مقالات

فضح التطرف الديني مهمة إنسانية و وطنية

 


وکالة سولابرس
17/4/2015


 


بقلم:هناء العطار


 


 ليس هنالک من إختلاف بشأن خطورة التطرف الديني و تأثيراته و تداعياته السلبية علی الاوضاع و الامور في دول المنطقة و العالم ولاسيما من حيث تأثيراته الضارة جدا علی النسيج الاجتماعي و علی المبادئ و القيم الانسانية و الحضارية، فهو يمثل همجية و وحشية في منتهی التخلف کما رأينا و نری في ممارسات و أعمال تنظيم داعش و الميليشيات و الجماعات الشيعية التابعة لطهران.
خطر التطرف الديني و الذي للأسف أصبح ظاهرة في المنطقة، يقف خلفه کما يعلم القاصي قبل الداني نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، حيث أن بؤرة تصدير التطرف الديني و النشاطات و التحرکات المحمومة من أجل تأسيس الجماعات المتطرفة الارهابية انما هي طهران بحد ذاتها، وان التصدي لهذه الظاهرة و الوقوف بوجهها حاجة ملحة جدا من أجل مستقبل الاجيال القادمة و من أجل ضمان السلام و الامن و الاستقرار، وان فضح ظاهرة التطرف الديني، هي بحق مهمة إنسانية و وطنية تقع علی عاتق کل إنسان حسب طاقته و مستواه، وهنا يجدر بنا أن نشير الی الجهود المشکورة التي بذلتها و تبذلها المقاومة الايرانية بهذا الصدد، خصوصا الندوات و اللقائات و التجمعات و البيانات و التصريحات المختلفة التي تفضح و تدين و تشرح من خلالها هذه الظاهرة الوبائية.
المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد أفشين علوي، عضو لجنة الشوؤن الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مساء يوم الاربعاء15 نيسان / أبريل 2015، بشأن ظاهرة التطرف الاسلامي في الوقت الحاضر وخاصة بعد تمدده وسيطرة داعش علی مناطق واسعة في العراق وسوريا وکذلک العمليات الإرهابية التي شهدتها اوروبا وکذلک فرنسا بصورة خاصة، کان جهدا مميزا بهذا الاتجاه، خصوصا عندما أکد السيد علوي بأن التطرف الاسلامي” ليست بظاهرة جديدة بل انها وليدة مسار تعاقب واحد تلو آخر. ومن الضروري ان نعود إلی اربعين عام وإلی الحقبة الزمنية التي تلت عهد الاستعمار في الشرق الاوسط والحرکات التحررية او اليسارية لمواجهة المستبدين والدکتاتوريات. في هذه الحقبة الزمينة کانت التيارات الدينية المتطرفة مهمشة إلی حد کبير. والعالم المقسم بين القطبين بين المعسکرين الشرقي والغربي لم يترک مجالا کبيرا لنشوء ونمو مثل هذه التيارات الدينية المتطرفة، إلی ان وقعت الثورة في إيران.”، وإستطرد ليوضح کيفية نشوء و تطور هذه الظاهرة قائلا” ان ظاهرة التطرف الديني في إيران وبعد الثورة، اخذت مدا مختلفا وثقلا آخر. لان ايران تعد من ارکان الحضارة الإسلامية تاريخيا. وانها من أغنی البلدان في المنطقة بذخائرها العظيمة من النفط والغاز وعدد النفوس بمستو عال من التعليم والمهارات غداة الثورة، حيث حاول خميني الاستفادة القصوی من هذه الطاقات المحررة من أجل ترسيخ نظام حکمه. واقام خميني اولی الخلافة المعاصرة في المنطقة وهي المفردة والوصف التي استخدمها خميني نفسه لحکم ولاية الفقيه.”.
السيد أفشين علوي، أشار الی أن هذه الظاهرة قد ولدت في مرتع دکتاتوري إستبدادي، حيث” کرس خميني دکتاتوريته الدينية علی رکيزتين هما: تصفية المعارضيين والقمع الشامل الممنهج اجتماعيا،داخل إيران، وتبني ما يسمی بـ ”تصدير الثورة” في خارج إيران. وفي الحقيقة القمع المطلق الداخلي وتصدير الرجعية والتطرف، يشکلان رجلين للنظام للحرکة. وحاول النظام تصديرنموذجه باعتباره حکومة إسلامية إلی بلدان المنطقة بل فرضه عليها.
ان تدخلات النظام في المنطقة هي حالة منبوذة جدا داخل إيران ومرفوض من قبل الشعب الإيراني غير ان النظام يحتاجها من اجل الاستمراربالحکم وابقاء سلطته. لان الشعب واعي ويشاهد بان القمع الداخلي وتصدير التطرف الديني والإرهاب لا يخدمان سوا بقاء النظام في الحکم والتمادي في القمع والضغوط.”، والحقيقة أن هذا الکلام يعتبر تجسيدا لحقائق مستمدة من أرض الواقع کما هي ومن دون رتوش، وهي تفضح الدور التخريبي التآمري لرجال الدين الحاکمين في إيران ضد السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة من أجل مصالح ضيقة و مشبوهة ليست لها أية علاقة بالاسلام کدين و في نفس الوقت هي متعارضة و متناقضة مع مصالح شعوب المنطقة و في مقدمتها الشعب الايراني نفسه.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى