تقارير

کيف حوّل الأسد خطوط إنتاج الصواريخ بحمص إلی براميل متفجرة؟

 


أورينت نت
31/3/2015



کشفت مصادر خاصة لـ (أورينت نت) أن نظام الأسد استقدم من روسيا مع بداية عام 2013 مجموعة من الخبراء والتقنيين في مجال التصنيع الحربي لإجراء تعديلات علی بعض خطوط الإنتاج الحربي في مصنع صواريخ (زيدل) الواقع علی تخوم أحياء حمص الشرقية (5 کم من مرکز مدينة حمص).


ويفسّر خبراء عسکريون هذا الإجراء برغبة الأسد توسيع رقعة الخراب والدمار في البلاد وزيادة أعداد الضحايا عبر قتل الشعب السوري وتدمير ممتلکاته وتهجيره للقضاء علی الثورة، عبر استخدام هذا النوع من السلاح الفتاک، وبحسب الخبراء فإن نظام الأسد يحقق ذلک عبر مساعدة حلفائه الروس والإيرانيين والکوريين الشماليين وسيکون بمقدوره إنتاج أکبر کمية ممکنة من البراميل المتفجرة التي لا يتطلب إنتاجها تکاليف مادية باهظة بسبب بدائيتها وتوفر أغلب موادها الخام في البلد من نفايات الصناعات المعدنية وأسمدة البوتاسيوم التي تنتجها الشرکة العامة للأسمدة بحمص!


وفي تصريح خاص لـ (أورينت نت) قال (أبو مضر) وهو رئيس سابق لأحد أقسام التصنيع في مصنع زيدل المذکور: “يتم تخزين کميات هائلة من مختلف انواع الصواريخ في الکتيبة المجاورة للمعمل من الجهة الشرقية وهي بالأساس ، کتيبة إمداد لوجستي بالطعام لمختلف الواحدات العسکرية العاملة شرقي حمص.


ويؤکد (أبو مضر) الذي لجأ إلی بلد مجاور لسوريا بعدما أعلن انشقاقه في الشهر السابع من العام الماضي، أن تصنيع البراميل المتفجرة الذي يصنعه الروس أيضا واستخدموه في تدمير مدينة غروزني الشيشانية عام 2004 يتطلب وجود معمل کبير يتمتع بکل المواصفات الفنية واللوجستية وعبر خطوط إنتاج تعتمد في مراحل عملها علی (المکننة) والتي تتوفر فيها تلقائيا آلات ( المکابس والخراطة واللحام والجبالات وآلات الحقن وأجهزة الإختبار والتحقق من جودة المنتج وفاعليته وغيرها)، وهذه الشروط لا يمکن البتة أن تتوفر في منشأة عادية أقيمت علی عجل کما أشيع سابقا بأن منشأة لتصنيع البراميل أنشأها النظام في جبلة!


يُذکر بأن معمل الصواريخ في حمص قد أنشأ أواخر السبعينيات وفقا للنمط المتبع في الصناعة الحربية السوفييتية وهو يتربع علی مساحة کبيرة تتجاوز (1000 دونم) والعاملون فيه معظمهم من أبناء الطائفة العلوية، ويتم فيه تصنيع مختلف أنواع الصواريخ الحربية القصيرة والمتوسطة المدی کتلک المستخدمة في الاستخدام العسکري الميداني ( أرض – أرض ) و( أرض – جو ) و( جو – جو )، هذا عدا عن القذائف الصاروخية والهاونات التي تتطلبها آلة الأسد العسکرية!


ويربط بعض المراقبين بين معمل زيدل الحربي وانفجار الصالة الرياضية الکائنة ضمن حرم المدينة الرياضية الثالثة بحمص بتاريخ ( 1 / 8 / 2013 ) والقريبة من المکان والذي أحدث انفجارها کرة نارية ضخمة، ولا يستبعد مراقبون أن تکون الصالة المذکورة التي تبلغ مساحتها ( 4000 م2 ) مخزنة بآلاف البراميل المتفجرة والتي کان جيش النظام يزود بها طائرته المروحية التي تستطيع الهبوط والإقلاع بسهولة عبر استخدام الملاعب التدريبية فيها لتلقيها لاحقا علی رؤوس المدنيين الآمنين!


وبحسب الخبراء، فإن نظام الأسد أحدث أيضا خطا إنتاجيا آخر لتصنيع البراميل المتفجرة من مختلف الأحجام في مرکز البحوث العلمية العسکرية في منطقة السفيرة ( 45 کم جنوبي شرقي حلب ) ومهمته تزويد جبهاته العسکرية في المنطقتين الشمالية والشرقية بکل ماتحتاجه من براميل واسطوانات وحاويات متفجرة.


وبالعودة إلی انفجار الصالة الرياضية الدائرية الشهيرة بحمص، فقد کشفت الصور الفضائية الملتقطة حديثا بواسطة الأقمار الصناعية أنها هيَ المکان الذي انطلقت منه کرة اللهب النارية الضخمة والتي هزت حمص نتيجة لقوتها التدميرية، وتُظهر الصور حجم الدمار الهائل الذي لحق بالصالة الرياضية المغلقة – حيث مکان حدوث الانفجار – الذي أدی إلی انهيار مدرجات الصالة ومختلف مرافقها من غرف وممرات وأبنية تخديمية وغيرها!


وعلی الأرض يصف ما حدث الناشط (ثائر الحمصي) الذي کان متواجدا علی مقربة من المکان وقتئذ: “أحدث الانفجار دويا مرعبا وظن الکثيرون أن قنبلة نووية قد ألقيت علی المکان وتطايرت القذائف والصواريخ المنفجرة في داخل الصالة الرياضية علی دائرة قطرها 3 کم”، ويکشف (ثائر) أن هذا الانفجار أوقع العشرات من قوات النظام بين قتيل وجريح، ويضيف: “تهدمت الصالة التي لم يتم إکساؤها من الداخل متيناً وأثناء الانفجار انصهر سقفها المعدني الضخم وتطايرت قطعه کشظايا في الهواء الأمر الذي خلَّف مئات المصابين من قاطني الأحياء الموالية المحيطة بالمکان!


وکان مقطع فيديو قام بتصويره، مصادفة، أحد الناشطين الإعلاميين من داخل أحياء حمص المحاصرة سابقا، أثناء توثيقه لقصف جيش النظام اليومي علی المناطق المحاصرة وقام ببثه لاحقا علی شبکة اليوتيوب، قد أثار اهتمام العديد من وسائل الإعلام في مختلف أنحاء العالم وأظهر المقطع انفجارا هائلا علی شکل عمود شاهق يبلغ ارتفاعه مئات الأمتار وتعلوه کرة نارية ضخمة تشبه نبتة الفطر شبيه بالإنفجار الذي يتلو التجارب الذرية!


يُذکر بأن المدينة الرياضية الثالثة بحمص التي تبلغ مساحتها 550 دونما تقع في الجنوب الشرقي من مدينة حمص ( حي وادي الذهب ) وهي علی مقربة من دوار تدمر ومحطة الانطلاق الجنوبية( الکراج الجنوبي ) وهي تحتوي علی ملاعب تدريبية لکرة القدم وداخل مسبحها الأولمبي المغلق ( الذي بُدء بإنشائه أکثر من ربع قرن ولم يُنجز حتی الآن) وهي أصبحت مقراً رئيسيا لقيادة الميليشيات السيئة الصيت والمعروفة باسم ( جيش الدفاع الوطني).


وبحسب شهود عيان فإن تدريب النساء المتطوعات في الميليشات الطائفية المذکورة يتم داخل حرم المدينة الرياضية، بينما يجري تدريب الرجال في مرکز تدريب الأغرار وحقل الرماية العسکرية التابع للفرقة 11 ( منطقة الحسينية علی طريق حمص -دمشق الدولي).


وتجدر الإشارة هنا إلی أنَّ النظام کان قد عمد في وقت سابق إلی تحويل الصالة الرياضية القديمة والموجودة في حي الخضر – طريق الشام – إلی مستودع لذخائر الدبابات ومختلف أنواع الذخائر لإمداد قواته التي کانت تحاصر وتقصف أحياء حمص القديمة من جهة القلعة وباب المسدود وحي الميدان، إلا أنه وعقب انفجار الصالة الدائرية في المدينة الرياضية فقد قام النظام بإفراغها من الذخيرة ونقلها إلی مکان آخر بعد احتجاج الأحياء الموالية والقريبة من الصالة وبخاصة حيي النزهة وعکرمة خشية من المصير نفسه!

زر الذهاب إلى الأعلى