أخبار إيران

صحيفة الهيل: مقال کتبه هيو شلتون: تفاصيل النفوذ الإقليمي الإيراني تقتضي الحاجة إلی الحد منها

 


 


تفاصيل النفوذ الإقليمي الإيراني تقتضي الحاجة إلی الحد منه
صحيفة الهيل



15/4/2015



الکاتب: الجنرال هيو شلتون



لا شک في أن الشرق الأسط تعبر من لحظة انتقال. وفي حين تهز المنطقة َ حرکة خطوط الفجوات الجيو بوليتيکية فإنها ترسم النقاط الساخنة للحقائق واللاعبين الجدد. ومن الواضح أن النظام الإيراني يلعب دورا بارزا من خلال عملائه في يکاد أن يکون جميع المعارک الرئيسية بدءا من العراق وسوريا ومرورا إلی اليمن. وفي محاولة من أجل الإعلان عن الکراهية الإقليمية العميقة وصف ذلک مؤخرا الرئيس الترکي رجب طيب أوردوغان بمساعي إيران الهادفة إلی «الاستيلاء» علی المنطقة.
وفي مثل هذه الأجواء فإن عملية «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية تعد منعطفا يتخذ خلاله اللاعبون الإقليميون موقفا حازما ضد الطموحات التوسعية للنظام الإيراني في الإقليم.
والمهم هو أن سياسة المد الهجومي لطهران حول جانب عما يقوم به الغرب من إجراءات دبلوماسية تهدف إلی معالجة القضية النووية، اتخذت لها أبعادا أوسع. والأهم من ذلک هو تشديد القضية في ولاية الرئيس «المعتدل» حسن روحاني.
کما وأن کلا من دفاع إيران الحساس عسکريا ولوجيستيا عن دکتاتور سوريا ودعمها للميليشيات الشيعية في العراق فضلا عن دعمها للميليشيات المسلحة في اليمن، أثارت نزاعات وتناحرات طائفية إذ جعلت بشدة المنطقة غير مستقرة. وتنوي طهران توسيع دائرة نفوذها وتشکيل کتلة متطرفة لتتصدی القوی المتقدمة.
وعراقيا، لقد استغلت طهران المصائب والويلات السائدة والمترتبة علی داعش لتفرض هيمنتها ثمة ثانية فيما تدفِق إيران قوة عسکرية ولوجيستية ملحوظة إلی أراضي جارها الغربي وذلک في حين تنحی حليفها الرئيسي نوري المالکي عن منصبه ولا توجد آثار عن تکبيله الطائفي واسع النطاق الذي أصيب بها البلاد في عهد المالکي. کما لدی إيران وجود ملحوظ في الميدان من خلال قادة قوات الحرس ممن يقودون الميليشيات المجرمة المتهمة بارتکاب جرائم الحرب.
وتسببت المؤامرات الإقليمية للنظام في وقوع حمام دم في سوريا وحدوث إبادة جماعية في العراق وبروز أزمة خطيرة في اليمن.
والآن توجد أدلة تشير إلی أنه لعل طهران تدخلت إلی الساحة أکثر من قدراتها.
وتشکيل تحالف إقليمي لمعالجة الأزمة اليمنية وذلک عقب مواقف ترکيا يکتشف بأن الدور الإيراني القاتل والمدمر بات لا يطاق إلی حد أعلی حيث أشار أوردوغان إلی أن بلاده تقدر علی تقديم «دعم لوجيستي» للائتلاف ونُقل عنه «هل يمکن السماح بمواصلة النشاطات الإقليمية لإيران؟ فإن ذلک ليس إلا عامل إزعاج بالنسبة لنا والسعودية ودول الخليج کذلک. ولايمکن تحمل ذلک في الحقيقة».
وليست السياسة الإيرانية لـ «تصدير الثورة» إلا أدة لتنشيط شريحة تم تهميشها في المجتمع والإتيال بشرعية إزاءها في الخارج وذلک من أجل التستر علی الأزملة الداخلية في إيران. وحاول النظام الإيراني ومن خلال إطلاق دعايات لأعمالها الاستغلالية لأبطالها في الحرب أن يحوّلهم إلی رموز وذلک علی غرار النعرات العنترية التي أطلقت ودق علی طبلولها حول الجنرال قاسم سليماني.
وفي الحقيقة يدافع النظام الإيراني سياسة هجومية ليحتفظ بنفسه في السلطة. کما يجد النظام نفسه محاصرا جراء عزلة دولية تعرض لها بالإضافة إلی احتمال فشل المفاوضات بمثابة تهديد. فحاول النظام أن يستخدم سياسة «إننا ضدهم» ليحرف الأنضار الداخلية عن الهزائم الاجتماعية والاقتصادية العظيمة التي تلقتها التيوقراطية الحاکمة. واستخدم النظام طيلة الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات هذه التعبئة فيما مارس القمع بحق المعارضة وذلک بشکل متزامن.
ولکن ورغم جميع أجنداته فيبدو أن إيران لم تکن تتوقع قط رد فعل لتحالف بقيادة السعودية ضد سياساتها في اليمن. کما کانت إيران قد تعودت علی غض الطرف من قبل الدول الکبری في الإقليم تجاه تدخلاتها في العقد المنصرم علی ما يبدو، غير أن الأزمة الآن وصلت إلی المنعطف.
ومنذ فترة طويلة جدا کان النظام الإيراني مسموح بفعل ما يشاء في المنطقة طليق اليدين. ولقد حان الوقت للحد من سياسة التعامل والمسامحة مع ملالي طهران ممن يزعزعون الأمن في المنطقة ويجعلونها غير مستقرة بل يشوهون سمعة الولايات المتحدة عند أصدقائها وحلفائها معرضين إياها للخطر. ولا يترتب علی سياسة المساومة وفسح المجال إلا حث النظام علی مد نفوذ أکثر له في المنطقة والبحث عن مواطئ قدم أکثر له.
وحان الوقت ليقف المجتمع الدولي بجانب التحالف الإقليمي ضد عملاء النظام في اليمن. ولکن ليس من شأنه أن يکتفي بهذا الحد. لا بد من تقييد النفوذ الإيراني وبشدة في النقاط الساخنة الأخری کالعراق وسوريا. ويؤيد هذا المطلبَ کل من المعارضة الإيرانية والسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية حيث أشادت بتشکيل التحالف کـ«إجراء موحد لا مناص منه وضروري للغاية».
کما يعد تصدي إيران وسياساتها التوسيعة الخطوة الأولی للحيلوة دون وقوع حمام دم طائفي وحروب مستقبلية في المنطقة. ولو کان قد انتهجت هذه السياسة في سوريا، لأنقذت أرواح مئات الآلاف ولحالت دون نقل الملايين قسرا. ولا يمکن للعالم أن يتعامل مع دکتاتورية طهران وذلک لمجرد التوصل إلی اتفاق نووي. وعلی الدول الغربية العظمی أن تتخذ إجراء قبل فوات الآوان.

زر الذهاب إلى الأعلى