أخبار إيران

الحصار الطبي يقتل 23 معارضًا ايرانيًا في العراق

ايلاف
د أسامة مهدي
14/1/2015

أعلنت المعارضة الإيرانية اليوم ارتفاع عدد المتوفين من عناصرها اللاجئين في العراق إلی 23 شخصا، بسبب الحصار الذي تفرضه سلطاته علی مخيمهم “الحرية” في ضواحي بغداد، وذلک برحيل احد قيادييها اليوم نتيجة مشاکل في القلب حيث دعت رجوي الإدارة الأميرکية والأمم المتحدة إلی تنفيذ تعهداتهما بضمان أمن وسلامة السکان، ووضع حد لهذا الحصار الذي قالت إنه يشکل مثالا للجريمة ضد الانسانية.
________________________________________

قال المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إن أحد العناصر الإيرانية في مخيم الحرية “ليبرتي” في ضواحي بغداد الغربية هي السيدة مهين أفضلي، قد تعرضت إلی نوبة قلبية وتوفيت علی اثرها في المرکز الصحي العراقي داخل المخيم. واشار إلی ان أفضلي من مواليد عام 1950 ومن مسؤولي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بخلفية نضالية لمدة 36 عاما “ضد الفاشية الدينية الحاکمة في ايران”. واشار المجلس إلی أن أفضلي کانت تعاني مرضا قلبيا منذ فترة، وهي تعد المريض الـ 23 التي توفيت جراء الحصار الطبي اللا إنساني المفروض علی مخيم الحرية.

وأوضح المجلس في بيان صحافي من مقره في باريس تسلمته “إيلاف” اليوم، أن الضحية مهين أفضلي مقيمة في فرنسا وتتمتع بجواز سفر للاجئين السياسيين في هذا البلد، إلا أنه ولکون الحکومة الفرنسية قد امتنعت عن استقبال لاجئيها، تم تسجيل اسمها في قائمة أسماء المرشحين للنقل والمعالجة إلی الحکومة الفنلندية في السابع من کانون الثاني (يناير) عام 2014 واضافة إلی ذلک وبسبب تدهور حالتها الصحية تم ادراج اسمها في قائمة المرضی لاعادة توطين عاجل ثم تم تقديم القائمة إلی السيدة جين لوت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في شؤون اعادة توطين مجاهدي خلق (قائمة نيسان/ ابريل 2014 – رقم التسلسل 31). کما کان اسمها مدرجا في القوائم المقدمة إلی المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تشرين الثاني ( نوفمبر) عام 2014 وکانون الثاني الحالي إلا أنه لم تصل أي من هذه المراجعات إلی نتيجة.

وأضاف انه نتيجة لذلک، فقد توفي منذ عام 2009 حين حولت الولايات المتحدة حماية مخيم “أشرف” شمال شرق بغداد إلی القوات العراقية قبل إغلاقه ولحد الآن 23 من سکان مخيمي أشرف والحرية اثر الحصار الطبي الذي تفرضه السلطات العراقية علی اکثر من ثلاثة آلاف معارض ايراني في المخيمين بينهم الف من النساء والاطفال… إضافة إلی أن هناک العشرات من المرضی يعيشون حالة خطرة بسبب هذا الحصار.

وحمل مجلس المقاومة الإيرانية الولايات المتحدة والأمم المتحدة، الأوضاع المتردية للاجئين الإيرانيين في العراق، وقال إنهما لو کانا ملتزمين بالاتفاق الرباعي الموقع في آب (أغسطس) عام 2012 وغيرها من تعهداتهما المکررة والمکتوبة تجاه أمن وسلامة السکان ولو کانتا ترغمان الحکومة العراقية علی إلغاء الحصار الطبي لکان من الممکن منع وصول الحالة إلی وفاة السيدة أفضلي بحسب قوله.
وأضاف أن الحصار الطبي المفروض علی 3 آلاف انسان أداة بيد لجنة قمع المخيمين في رئاسة الوزراء العراقية لتعذيب السکان نفسيا وجسديا. في الوقت الذي لا يتمتع المرکز الصحي العراقي داخل المخيم بأبسط الاجهزة الطبية للحالات الطارئة .. موضحا ان الحکومة العراقية تمنع نقل الاجهزة الطبية التي أعدها السکان بنفقاتهم الخاصة إلی مخيم الحرية منذ 3 سنوات.

رجوي تدعو واشنطن والامم المتحدة لضمان سلامة سکان المخيم
وأکد المجلس الإيراني المعارض أن الضحية أفضلي کانت فردًا محميًا بموجب اتفاقية جنيف الرابعة، ومشمولة بالحماية الدولية بصفتها لاجئة شأنها شأن سکان مخيم الحرية الآخرين. وقدمت رئيسة المجلس رجوي تعازيها إلی سکان المخيم بفقدان أفضلي وقدمت بشکل خاص مواساتها لابنتها السيدة عاصفة حيدريان، وناشدت الحکومة الأميرکية والأمم المتحدة، العمل بتعهداتهما تجاه أمن وسلامة السکان من أجل اتخاذ خطوة عاجلة لوضع حد للحصار الطبي الذي تفرضه السلطات العراقية علی سکان المخيم “الذي يشکل مثالا بارزًا للجريمة ضد الانسانية” کما قالت.

ومؤخرا أکد الدکتور حسن جزائري الطبيب المقيم في مخيم الحرية ليبرتي أن السلطات العراقية تعرقل علاج المرضی تحت ذرائع وحجج مختلفة حيث تتعمد عدم وصول مرضی المخيم إلی المستشفيات والعيادات الطبية في ظل حصار طبي مفروض منذ اشهر طويلة الامر الذي يؤدي إلی وفاة العديد من المرضی جراء التأخر في ارسالهم إلی المشافي وبقائهم فترة طويلة دون علاج.
واوضح جزائري ان هناک حاليا حوالي 800 مريض ينتظرون دورهم للذهاب إلی مستشفيات في بغداد من بينهم 256 مريضا لهم مواعيد لعمليات جراحية لکن السلطات العراقية وضعت صيغة بطيئة جدأ لخروج المرضی حيث لا تسمح إلا بخروج 4 مرضی وللذهاب فقط إلی مستشفی واحد في اليوم واحيانا تضع الحظر الکامل علی ذهابهم إلی المشافي لمدة تستغرق حتی ثلاثة أسابيع .
واشار إلی انه طيلة الاشهر الاخيرة کان هناک 75 مريضا علی موعد مع العيادة الطبية وتشمل حالاتهم اصابات بأمراض القلب والسرطان وهؤلاء جميعا تم منعهم من الذهاب إلی المستشفيات وإلی الان فانهم لا يحصلون علی الادوية والعلاج المناسب لاستمرار حالتهم .. مشددا بالقول “انه وضع مأسوي بکل ما تحمل الکلمة من معنی”.

زر الذهاب إلى الأعلى