حديث اليوم

ايران.. تفاقم الصراع بين رموز نظام الملالي علی ”جيفة السلطة“


 


مع اقتراب ذکری مسيرة نظمها عملاء الخامنئي في کانون الأول/ ديسمبر 2009 ضد الانتفاضة العارمة للشعب الإيراني ومع اقتراب جلسة مجلس الخبراء لنظام الملالي في شهر آذار/ مارس القادم حيث سيتم فيه النقاش حول انتخاب بديل عن مهدوي کني ومتزامنا مع اقتراب تمهيدات ومهازل يجريها کل من وسائل الإعلام والعناصر التابعين لعصابة رفسنجاني ـ روحاني من أجل ترشيح رفسنجاني لتولي رئاسة مجلس الخبراء للنظام، بدأت موجة جديدة عن هجمات من قبل کل من العناصر ووسائل الإعلام التابعة لعصابة الخامنئي وخاصة الملالي من هذه العصابة ضد عصابة رفنسجاني ـ روحاني ورفسنجاني ذاته علی وجه التحديد.


کما ظهر کل من حسين شريعتمداري البلطجي الخاص للخامنئي وعلي رضا زاکاني عقب ما قام به محمد الخامنئي الشقيق الأکبر لولي الفقيه للنظام الرجعي من هجمات ضد رفسنجاني.
واعتبر زاکاني وهو عضو في البرلمان من عصابة الخامنئي والعنصر الأمني السابق في النظام، رفسنجاني من ضمن الريفسيونيين في النظام واصفا فکرته بالريفسيونية وأکد يقول: «لا تعتبر هذه المجموعة الإسلام حلا للمشاکل وهم يحذون حذو فکرة التطوير الغربي حيث تمخضت (تلک الفکرة) عن تداعياتها وآثاره في عهد رئاسة کل من السيدين هاشمي وخاتمي وذلک نظرا لنموذج الاقتصاد الحر والسياسة والثقافة في الغرب». (صحيفة ابتکار 25کانون الأول/ ديسمبر 2014)
وهکذا تعلل صحيفة ابتکار السبب الرئيسي لهجوم عصابة الخامنئي الأخيرة علی رفسنجاني: «يرغب منتقدوه ذاته في أن يحيلوا دون ترشيحه في انتخابات رئاسة مجلس الخبراء للقيادة وکذلک يرغبون في تشويه سمعته لدی الرأي العام وذلک علما بأن لدی آية الله تأثير ورأي  في انتخابات مجلس الشوری الإسلامي».
ويشکک الملا رضا تقوي رئيس مجلس السياسات لأئمة الجمعة التابع للخامنئي في رفسنجاني لما اتخذه من المواقف عام 2009 وما قدمه من الدعم والإسناد للمرشح المقدم من قبل العصابة الفاشلة في مهزلة الانتخابات الرئاسية ذلک العام ويلوح في برنامج «شناسنامه» التلفزيونية إلی ما اتخذه رفسنجاني من المواقف في صلاة الجمعة الأخيرة التي أقامها في 17تموز/ يوليو 2014 حيث قال: « لقد کان لدينا يوم أو يومان صعبان بشأن کيفية إقامة صلاة الجمعة في ذلک الأسبوع أي بتأريخ 17کانون الأول/  ديسمبر في شهر رمضان، حيث کان المقرر أن يقيم فيه فخامة السيد هاشمي صلاة الجمعة… تمکنا نحن وبکل ما کان في وسعنا من الطاقة أن نقيم صلاة الجمعة ونحتفظ بها في ذلک اليوم. ولو کان من الممکن أن يتم التشويش والإخلال في صلاة الجمعة لذلک اليوم لما کان من الواضح ألا يقع التشويش والإخلال في صلوات الجمعة الأخری».


ويذعن الملا تقوي بشکل صريح بأنه وبعد صلاة الجمعة بتأريخ 17تموز/ يوليو 2009 أکد لرفسنجاني شخصيا أنه لا يعود يحق له أن يقيم صلاة الجمعة: «أخبرنا فخامته، ونقلنا الحساسية ليکون الأمر باتجاه الاتحاد والانسجام والتوحد حتی يمکن لنا أن نقيم صلاة الجمعة. وتحدثنا معا عبر الهاتف إذ لم تکن الأجواء مواتية بقدر ما يمکن من خلالها أن يقيم صلاة الجمعة. کما کان يشاهد نفسه کم من جهود بذلناها من أجل إدارة صلاة الجمعة».
ومن الواضح أن الملا تقوي وفي مراتب الملالي ونظام الملالي لا يحظی بثقل واعتبار يذکران حيث يمکنه أن يصمم ويقرر نفسه ويخبر رفسنجاني بحظر إقامته صلاة الجمعة إلا أنه کان ينفذ لما أمره به الخامنئي.
هذا ويهدف إخراج ملف رفسنجاني لصلاة الجمعة في عام 2009 من أرشيف نظام الولاية وذلک في هذه الظروف والأيام التي نقترب من ذکری مظاهرات عناصر الخامنئي في 30کانون الأول/ ديسبمر، إلی تصفية الحسابات أمامه. کما يبدو أن ما قام به عناصر عصابة الخامنئي من الإجراء المتناسق ضد رفسنجاني لم يکن من شأنه أن يجری دون موافقة الولي الفقيه. وتصل شدة التهم الموجهة لرفسنجاني من قبل عصابة الخامنئي إلی حد لا يصفونه فيه بـ«مثير الفتنة» إلا أنهم يعتبرونه فعلا من ضمن الداعمين أي المؤيدين لها.
وهجم وبشدة الملا نبويان من نواب عصابة الخامنئي في برلمان النظام علی رفسنجاني ـ روحاني وذلک لما اتخذه من المواقف بشأن قضايا عام 2009 وما لهم من مواقفهم الحالية حيث قال: «ليس بعض من المعممين لم ينددوا بالفتنة فحسب وإنما صب هؤلاء أنفسهم لمصلحة العدو».
وإذا أشار هذا النائب من عصابة الخامنئي في برلمان النظام إلی ما بذلته عصابة رفسنجاني ـ روحاني من الجهود من أجل فرض السيطرة علی برلمان نظام الملالي في العام المقبل وأکد يقول: «لقد خطط مثيرو الفتنة ومعارضو النظام من الآن لمجلس الخبراء القادم وأکدوا بشکل صريح أن مجلس الخبراء القادم هو مجلس خبراء من شأنه أن يأتي بقائد (آخر)». (وکالة أنباء فارس 26کانون الأول/ ديسمبر 2014)
ومتزامنا مع الوجوه البارزة في عصابة الولي الفقية، هجم أئمة صلوات الجمعة التابعون للخامنئي بقضهم وقضيضهم علی رفسنجاني کونهم ورغم مرور بضع سنوات بعد أحداث عام 2009 لا يمکن لهم أن يبدوا کراهيتهم إزاء «مثيري الفتنة»؛ فبالتالي لا يمکن تولي مهام ومسؤوليات هامة في النظام من قبل من لهم من هذه المواقف.
ومن يشير إليه أئمة صلوات الجمعة التابعون للخامنئي هو ليس إلا رفسنجاني الذي تتربص عصابته لتحتمه علی الخامنئي رئيسا لمجلس خبراء النظام في وقته المناسب.
وتظهر الهجمات والهجمات المضادة المتزايدة بين العصابات الداخلية للنظام الأزمة المستعصية التي تعرض لها النظام في مختلف المجالات.
ولا شک في أن کلا من الشرخ والانقسامات الموجودة في رأس نظام الولاية والخلافات العالقة بين الولي الفقيه للنظام الرجعي ورفسنجاني علی وجه التحديد، يبين أصداء هذه الأزمات والمشکلة الرئيسة  أي المشکلة العالقة بين الشعب ونظام ولاية الفقيه العائد إلی القرون الوسطی بکل فصائله الداخلية.
ويقرب کل من هذا الشرخ وهذه الانقسامات نظام الملالي من أن يلقی في مزبلة التأريخ أکثر من أي وقت مضی وذلک بفضل صمود الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وکذلک عمليات کشف النقاب المتواصلة عن السياسات القمعية والرجعية للغاية لهذا النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى