مقالات

حيث التحذيرات التي أطلقتها المقاومة الايرانية” أکثر من خطر يهدد العراق ”

 


 


 
دسمان نيوز
26/5/2015
بقلم:مثنی الجادرجي



 إلقاء نظرة علی واقع الاوضاع و الامور في العراق، لوجدنا أن هنالک الکثير من التهديدات التي تحدق بالعراق، ومع أن التهديد الجدي الحالي متمثل بتنظيم داعش و مايقوم به من جرائم و مجازر و فظائع و التمدد في الاراضي العراقية، لکن من المهم جدا أن ننتبه أيضا الی الخطر الايراني الذي يحدق بالعراق منذ الاحتلال الامريکي للعراق و الذي وصل الی حد أن تتغلغل القوات الايرانية الی عمق 40 کيلومتر في الاراضي العراقية بحجة محاربة داعش، هذا الی جانب خطر المواجهات الطائفية الذي يهدد الامن الاجتماعي العراقي و تهديد الفساد و تهديد إنهيار الاقتصاد العراقي و تهديد المساس بالسيادة الوطنية للعراق.
الملفت للنظر ان الرابط او الذي يجمع بين کل هذه التهديدات المحدقة بالعراق، هو النفوذ و  الهيمنة الايرانية الذي تغلغل بشکل غير مسبوق في العراق بحيث صار يتواجد و يسجل حضورا في مختلف مفاصل الدولة العراقية، وصار أمرا مألوفا بين مختلف الاوساط السياسية العراقية و العربية و الدولية أن يتم التأکيد علی أن إيران اللاعب الاکبر في العراق و هي التي توجه سياق الامور بحسب ماتتطلب مصالحها.
العلاقات السياسية و الامنية و الاقتصادية و الفکرية التي تربط بين العراق و إيران، ليس هنالک من شک بأن جميعها في صالح إيران، فالسياسة العراقية يتم تسييرها و توجيهها بسياق في ظل الخطوط الرئيسية للسياسة الايرانية، والعلاقات الامنية تشهد تحرکا إيرانيا مستمرا بعيدا عن أية مراقبة رسمية عراقية من خلال مختلف الاحزاب و الميليشيات و الاطراف التابعة لها في حين ليس بإمکان أي طرف من هذه الاطراف أن يتحرک سنتمتر واحد داخل إيران من دون موافقة إيرانية.
العلاقات الاقتصادية العراقية الايرانية، تشهد هي الاخری ترجيحا کبيرا لصالح إيران حيث أن الميزان التجاري لصالحها 100%، وحتی وصل الامر بإقتصاديين عراقيين للقول بأن إيران تبتلع العراق إقتصاديا،  أما من الناحية الفکرية، فمن الواضح أن أطروحة ولاية الفقيه الايرانية يتم العمل علی قدم و ساق وفي ظل إشراف و توجيه خاص من جانب الحرس الثوري الايراني لإستنساخه عراقيا، وان تأسيس ميليشيات شيعية مسلحة تتبع الحرس الثوري، يمکن إعتباره خطوة متقدمة بهذا المجال، والحقيقة التي لامناص منها، أن العراق کدولة ذات سيادة و إستقلال بات مهددا بالکامل أمام التغلغل الايراني وان التحذيرات التي أطلقتها المقاومة الايرانية من خطورة و مغبة هذا التغلغل قد بدأ يتجسد علی أرض الواقع، والسؤال هو: الی متی سيستمر هذا التدخل وبهذه الصورة المشينة؟

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى