مقالات

الملف النووي الايراني أمام أکثر من خيار و تحدي

 

صوت العراق
25/2/2015
بقلم: علاء کامل شبيب


لم يأتي ماقد ذکره کبير المفاوضين حول الملف النووي في إيران، يوم الثلاثاء 24 من الشهر الجاري، من إن بلاده ستسرع من تعاونها مع الوکالة الدولية للطاقة الذرية، إعتباطا او کمبادرة ذاتية من جانب طهران، وانما جاء هذا الموقف بعد أکثر من عامل و سبب يحدد من مساحة التحرک و المناورة لطهران.
الوکالة الدولية للطاقة الذرية التي کانت قد أکدت في آخر تقرير علی عدم تعاون السلطات الايرانية الکافي معها ملمحة من وراء ذلک الی أن الشکوک لازالت قائمة بشأن البرنامج النووي، لکن لم تمض سوی أيام قلائل علی موقف الوکالة الدولية للطاقة الذرية، حتی أشارت مجموعة إيرانية معارضة في واشنطن يوم الثلاثاء 24من شباط الجاري الی وجود موقع إيراني لتخصيب اليورانيوم “سري وغير مشروع”، ما يعد انتهاکا للمفاوضات الجارية مع الدول العظمی.
الفرع الأميرکي ل”المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، أکد خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن بأنه: “رغم أن النظام الإيراني يؤکد أن کل أنشطته للتخصيب شفافة وتحت رقابة الوکالة الدولية للطاقة الذرية، فإنه يجري في الواقع أبحاثا بواسطة أجهزة طرد مرکزي متطورة في موقع لافيزان-3 النووي السري في قاعدة عسکرية في ضاحية شمال شرق طهران”.، ولايبدو أن هذا الامر سيکون مريحا للحکومة الايرانية التي تبذل جل جهدها من أجل کسب ثقة و إطمئنان الدول العظمی بشأن شفافية و سلمية برنامجها النووي، خصوصا وانه لو تم الربط بين موقف الوکالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التشکيک بالبرنامج النووي الی هذه المعلومات الجديدة بشأن وجود موقع نووي سري للغاية، فإنه يکون هناک أکثر من سبب و مبرر لزيادة القلق و التوجس الدولي بشأن ذلک البرنامج.
خلال الاسابيع المنصرمة، إلتزمت طهران موقفا غلب و طغی عليه التشدد و التعنت تجسد بأوضح صورة في تلک التصريحات التي أطلقها المرشد الايراني الاعلی علي الخامنئي، والتي لمح فيها لرفض بلاده لإتفاق مفروض عليها يحد من توجهاتها النووية مؤکدا حق إيران في الاستمرار في برنامجها و ملوحا بأن إيران سترد بالمثل علی العقوبات المفروضة بقطع تصدير الغاز، کما انه کان هناک تلميح إيراني ضمني الی رغبتهم في التوصل الی إتفاق بصيغة إيرانية يضمن لطهران بعض الامتيازات، لکن الذي يبدو مؤکدا، بأن مجموعة 5+1، تبدو متراصة و موحدة في مقابل توجهات طهران ولايبدو أنها ترضی بالنوايا الايرانية، وان الامور باتت تسير في طريق أکثر صعوبة و تعقيدا بعد موقف الوکالة الدولية للطاقة الذرية بشأن التشکيک بالبرنامج النووي مضافا إليه ماقد کشفت عنه المعارضة الايرانية بشأن وجود موقع لافيزان-3 النووي السري، حيث ان ذلک يطرح علی بساط البحث التفکير الدولي مجددا في خيارات اخری غير طاولة المفاوضات ولاسيما فيما لو بقيت طهران تصر علی ممارسة لعبة القط و الفأر مع الدول الکبری.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى