العالم العربي

وساطة دي ميستورا تترنح بعد إعلانه أن الأسد «جزء من الحل» في سوريا


أحمد طعمة لـ«الشرق الأوسط»: عبَّر عن رأي شخصي وهو يؤزم المسألة ويعقدها
 
الشرق الاوسط
13/2/2015



بيروت -يهدّد الموقف الذي أطلقه ستيفان دي ميستورا، موفد الأمم المتحدة إلی سوريا، الذي اعتبر فيه أن الرئيس السوري بشار الأسد يشکل «جزءا من الحل» في سوريا، بانهيار وساطته، وذلک مع إعلان قوی المعارضة رفضها شکلا ومضمونا ما صدر عنه، واتهامها إياه بمحاولة استرضاء الأسد. وجدير بالذکر ان مجلس الأمن الدولي سيستمع الثلاثاء المقبل، لتقرير دي ميتسورا عن الوضع في سوريا.
وردًا علی کلام الموفد الدولي، رجّح رئيس الحکومة السورية الانتقالية أحمد طعمة أن يکون موقف دي ميستورا الأخير عبارة عن «رأي شخصي، لا يمثل وجهة نظر دولية أو يعکس أي تحول بموقف المجتمع الدولي من الأزمة السورية»، ولفت إلی أنّه يسعی لإقناع فريق الأسد بطروحاته بعدما رفضها جميعها.
وأردف طعمة في تصريح أدلی به لـ«الشرق الأوسط»: «ما صدر عن دي ميستورا غير مقبول جملة وتفصيلا من قبل الشعب السوري، وهو بذلک يؤزّم المسألة ويعقدها بدل أن يسعی لحلها».
وأوضح طعمة أن دي ميستورا طرح في مرحلة أولی تجميد القتال في أکثر من 15 منطقة سورية، ثم عاد وتراجع عن طرحه الذي لم يلق قبولا لدی الأسد حاصرا إياه بحلب، ولاحقًا تراجع أيضا عن هذا الطرح. وأضاف طعمة: «وبالتالي، لم يفاجئنا ما صرح به بالأمس، کما أننا لا نستبعد الدعوة لاستئناف المفاوضات علی أساس أن يکون الأسد جزءًا من المرحلة الانتقالية». واستطرد قائلا: «ربما يطرح علينا في وقت لاحق أن يکون الأسد في جسم الحکم الانتقالي ومع صلاحيات کاملة».
ومن جهة ثانية، استهجن نائب رئيس الائتلاف المعارض هشام مروة ما صدر عن دي ميستورا معتبرا أنّه «محاولة منه لاسترضاء الأسد علی حساب مبادئ سياسية لا حياد عنها». وقال مروة لـ«الشرق الأوسط»: «دي ميستورا خالف بموقفه الدلالات القانونية لجنيف2 والتفسيرات الدولية والأميرکية له، وکأنّه يسعی لحل مشاکله مع الأسد علی حساب تسويات غير مقبولة لا سياسيا ولا قانونيا». وشدّد مروة علی أن طرح دي ميستورا بأن يکون الأسد جزءا من الحل «غير قابل للحياة کونه متورطا بجرائم حرب وجرائم إبادة جماعية»، مضيفًا أن «الصورة باتت واضحة للجميع، إنهاء الأزمة السورية مرتبط مباشرة برحيل الأسد».
وتحدث مروة عن «مخاوف من أن يکون هناک من يسعی لإنتاج معارضة سياسية تقبل بوجود الأسد وهذا ما سعت إليه وهمست به إيران وروسيا أکثر من مرة». ثم قال: «نرجو من دي ميستورا أن يحافظ علی دور الوسيط النزيه والمحايد ويبتعد عن التفسيرات السياسية التي لا تحظی لا بموافقة المعارضة ولا بموافقة الدول أصدقاء الشعب السوري».
وبدوره، دعا أحمد رمضان، عضو الهيئة السياسية للائتلاف، دي ميستورا لـ«توخي الحذر في تصريحاته، وتجنب إهانة آلاف الضحايا الذين سقطوا علی يد بشار ونظامه المجرم، وعدم تجاوز مبادرة جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة». وقال رمضان في بيان إن «ثورة الشعب السوري المستمرة للعام الرابع علی التوالي، والتضحيات الجسيمة التي قدمها السوريون من أجل الحرية والکرامة تؤکد بما لا مجال للشک أنه لا يمکن أن يکون بشار الأسد جزءا من أي حل سياسي في سوريا، باعتباره يمثل العقبة الکبری في العودة إلی مسار المفاوضات برعاية دولية من النقطة التي انتهت إليها مفاوضات جنيف».
هذا، ومن المرجّح أن يصدر عن الهيئة العامة للائتلاف المجتمعة في إسطنبول موقف رسمي من تصريح دي ميستورا الأخير. وکانت اجتماعات الدورة 19 للهيئة قد انطلقت يوم أمس الجمعة وتستمر حتی يوم غد الأحد لمناقشة مواضيع مختلفة منها التطورات الجارية علی الساحة، فضلا عن أمور ومواضيع تنظيمية.
ولقد دعا رئيس الائتلاف الدکتور خالد خوجا خلال کلمة في افتتاح الجلسات إلی «الاستفادة من المتغيرات الجارية في العالم من أجل الدفع بالثورة السورية إلی حال أفضل وتحقيق تطلعات الشعب في ثورته».
وحثّ خوجا إلی وجوب وضع الائتلاف «خارطة طريق جديدة وفق المتغيرات، آخذة بالحسبان الاتفاقات والوثائق السابقة للائتلاف، ومنها وثيقة العهد السياسي ورؤية الائتلاف، وفق خطة عمل واضعة بالحسبان التغيرات، ووضع الآليات اللازمة لذلک». وأضاف: «بقدر ما الوقت الحالي حرج وخطير، بقدر ما يشکل فرصة للتغيير وإعادة الحسابات، والإصلاح الداخلي، وتوحيد الجهود، فمهما کان التغيير کبيرا في المواقف الدولية، فإن ذلک يجب أن يعکس بقوة إلی وحدة وإرادة المعارضة ودقة حساباتها».
وتخلل جلسات يوم أمس أيضا استعراض وزير الدفاع في الحکومة المؤقتة اللواء سليم إدريس ورئيس هيئة أرکان الجيش الحر عبد الکريم الأحمد، لتطورات العمليات العسکرية والوضع الميداني والتحضيرات التي تتم لتشکيل جيش وطني.

زر الذهاب إلى الأعلى