تقارير

ارتفاع غير مسبوق لحالات الانتحار في نظام الملالي

 


شهدت إيران مشهدا مروعا لحالات متعددة للانتحار في المدن وسجون النظام خلال الأسابيع المنصرمة حيث نری  الجماهير الذين ضاقوا ذرعا من القمع والظلم يقدمون علی الانتحار  تخلصا من الضغوطات ومشاکل  العيش والحجم الاکبر من حالات الانتحار التي يقدم عليها الشباب والعمال يتسم صفة احتجاجية ، احتجاج علی الفقر والبطالة والظلم الذي يمارسه نظام الملالي والذي يذعن به اعلام وعناصر النظام.
وفي هذا السياق يری عضو برلمان النظام من مدينة « داراب » البطالة أنه هو السبب الرئيسي في ارتفاع حالات الانتحار ويقول : ان مشکلة الاشتغال تلعب دورا هاما في خلق دوافع للانتحار لدی المواطنين في هذه المدينة ( وکالة ايلنا الحکومية).
وتفيد تقارير من مدينة داراب ان هناک 39 حالة للانتحار خلال شهر فقط غير أن عضو برلمان النظام في المدينة يکذب وينفي هذا العدد تغطية علی عمق الکارثة بينما تذعن وتشير  وکالة ايلنا الحکومية الی عدد هذه الحالات من الانتحار.
هذا وقد کتبت وکالة قوة القدس الارهابية ” تسنيم ” بشأن سبب اغلبية حالات الانتحار قائلة : تؤکد الدراسات ان 60 في المئة من حالات الانتحار مردها البطالة ”
حسب تقارير الوکالات الحکومية ان ايران تحتل المرکز الاول في القيام بالانتحار وذلک بشکل مروع أي حرق النفس، وفق هذه التقارير ان السبب الرئيسي لارتفاع حالات الانتحار في ايلام هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي السيئ وحسب قول صحيفة حکومية ” مردم سالاري ” هناک ارتباط مباشر بين ظاهرة الانتحار والبطالة في المحافظة .
وإلي ذلک ارتفاع عدد حالات الانتحار في مسجد سليمان مثير للقلق رغم ان اهالي المدينة يعيشون في منطقة تتمتع ببحر من النفط غير أن تقارير مسؤولي المحافظة تدل علی ارتفاع عدد الفقر والبطالة في هذه المدينة.
تم ارتفاع حالات الانتحار في مسجد سليمان حسب تقرير مصادر النظام حيث افاد 3 حالة من الوفاة الناجمة عن الانتحار خلال اسبوع، کما و اعتبر عدد من الوکالات المحلية عدد الانتحار في هذه المدينة « مثير للقلق » خلال الاشهر الماضية.
هذا وقد سبق اعلان 331 حالة انتحار في هذه المدينة عام 2010 من قبل عضو مجلس النظام ” محمد رضا کرمزاده ” حيث اعترف بان 12 حالة منهم ادت إلی وفاة هؤلاء وحسب قوله ان اغلبية الاشخاص الذين أقدموا علی الانتحار لم تبلغ أعمارهم الا 25 عاما وان العمال العاطلين والمنفصلين عن العمل يقدمون علی الانتحار هروبا من الفقر وصعوبات العيش التي يفرضها النظام عليهم.
وأقدم عامل بالغ من العمر 28 عاما علی الانتحار يوم الاربعاء بالقاء نفسه من الجسر احتجاجا علی کثافة معضلات عيشه وفي 26 ديسمبر أقدم شاب علی احراق نفسه في ساحة انقلاب بطهران حيث نجا بمساعدة مشاة واصحاب محال.
هذا وقد استمر ذلک في مدينة تکاب حيث أقدم 3 من العاملين المفصولين من العمل في منجم ذهب ” آق دره ” علی الانتحار وفي فبراير أقدم طالب حقوقي يدعی حسين خجسته نياز ومن طلبة بدرجة ممتازة علی الانتحار بسبب الکبت الحاکم والوضع الاقتصادي السيئ.
وفي 27 يناير بادر عامل مأجور لکري قنوات المدينة الی التهديد للانتحار بعد فصله عن العمل بالصعود الی مبنی ادارة بسماند في هذه المدينة طلبا لعودته الی العمل
الذين يلجأون إلی الانتحار بسبب الفقر والعسر المالي، جربوا قبل ذلک آلاف المرات الموت النفسي والإزدراء في حکم الملالي المشين إلی أن وجدوا الحل النهائي للاحتجاج علی هذا الوضع، في قتل الذات.
وأقدم مواطن يدعی بهزاد عزيزي البالغ من العمر 30سنة في منطقة کهوارة بمحافظة کرمانشاه علی الانتحار احتجاجا علی الضغوطات التي يفرضها النظام مما أدی إلی موته. إنه کان من مراتب جيش النظام، لکنه تم فصله عن العمل لکونه من الدراويش المعروفين بـ ”أصحاب الحق“ثم التجأ بعد ذلک إلی بيع الفلافل في الشوارع علی عرابة، لکن أمانة کرمانشاه ضبطت عرابته ومنعته من العمل مما جعل هذا المواطن المتأهل وصاحب ولد أن يقوم بالانتحار نتيجة هذه الضغوطات والمشاکل الاقتصادية.
منذ بداية عام 1393 الإيراني إلی نهاية شهر تموز/يوليو أي بعد مضي 4أربعة أشهر  فقد أکثر من 1437شخصا حياتهم في إيران نتيجة ما تم تشخيصه بالانتحار ومن بين هؤلاء 985رجلا و452امرأة.
وأعلنت منظمة الطب العدلي للنظام يوم 8أيلول/سبتمبر الماضي أن عدد حالات الانتحار في الأشهر الأربعة الأولی للسنة ارتفع مقارنة بنفس الفترة الزمنية للسنة الماضية.
وحسب التقديرات التي أعلنتها منظمة الطب العدلي للنظام أنه وفي الأشهر التسعة الأولی لعام 1392الإيراني، فقد 3125شخصا حياتهم من بينهم 982امرأة و2143رجلا في أحداث مشکوک فيها بأنها حالات انتحار.
والحقيقة أن تفاقم حالات الانتحار وصل إلی حد مأساوي حيث أشارت صحيفة مردم سالاري الحکومية يوم 17شباط/فبراير الماضي إلی عدد حالات الانتحار في العالم من خلال مقال سخري حيث يعکس حقيقة مولمة للغاية وکتبت تقول: ”إن هؤلاء المحققين أخطأوا ولم يحسبوا عدد حالات الانتحار بيننا نحن الإيرانيين خلال 12سنة مضت، لإننا نحن بوحدنا لدينا مئات وربما آلاف حالات الانتحار خفية کانت أم  علنية نتيجة البطالة.“
إن تصاعد وتيرة حالات الانتحار يربط مباشرة بتصاعد الفقر ونسبة البطالة في البلاد فضلا عن السياسات الاستغلالية لرموز النظام والسارقين المنتمين لهم کما أن هذا التصاعد في عهد حکومة الملا حسن روحاني يدل انفجار فقاعة”الثقة والأمل“ وفضح أکاذيب ودجل هذا الملا المخاتل..
وأکيد أن المواطن الذي ضاق ذرعا بالضغوطات الناتجة عن الفقر المدقع ومشاکل الحياة، حين لا يجد آذانا صاغيه داخل نظام الجهل والدجل، فيلجأ إلی حرق جسمه أو الانتحار ليوصل صوته واحتجاجه إلی الرأي العام. لکن مهمة جميع الشرائح والعناصر الواعية هي أن يتصدوا بوجه خلق أجواء اليأس والتشاؤوم بواسطة النظام اللاإنساني المعادي للشعب الإيراني ويحبطوها وبالتالي ينثروا بذور المقاومة والأمل والحيوية والحرکة لتتداوی وبطرد هذا النظام اللاشعبي، جروح المواطنين بشکل جذري.



 

زر الذهاب إلى الأعلى