مقالات

في ذکری الثورة الإيرانية ضد نظام الشاه

 



ايلاف
12/2/2015



بقلم:سنابرق زاهدي
 



حقائق عن تطبيق نظام ولاية الفقيه في إيران


 


في هذه الأيام التي تصادف الذکری السادسة والثلاثين من ثورة الشعب الإيراني ضد نظام الشاه، تحدث کبار زعماء نظام الملالي بشأن إنجازات هذا النظام علی الصعيد الداخلي والإقليمي. وکان خامنئي زعيم نظام ولاية الفقيه وحسن روحاني رئيس جمهوريته أسهبا في الکلام في هذه المجالات. أخص بالذکر حديث روحاني في إجتماع اليوم في طهران الذي عمد علی التأکيد علی الإنجازات في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية وغيرها. لاشک أن أبناء الشعب الإيراني الذي يعيش في الجحيم الذي خلقه هذا النظام لهم لايمکن أن يصدّق هذه الأقاويل. هذا من جهة.
من جهة أخری، ربما ينطلي علی بعض السذّج من الناس خارج إيران أن نظام ولاية الفقيه الذي يتحدّی العالم في مشروعها النووي، او من خلال تدخلها الواسع في مختلف الدول من العراق وسوريا ولبنان واليمن وافغانستان وغيرها وصرفها مئات المليارات علی مشاريعه النووية والتوسعية، نظام قوي ومستقرّ تماماً، ولا يستطيع أحد في العالم أن يضع هذا النظام عند حدّه. فمن خلال استعراض عضلاته خارج إيران وعربدته ضد الغرب وأميرکا يوهم وکأنه قوة عظمی في «المعسکر الإسلامي» تهمين علی الشرق الأوسط أو بالأحری علی الدول العربية والإسلامية ويجب علی العالم أن يأخذ هذا الواقع في الحسبان. ومع الأسف الشديد نری أن العالم أيضاً يعطی انطباعاً من هذا النوع من خلال مفاوضات طويلة المدی بشأن القضية النووية مع هذا النظام. فعندما يجلس مثلاً وزراء خارجية الدول الست الکبری في العالم (الولايات المتحدة، والصين، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا) وجهاً لوجه ممثلين لهذا النظام، فالصورة تعبّر عن الرؤية التي يريد نظام ولاية الفقيه تکريسها في الأذهان.


هناک مشهد آخر أيضاً تعبّر عن هذا الوهم، عند ما نری أن عديداً من دول العالم الثالث لايصوّت لصالح قرارات أممية تدين الاعدامات والتعذيب وقمع النساء وقمع الاقليات الإثنية والدينية وغيرها من انتهاکات حقوق الإنسان في نظام ولاية الفقيه. لأن هذه الدول تعتقد أن هذا النظام يقف ضد کبرياء الغرب وجبروته.


لکن الحقيقة تقول إن ولاية الفقيه الذي يحاول النظام تصديرها إلی الدول الأخری أحلّت من المآسي والويلات بالشعب الإيراني ما يفوق التصوّر. فأصبح من واجبنا وواجب کل ذي ضمير حي أن يقول للعالم أن نظام ولاية الفقيه هو النظام الأمثل والأول لکن ليس في الحرية والديمقراطية والبناء والرفاهية بل في الإعدام والقمع کما إدين حتی الآن أکثر من ستين مرة من أعلی الجهات الدولية لهذا السبب. وهو النظام الذي أصبح الأول في هروب الأدمغة الإيرانية، کما أن ايران تحت هذا النظام صارت البلد الأول في التلوّث والبيئة علی کرة الأرض والکوارث التي حلّت بجغرافيا الإيرانية تحت هذا النظام لايمکن أن تعوّض کتجفيف البحيرات والأنهار وهدم الغابات وما شابهها. ويقال أن رئيس الجمهورية الحالي يقول إنه الأول في التضخّم بين جميع الدول. وله رقم قياسي في الأمية، والبطالة والعيش تحت خطّ الفقر. وبينما يقول مسئول قضايا العمال في النظام أن 90% من العمال الأيرانيين يعيشون تحت خط الفقر وأن 10% الباقي أيضاً قريبون من عتبة الفقر، لکن الولي الفقيه خامنئي أغنی رجل في العالم حيث أن إحدی مؤسساته تقدّر ثرواته بـ95 مليار دولار. کما أن 80% من خيرات البلاد يملکها 1% من القريبين من ولاية الفقيه من الملالي وقادة الحرس وأصبح «مقر خاتم الأنبياء» التابع لقوات الحرس


أکبر مؤسسة اقتصادية في إيران. وحجم عمليات الاختلاس والسرقات علی الموالين لولاية الفقيه عادة مقياسه مليارات ولا الملايين!


کما أن الصحف الترکية فجأة نقلت لنا أن سمساراً إيرانياً تابعاً لولاية الفقيه استطاع من نقل عشرات المليارات من الدولارات والذهب بين إيران وترکيا بهدف اللفّ علی العقوبات الدولية ومن أجله أعطی رشاوی بعشرات الملايين لکبار الوزراء والمسؤولين الأتراک حيث هزّت عملياته أرکان الحکومة الترکية بعد الکشف عن هذه الحقائق.


هذه الحقائق وحقائق أخری من الصعب تصورها ننقلها من المسؤولين في النظام اومن الصحف التابعة له، علماً بأن نظام الملالي الذي يمارس أسوأ أنواع الرقابة علی الصحف فما يأتي فيها ليس سوی أجزاء من هذه الحقائق. وبعض الحقائق ننقلها من جهات رسمية دولية أو من وسائل أنباء محايدة في العالم.


فما ننقله هنا يعتبر غيضاً من فيض الحقائق التي من الصعب نقل بعضها. وبذلنا جهدنا أن ننقل ما حدث خلال العامين الأخيرين وأکثر الحقائق المنقولة تأتي من فترة رئاسة أحمدي نجاد الذي يعتبر أوفی رئيس وحاکم بولي الفقيه علی مدار سنوات وجود هذا النظام.


ولانريد هنا أن نقوم بتحليل سياسي أو نتکلّم حتی عن الإعدامات والتعذيب وانتهاکات حقوق الإنسان ولا عن تدخل هذا النظام في شؤون الدول الأخری ولا عن عدم وجود الحريات في المجتمع الإيراني و… بل الهدف هو شرح موجز عن «انتصارات» أو «إنجازات» نظام ولاية الفقيه في إيران علی الصعد الإقتصادية والاجتماعية. فلا نريد أن نقول ونشرح أن نظام الملالي کان ولايزال الأول في الإعدامات السياسية خلال العقود الماضية وأنه مارس أکثر من مائة من صنوف التعذيب الجسدي والروحي ضد السجناء السياسيين خلال هذه السنوات ولانريد أن نکرّر قضية ارتکاب المجازر بحق ثلاثين ألفا من السجناء السياسيين المجاهدين في العام 1988، ولانريد أن نثبت بأن هذا النظام هو المسيطر علی الشؤون العراقية وأن الميليشيات التابعة له يعيثون في الأرض العراقية فساداً ويرتکبون من الجرائم بحق أبناء الشعب العراقي ما يندی له الجبين ويفوق جرائمها ما تمارسه جماعة «داعش» کما ونوعا ولانريد… بل هنا نری أن نذکر الحقائق من فم زعماء والمسؤولين في النظام أو من الصحف ووسائل الأنباء التابعة له أو من المصادر الدولية ذات المصداقية بشأن ما حلّت بالشعب الإيراني من جراء تطبيق نظام ولاية الفقيه علی بعض الصعد. کهروب الأدمغة والهجرة، الوضع الاقتصادي العام، التضخم والغلاء والفقر، والبطالة، وعملية الفساد والسلب والنهب، وتهريب البضائع وتهريب المخدرات وأزمة الإدمان، والأمية وممارسة القمع الإجتماعي والسلطة القضائية والسجون و… الطلاق وملفات الانتحار، وأزمة البيئة و… الأزمات الأجتماعية الأخری.


والهدف من ذلک أن نقول للعالم أن هذا النظام الذي يريد تصدير ثورته إلی الدول الأخری ما هي مغزي ونتيجة هذه الثورة التي تريد تصديرها إلی الآخرين.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى