مقالات

مجاهدي خلق و المرأة

 

سولا برس
20/3/2015

بقلم :نجاح الزهراوي

مثلما ان موضوع حقوق المرأة و مساواتها بأخيها الرجل تشکل واحدة من أهم التحديات التي تحدق بالجمهورية الاسلامية في إيران و تعتبر خطرا يهدد أمنها، فإن هذا الموضوع يشکل أيضا واحدا من أهم المنطلقات المبدأية الرئيسية لدی منظمة مجاهدي خلق و التي تتمسک و تعتز بها بقوة.
عند سقوط النظام الملکي السابق في إيران في شباط من عام 1979، بدأ التيار الديني وبعد أن سيطر علی مقاليد الامور في طهران بصورة کاملة، بإنتهاج سياسة تعتمد علی إقصاء و تهميش المرأة و الذي تجلت اولی خطواته في شعار التحجب القسري(الحجاب او القمع)، لکن الذي لفت الانظار هو ان عضوات منظمة مجاهدي خلق اللائي هن اساسا محجبات، قد وقفن الی جانب النساء الايرانيات المتظاهرات بوجه هذا الشعار القمعي، وهو ماأکد الموقف الانساني المبدأي لمنظمة مجاهدي خلق و عکس إيمانها العميق بالحرية و الديمقراطية و عدم اللجوء الی اساليب القمع و الاکراه من أجل فرض الامور.
طوال أکثر من ثلاثة عقود من المقاومة و المواجهة المستمرة بين منظمة مجاهدي خلق و نظام الجمهورية الاسلامية في إيران، فإن موضوع المرأة ظل و سيبقی واحدا من أهم الاشکاليات القائمة بين الطرفين، وبقدر ماتسعی السلطات الايرانية من أجل قمع و إستعباد و إذلال المرأة، فإن منظمة مجاهدي خلق سعت و تسعی في نضال دؤوب دونما کلل او ملل من أجل النضال و الکفاح في سبيل عکس و تجسيد قضية معاناة المرأة و مدی الظلم الکبير الذي تتعرض له في ظل النظام السياسي القائم حاليا في إيران.
الزعيمة الايرانية البارزة، مريم رجوي أکدت خلال خطابها الذي ألقته أمام وفود نسوية قادمات من خمسة قارات من العالم في جلسة تم عقدها في مقر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في برلين في الثامن من آذار الجاري، علی ثلاثة حقائق اولها أن معاداة المرأة تعتبر احدی السمات الرئيسية للتطرف الديني، وثانيها ان معاداة المرأة تشکل محورا لقمع المجتمع بأکمله و بقاء نظام الجمهورية الاسلامية مرتهن بذلک، أما ثالثها والاهم من الحقيقتين الاخريين فهي ان نظام الجمهورية الاسلامية يری في القوة التحررية و المطالبة بالمساواة أهم خطر إجتماعي يهدد النظام.
الحقائق الثلاثة التي ذکرتها السيدة رجوي، تعکس في خطوطها و في ثناياها قصة إصرار منظمة مجاهدي خلق علی التمسک بمنطلقاتها المبدأية الاساسية و عدم إستعدادها للتخلي عنها مهما کلفها الامر، وان توواجد ألف أمرأة في المجلس المرکزي لمنظمة مجاهدي خلق و في الخطوط الامامية للنضال من أجل حقوق المرأة و مساواتها بالرجل، يعتبر تجسيدا لأصالة الموقف الانساني للمنظمة ازاء الموقف الاقصائي التهميشي للمرأة و الذي تتبعه سلطات الجمهورية الاسلامية في إيران، وان الصراع بين الطرفين مستمر والمحور کما ألمعنا هو حقوق المرأة و مساواتها بالرجل.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى