وکالة مهر للأنباء الاثنين الماضي.
وقال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بيان تلقت “إيلاف” نسخة منه اليوم الخميس، إن فرض هذه الأعباء من قبل النظام علی عاتق المواطنين الکادحين بزيادة أسعار المحروقات يتم في الوقت نفسه الذي يستنزف فيه ارکان النظام مليارات الدولارات من ثروات الشعب الإيراني في مشاريع لاوطنية وفي تصدير الحروب والأزمات إلی کل من سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها من دول المنطقة.
وفي هذا الاطار، قال حميد حسني عضو هيئة الأمناء لاتحاد مصدري المشتقات النفطية والغازية والبتروکيمياويات ” مع إقتراب موسم الصيف يحتاج بعض مصافي البلد إلی إجراء تصليحات أساسية فيها، ويمکن ان تتعطل لمدة شهرين، لکن الضغوط الاقليمية وقضية اليمن تجعلا توفير وشراء البنزين للحکومة أمرًا صعبًا، کما أن حجم الدعم الحکومي للبضائع وقضايا أخری، قد جعلت الظروف اکثر صعوبة من قبل”.

زر الذهاب إلى الأعلى