أخبار إيران

المجتمع الإيراني علی قدرٍ يغلي.. تعرف علی تفاصيل ما يحدث في إيران ميدانيًا

 

  خاص- أنا برس
9/5/2015

 
يعيش المجتمع الإيراني “علی قدرٍ يغلي”، فمن ناحية تمزقه الأوضاع الاقتصادية الصعبة، التي تأتي انطلاقًا من العقوبات الاقتصادية المفروضة علی طهران والتي تتزامن وتراجع أسعار النفط، ومن ناحية أخری الممارسات القمعية التي تمارسها السلطات الإيرانية ضد معارضيها، وهي الممارسات التي کشفتها واقعة انتحار الفتاة صاحبة الـ 26 عامًا  فريناز خسرواني، والتي أطلقت شرارة الاحتجاجات ضد السلطات الإيرانية، لاسيما في مدينة مهاباد.
 
وتتخوف السلطات الإيرانية، وفق مراقبين، من انتقال شرارة الاحتجاجات، إلی باقي المدن الإيرانية، بسبب الضغوط الاقتصادية التي يشهدها الإيرانيون في الوقت الراهن مع تشعب تلک الأزمة الاقتصادية، والتي دفعت معلمي إيران لبدء تظاهرات عارمة (هي الأولی منذ منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في يونيو/حزيران)، احتجاجًا علی تلک الأوضاع الرثة، التي يعاني منها الإيرانيون کافة.
بوعزيزي جديد في إيران
وجاءت واقعة مصرع أو انتحار إحدی عاملات التنظيف في أحد فنادق مدينة مهاباد في کردستان إيران  “فريناز خسرواني- 26 عامًا” وذلک عقب تعرضها لمحاولة اغتصاب، الأمر الذي دفعها إلی إلقاء نفسها من الطابق الثاني بالفندق، لتشعل فتيل أزمة واسعة في إيران، إذ أطلقت نار الاحتجاجات الخاملة في طهران، لتکون بذلک أشبه بـ “بو عزيزي جديد في إيران”.
وعلی خلفية تلک الأزمة انتفض أکراد إيران ثائرين، فيما واجهتهم قوات الأمن بعنف مفرط، فيما شهدت العديد من المدن الکردية، ومن بينها اشنوية ومهاباد وسقز، احتجاجات واسعة، واجهتها قوات النظام الإيراني بکل قوة وقمع،  فيما قام أهالي مهاباد (مدينة في شمال غرب إيران) بإغلاق متاجرهم احتجاجاً علی واقعة مصرع فريناز، فيما استعان النظام الإيراني بقوات مکافحة الشغب للسيطرة علی تلک التظاهرات التي تشهدها مدن إيرانية عديدة، لتشهد کثير من تلک المدن اشتباکات واسعة وعديدة أثارت الجدل.
وخلال تلک التظاهرات، اعتقلت القوات الإيرانية العديد من المشارکين فيها، فيما أصيب العديد من المتظاهرين بجروح متفاوتة، فيما قام المتظاهرون بالاعتداء علی العديد من السيارات الحکومية تعبيرًا عن غضبهم، وسط أنباء عن سقوط قتلی.
وثمنت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، انتفاضة أهالي مدينة مهابا، مؤکدة أن “نظام الملالي المعادي للمرأة وبجميع عملائه وعناصره الفاسدين عاجز بشدة أمام عزم النساء والرجال الإيرانيين ويتخوف منهم”، داعية النساء والشباب الإيرانيين إلی الاعتراض علی تعرض أيادي النظام خاصة ضد النساء والشابات الإيرانيات الشريفات وان لا يسمحوا لهم بان تستباح أعراض وأرواح الشابات الإيرانيات هکذا ضحية لجرائم هذا النظام.
ومن جانبها، أصدرت منظمة العفو الدولية، تقريرًا عن التظاهرات وأعمال العنف التي اندلعت الخميس، في مدينة مهاباد شرقي کوردستان(کوردستان إيران، مطالبة السلطات الإيرانية باحترام حقوق المتظاهرين. وفيما أعطی التقرير الحق للقوی الأمنية الإيرانية، بالدفاع عن نفسها، إلا أنه أکد علی أن تلک الحماية يجب أن تتوافق مع المعايير الدولية لاستخدام القوة من قبل الحکومة. وأشارت المنظمة الدولية إلی أن استخدام القوة من جانب الشرطة الإيرانية، کانت في مواجهة عدد کبير من المتظاهرين الذي لم يکونوا قد شارکوا في العنف، مضيفا: “تلک الممارسات تزيد من الحساسيات في المنطقة، وعلی السلطات الإيرانية احترام حق التعبير لدی المتظاهرين.. کما طالبت المنظمة من السلطات الإيرانية، تشکيل لجنة تحقيق مستقلة للکشف عن ملابسات الحادثة التي أدت إلی وفاة فريناز.
تظاهرات المعلمين
وفي السياق، فإن تطورات ميدانية عديدة تشهدها إيران خلال الفترة الحالية، انطلاقًا من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها، والتي تشعبت بصورة لافتة للنظر خلال الفترة الأخيرة، وأفضت إلی حالة غضب واسعة بالمجتمع الإيراني، اعتبرها مراقبون ومحللون قد تفتح الطريق أمام احتجاجات أوسع تضم العديد من الأطياف المجتمعية خلال المرحلة المقبلة، ما إن لم تتعامل السلطات الإيرانية بحلول جذرية لمواجهة تلک الأزمة الاقتصادية.
وحمل معلمو إيران لواء إطلاق شرارة الأزمة، إذ نظموا تظاهرات احتجاجية (هي الاحتجاجات الأولی منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في يونيو/حزيران)، شارک فيها العشرات، في نحو 14 مدينة، من بينها العاصمة طهران وکذلک الأحواز، لاسيما مع تدني أجورهم، بصورة وصلت وفق متابعين إلی تحت خط الفقر (يتقاضی المُعلم الإيراني نحو 350 دولار أمريکي شهريا، وفق ما أعلنه المتحدث باسم نقابة المعلمين بإيران محمود بهشتي)، فانتفض المعلمون مطالبين بزيادة رواتبهم، وسط مخاوف إيرانية من انتقال تلک الشرارة کالنار في الهشيم، لتشمل فئات مجتمعية أخری علی شفا الانفجار. ونظم عشرات المعلمون، عقب فترة من الحشد، يوم الخميس الماضي، تظاهرت احتجاجية أمام البرلمان الإيراني في العاصمة “طهران”، اعتراضًا علی أوضاعهم الاقتصادية، الناتجة عن الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلد جراء العقوبات المفروضة عليها وتراجع أسعار النفط.
أزمات عديدة
ويعاني المجتمع الإيراني من العديد من الأزمات التي قد تشعل فتيل الثورة والاحتجاج ضد السلطات الإيرانية، من بينها الارتفاع اللافت للنظر الذي تشهده العديد من السلع والخدمات، بدءًا من أسعار المواد الغذائية وحتی الکهرباء والمياه.  وسبق تحرک المعلمون الإيرانيون تقديم نحو 16 ألف معلم بمذکرة احتجاج رسمية إلی رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، اشتکوا فيها من أوضاعهم.
انتهاکات أمنية
کما تشهد طهران، العديد من الانتهاکات التي تثير الجدل المجتمعي هناک، کان آخرها اعتقال الناشطة الحقوقية “نرجس محمدي”،في سجن “ايفين”، وهو سجن سيء السمعة في إيران، وذلک رغم قرار محکمة الثورة الإيرانية بتأجيل البت في القضية المتهمة فيها الناشطة بالدعاية ضد النظام وتشکيل مجموعات غير قانونية.
ومن بين الاعتداءات کذلک، هو الحکم القضائي الجديد الذي لاحق السياسي المحبوس في السجون الإيرانية علي معزي، صاحب الـ 65 عاما، ومن أنصار منظمة مجاهدي، لمدة عام آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى