أخبار إيران

ايلاف: معلمو ايران ينتفضون احتجاجا علی أوضاعهم الاقتصادية

 

ايلاف
7/5/2015

 خرج عشرات آلاف المعلمين الإيرانيين في تظاهرات احتجاجًا علی تدهور أوضاعهم المعيشية، فيما اعتقلت السلطات الإيرانية الصحافية والناشطة الحقوقية نرجس محمدي.
 
أسامة مهدي : ازاء تدهور الاوضاع الاقتصادية في ايران وهبوط معدلات مرتباتهم الی تحت خط الفقر، نظم عشرات الآلاف من المعلمين الايرانيين تظاهرات في طهران والاحواز و12 مدينة أخری مطالبين بتحسين اوضاعهم.
وبناء علی دعوة مسبقة تجمع امام مبنی البرلمان الايراني في طهران منذ صباح الخميس آلاف المعلمين في وقت انتشرت قوات مکافحة “الشغب” في الموقع حيث حاولت ترويع المعلمين ومنعهم من التجمع بعد ان تجاوز عددهم ظهر اليوم العشرة آلاف معلم وهو في ازدياد مستمر.
وأبلغ مصدر ايراني معارض في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية “إيلاف” أن المعلمين المحتجين حملوا منشورات وکتيبات کتب عليها “أصرخ بملء الفم مهما حصل في أجواء العاصفة والاضطهاد”، و”أطلقوا سراح رسول بداقي”، و”المعلم يقظ ويکره التمييز”.
 
الأسباب
 
وتأتي انتفاضة المعلمين هذه المتصاعدة منذ اکثر من شهر احتجاجا علی الأوضاع الاقتصادية التي يعانون منها جراء تعمّق آثار العقوبات الاقتصادية المفروضة علی البلاد وتراجع أسعار النفط،  فيما اعتبره کثيرون الانعکاس الأول لمأزق الحکومة الخارجي علی الجبهة الداخلية.
 
اشتعال
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد ان تشعبت الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إيران وانعکست علی فئة المعلمين الذين ينظمون احتجاجات واسعة في مدن البلاد المختلفة علی تردي مستواهم المعيشي.
وتتخوف السلطات الايرانية من تحول احتجاجات المعلمين الی شرارة تنتقل إلی فئات أخری في المجتمع الإيراني، وتشعر الحکومة بالقلق من انتقال عدوی الاحتجاجات إلی النقابات العمالية والموظفين الحکوميين الذين يعانون هم أيضا من تراجع مدخولاتهم .
وقال بعض المعلمين في طهران إن سبب احتجاجهم يعود بالأساس إلی التمييز الممارس ضدهم في النظام التعليمي في البلاد وعدم تطبيق القرارات التي من شأنها أن تحسن أوضاعهم المعيشية في إطار قانون الخدمة المدنية للدولة .
 
رواتب متدنية
 
وأعلن محمود بهشتي لنکرودي المتحدث باسم نقابة المعلمين أن “الاحتجاجات تتم بسبب خفض المبالغ المخصصة في الموازنة العامة لوزارة التربية والتعليم”.
وقال إن “معدل راتب مدرس هو 12 مليون ريال شهريا (350 دولارا) .. والحد الأدنی الشهري للراتب في إيران يبلغ حوالی 200 دولار.
وهذه هي المرة الأولی منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني في حزيران (يونيو) عام 2013 التي يحصل فيها تحرک اجتماعي احتجاجي في ابران .    .
وحدد خط الفقر في طهران لعام 2014 لأسرة مکونة من 5 أشخاص بدخل شهري بقيمة مليونين و500 ألف ريال (أي 900 دولار تقريباً)، بينما متوسط دخل المعلمين الشهري يبلغ بين 200 و300 دولار فقط وهذا يعني أن غالبيتهم يعيشون تحت خط الفقر حسب الإحصائيات.
 
عريضة
وکان 16 الف معلم يمثلون نقابات المعلمين في إيران قد وقعوا علی عريضة أرسلت في کانون الثاني (يناير) الماضي إلی رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني اشتکوا خلالها من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها.. مؤکدين أن “المعلمين يعيشون تحت خط الفقر”.
 
ظروف اقتصادية متردية
 
ومع توالي ارتفاع أسعار المواد الغذائية والمياه والکهرباء بدأ الإيرانيون الذين يکافحون لسد احتياجاتهم يفقدون إيمانهم برئيسهم حسن روحاني ووعوده بمستقبل مشرق. وبعد تأثر تحرکات إيران الخارجية خاصة مع التراجع الکبير الذي تشهده الأسعار في سوق النفط العالمية بدأت بوادر الأزمة تنعکس علی الجبهة الداخلية وکان المعلمون أول من يقرر الخروج للتعبير عن ذلک.
 
دعوة للافراج عن  محمدي
 
وفي سياق آخر، اقتحم عناصر مخابرات النظام الثلاثاء الماضي منزل نرجس محمدي الصحافية والناشطة في مجال حقوق الإنسان واعتقلوها ونقلوها إلی سجن “ايفين” سيئ الصيت في طهران قسريا بعد تهديدها باشد العقوبات. 
 
محکمة
 
وجاء اعتقال محمدي في وقت تمت محاکمتها في الثالث من الشهر الحالي في “محکمة الثورة” التابعة للنظام برئاسة صلواتي بتهمة “الدعاية ضد النظام والتواطؤ للعمل ضد الأمن الوطني وتشکيل مجموعة غير قانونية والعضوية فيها” الا ان هذه المحکمة أجلت إلی جلسة تالية بسبب اعتراضات محاميها علی سير النظر في الملف کونه لم يتم السماح لهم بمطالعة الملف رغم مراجعاتهم المتکررة إلی المحکمة.
 
وطالبت محمدي بعقد جلسة المحکمة علنية بسبب التهم الموجهة اليها، وقالت إنها ” تهم تعود لناشط مدني فيجب النظر فيها في المحاکم العامة وليس في محکمة الثورة”.
 
سجن وتعذيب
ونرجس محمدي أم لطفلين وتم اصدار الحکم عليها بالسجن لمدة 6 سنوات في حزيران ( يونيو) عام 2010 الا انها وجراء التعذيب والظروف المزرية التي واجهتها في سجون النظام الإيراني  اصيبت بمرض الاعصاب والشلل في العضلة خلال فترة التحقيق والاستجواب معها وبعد ذلک تم الافراج عنها بسبب تدهور حالتها الصحية وبکفالة باهظة المبلغ بحکم “عدم تحمل العقوبة”.
وبعد انتشار خبر اعتقال محمدي احتشدت مجموعة من أمهات وعائلات شهداء الانتفاضة أمام سجن “ايفين” واعترضن علی اعتقالها من قبل عناصر المخابرات.
وطالبت سرفناز جيت ساز رئيسة لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الخميس في بيان صحافي تسلمته “إيلاف” المنظمات الدولية لحقوق الإنسان بادانة الاعتقالات التعسفية لنظام طهران والعمل علی اتخاذ خطوات مؤثرة للافراج عن نرجس محمدي وغيرها من السجينات السياسيات.
 
الإعتداء علی  معزي
وفي مدينة کرج أصدرت السلطة القضائية الايرانية حکما علی السجين السياسي علي معزي البالغ من العمر 65 عاما، وهو  من انصار منظمة مجاهدي خلق بالسجن الاضافي لمدة عام آخر من خلال اختلاق ملفات ضده من جديد.
وفي محاکمة سريعة في مدينة کرج يوم الاثنين الماضي تم ابلاغ معزي الذي نقل إلی المحکمة  قسريا بهذا الحکم الجديد ضده وذلک بعد ان استدعته السلطات للحضور في المحکمة لکنه ابلغها انه يعتبرها غير قانونية وغير مشروعة ولن يحضر فيها وعقب ذلک قامت عناصر من الحرس الثوري بالاعتداء عليه حيث شرخ جبينه وأصيب بنزيف شديد إثر اصابته بضربات قضبان حديدية.
ونقل عناصر الحرس معزي إلی المحکمة رغم حالته المتردية، وقاموا بسحله علی الأرض بينما کانت يداه ورجلاه مکبلة بالسلاسل. وقد وجه الملا آصف حسيني رئيس هذه المحکمة شتی الاهانات إلی معزي وهدده بإصدار حکم جديد عليه بالسجن لمدة عام اضافي، الا ان (معزي) امتنع عن توقيع الحکم. ويهدف فتح ملفات مختلقة ضد معزي وإعادة محاکمته إلی الحيلولة دون الافراج عنه حيث يعيش نهاية فترة حبسه.
 
معتقل سياسي
 
وعلي معزي وهو من السجناء السياسيين في ثمانينات القرن الماضي أعيد اعتقاله في طهران في 11 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 بسبب زيارته لابنتيه في مخيم أشرف لمنظمة مجاهدي خلق شمال شرق بغداد قبل اغلاقه بعد ذلک ونقل ساکنيه الی مخيم الحرية ليبرتي بالقرب من مطار بغداد الدولي، کما اعتقل للمرة الثالثة في 15 حزيران (يونيو) عام 2011 بعد عدة أيام من خضوعه لعملية جراحية بسبب اصابته بمرض السرطان وبينما کانت حالته الصحية متدهورة تم نقله إلی زنزانات إنفرادية في عنبر رقم 209 في سجن ايفين. وکان سبب اعتقاله يعود إلی مشارکته في مراسم تشييع محسن دکمه جي  من انصار مجاهدي خلق والذي توفي بالموت البطيء بسبب حرمانه من أي عناية طبية.

زر الذهاب إلى الأعلى