حديث اليوم

أسباب زيادة الإعدامات في إيران الرازحة تحت حکم الملالي

 

 

 


أقدم نظام الملالي اللاإنساني علی إعدام 85شخصا شنقا في سجون قزلحصار وکرج ومشهد وبيرجند علی مدی 7أيام من 12 إلی 19نيسان/أبريل 2015.
إن نظام ولاية الفقيه الغارق في أزماته الداخلية والإقليمية والدولية منها تجرع کأس السم والتحالف الإقليمي والدولي الضخم ضد تدخلاته في اليمن ومختلف دول المنطقة فضلا عن عزلته الدولية أکثر من أي وقت مضی، التجأ إلی تشديد القمع وزيادة عدد الإعدامات الجماعية.
وبما  أن محصلة هذه الأزمات تمهد الأجواء لبروز سخط الشارع الإيراني الواسع، فإن النظام مضطر إلی تشديد القمع کون الأمر مرتبط ببقائه. وإن موجة الإعدامات الغير مسبوقة مؤخرا دليل علی حاجة الملالي الملحة إلی اختلاق أجواء من الرعب والخوف تصديا للقنبلة الاجتماعية الموقوتة.
من جهته يواجه نظام الملالي أزمة اقتصادية مرهقة حيث لا يجد أمامه حلا وإن تشديد النظام القمع يأتي خشيه من الکراهية والسخط العام نتيجة هذه الأزمات الأقتصادية.
لذلک يجب البحث عن جواب لسؤال أنه لماذا يقوم النظام ورغم فضحه داخليا وعالميا بارتکاب هکذا جرائم، في هذه الأزمات التي حاصرت النظام.
وحين النظام يجد نفسه عاجزا عن معاجلة الأزمات ويواجه طريقا مسدودا، فعليه العمل علی التعويض عنها علی حساب المواطنين ومن خلال تشديد ممارساته القمعية في حقهم وخلق أجواء من الرعب والخوف في المجتمع أو بالأحری أنه لا يمکن للنظام مواصلة حياته من غير القمع والإعدامات.
فعليه أنه وبالرغم من الشعارات المضللة التي يطلقها روحاني التي خدعت أصحاب المساومة الإقليميين والدوليين لأيام معدودة، فإن وتيرة الإعدامات تصاعدت خلال فترة حکمه بشکل غير مسبوق. إن الإعدامات وتصاعدها لا تعود إلی هذا العنصر وذاک أو هذه الحکومة في النظام وتلک، إنما هي تربط بکيان النظام حيث يواجه  يوميا تهديدات أکثر نتيجة  أزماته الداخلية والدولية المستعصية.
وعلی وجه التحديد فإن الهزيمة في العمق الإستراتيجي الذي رکز عليه مرارا کل من الولي الفقيه وعناصر النظام رفيعي المستوی، أدخلت النظام في مرحلة جديدة من الأزمات حيث عرضت جميع مکاسبه في المنطقة أي تصديره التطرف للخطر بل الفشل. النظام الذي حاول دوما التستر علی القضايا والمشاکل الداخلية من خلال تهويل الصراعات الخارجية وتصدير التطرف إلی دول المنطقة الإسلامية، فيواجه اليوم وضعا يجد فيه جميع انجازاته عرضة للخطر بل الفشل فلذلک مضطر  إلی اللجوء لتشديد القمع والإعدامات تصديا للتداعيات الاجتماعية لهذا الوضع.

إن الاحتجاجات العارمة الأخيرة للمعلمين والاعتراضات المتصاعدة  لسائر شرائح المجتمع أهمها مقاومة السجناء وعوائلهم واشتباکهم مع جلادي النظام وبالتحديد في النصف الثاني للعام الماضي عدة انتفاضات في سجون «بندرعباس وقزلحصار و…» الانتفاضات التي وقف السجناء فيها محتجين علی جلب زملائهم للإعدام وأبدوا صمودهم ومقاومتهم حيال عناصر النظام الدجل کما أبدوا عدم رضوخهم أمام الحکومة السفاکة حتی في أقفاص الأسر عنده، هذه نماذج لامعة تبين جانباً أخر لارادة الشعب الإيراني المظلوم. 
لا شک في أن مقاومة شرائح الشعب والسجناء مقابل موجة نظام الملالي في أعمال القمع والقتل تنبع من مقاومة الشعب الإيراني وهي جانب يبين عمق وجود المقاومة علی مستوی المجتمع کما يعکس توعية وفي نفس الوقت مدی مشاعر الحقد والکراهية التي يکنها الشعب تجاه النظام.
نعم، ان تشبث نظام الملالي بالقمع السافر بغية الهروب من الخطر الذي يهدده من جانب الشعب ومقاومة الشعب الإيرانية، وکذلک للهروب من نقمة الشعب ولو لفترة قصيرة.
في الواقع، لم يعد الإعدام والرعب والخوف يؤثر علی الشعب إنما يقوي إرادتهم للإطاحة بديکتاتورية ولاية الفقيه وبکل زمره الداخلية.

زر الذهاب إلى الأعلى