غرف عمليات مشترکة بين الحرس وميليشيات شيعية..7 آلاف عنصر للحرس الثوري الإيراني ينتشرون في العراق

 


 


ايلاف
26/12/2014


د أسامة مهدي 
   



  
حسين عابديني عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ممثله في لندن



کشف مسؤول إيراني معارض في حديث مع “إيلاف” أن عدد عناصر الحرس الثوري المنتشرين في العراق قد وصل حاليًا إلی 7 آلاف عنصر ينتشرون في مناطق عدة من البلاد، مشيرًا إلی أن عناصر أخری من ميليشيات عراقية مدعومة من إيران يتلقون فيها تدريبات علی القتال بإشراف قادة إيرانيين ولبنانيين تابعين لحزب الله.
________________________________________
أسامة مهدي: قال حسين عابديني عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ممثلة في لندن إن عدد عناصر الحرس الثوري لفيلق القدس الإيراني في العراق قد وصل إلی 7000 شخص، حيث تم نشرهم في محافظات بغداد وديالی وصلاح الدين وکل من مدن سامراء وکربلاء والنجف وخانقين والسعدية وجلولاء.
أضاف أنه بحسب المعلومات التي تصلهم من مصادرهم في داخل إيران إن هذه العناصر يرافقها، ويشرف عليها عدد کبير من قادة وخبراء قوات الحرس، يقومون أيضًا بالإشراف علی نشاطات الميليشيات العراقية الشيعية في مختلف مناطق العراق. وأوضح أنه منذ أن بدأ رئيس الوزراء السابق نوري المالکي الحرب علی الأنبار في کانون الأول (ديسمبر) عام 2013 فقد شعر النظام الإيراني بالخطر، حيث أخذ تواجد فيلق القدس في العراق أبعادًا جديدة.. کما ذهب عدد من قادة فيلق القدس ممن شارکوا في قمع ثورة الشعب السوري إلی العراق في شباط (فبراير) عام 2014 لتدريب القوات العراقية من خلال تجاربهم التي اکتسبوها في إيران وسوريا، وبشکل مباشر إلی قائد القوة البرية العراقية آنذاک الفريق علي غيدان وقائد الفرقة الذهبية المسماة بالقذرة فاضل برواري.
وأشار إلی أن هؤلاء القادة يتقدمهم الجنرال قاسم سليماني قائد الحرس کانوا أول من أوعز للمالکي بتشکيل قوة مماثلة للبسيج (التعبئة) لقوات الحرس الإيراني، حيث تم فعلًا تشکيل قوات متطوعي الحشد الشعبي من الشيعة.
ضباط إيرانيون ومن حزب الله يدربون الميليشيات الشيعية
وقد تم تنظيم دورات تدريبية لمدة 15 يومًا داخل إيران لقيادات هذه الميليشيات منذ شباط (فبراير) الماضي، کما أرسل فيلق القدس عددًا من المدربين لحزب الله من لبنان إلی العراق بهدف تنظيم وتدريب الميليشيات.  
وأوضح عابديني أنه قد تم تزويد هذه الميليشيات بالقنابل والصواريخ عن طريق الجو وبتنسيق مع هادي العامري زعيم منظمة بدر وزير النقل العراقي السابق.. فيما تم أيضًا تشکيل غرفة عمليات مشترکة في الأنبار بقيادة اللواء في الحرس الثوري “إيرج مسجدي” بصفته مستشارًا أعلی لقاسم سليماني، کما يتردد علی العراق حاليًا لتلبية احتياجات هذه الميليشيات القائد في الحرس “إسماعيل قاآني أکبر نجاد” نائب قاسم سليماني.
وأوضح أنه بعد انهيار الجيش العراقي في 10 حزيران (يونيو) الماضي وإخراج محافظتي نينوی وصلاح الدين من سيطرته أرسل فيلق القدس منظومته للقيادة إلی العراق بعد ساعات فقط من ذلک، حيث دخل العراق أکثر من ألفي من أفراد الحرس المتمرسين خلال الأيام الأولی، وکانت مهمتهم حفظ حزام بغداد بالدرجة الأولی خوفًا من سقوط العاصمة بغداد، وانتشر قسم آخر منهم في محافظة ديالی، المتاخمة حدودها مع إيران في شمال شرق بغداد. وبالتزامن مع ذلک فقد انتشرت عناصر لسلاح الجو للحرس الإيراني في محافظتي ديالی وصلاح الدين وفي إقليم کردستان بهدف تجميع المعلومات وقيادة طائرات من دون طيار، حيث إن ازدياد عدد عناصر الحرس لا يزال متواصلًا، ويصل حاليًا إلی 7000 شخص.
وأشار إلی أنه في هذه المرحلة فقد اختار سليماني القيادي العراق المطلوب للقوات الأميرکية أبومهدي المهندس ليعمل نائبًا له لشؤون العمليات في العراق وقائدًا للميليشيات في العراق، کما شکل غرفة عملياتية خاصة في بغداد، بهدف التنسيق بين الميليشيات، فيما تولی هادي العامري المسؤولية العسکرية والأمنية في ديالی، موضحًا أن هذين الشخصين کانا من بين 32 ألفا ممن يتقاضون مرتبات من قوات الحرس الإيراني، حيث کشفت المعارضة الإيرانية النقاب عن قائمتهم عام 2006.
وقال إن قاسم سليماني يتواجد حاليًا في المناطق العملياتية للميليشيات لتنظيم قوات الحشد الشعبي للمتطوعين، منوهًا في هذا المجال بتصريح لمستشار الأمن الوطني العراقي فالح الفياض في مقابلة مع قناة العراقية الحکومية يوم 22 من الشهر الحالي حين أقر بوجود عدد من المستشارين الإيرانيين ضمن قوات الحشد الشعبي.
العمليات المناهضة للسنة تصاعدت بشکل غير مسبوق
وشدد عابديني علی أن هدف قوات الحرس والميليشيات ليس محاربة داعش، بل استغلال الظروف الموجودة وتعزيز سلطتهم علی العراق، لذلک فإن عمليات الإبادة والاغتصاب والتهجير الجماعي وسلب أملاک أهل السنة، التي کانت مستمرة منذ عام 2003، أخذت أبعادًا غير مسبوقة خلال الأشهر الأخيرة.
وأشار في هذا المجال إلی تصريح شيخ جعفر مسؤول الحزب الديمقراطي الکردستاني بزعامة مسعود بارزاني في قضاء خانقين في محافظة ديالی، نشره الموقع الرسمي للحزب في الأول من الشهر الحالي قائلًا “تعامل الميليشيات الشيعية يشبه داعش أو حتی أسوأ من داعش. إن لديهم خبرة في القتل والحرق والنهب، حيث عبثوا بمدينة السعدية بنسبة 90 بالمئة، ونهبوا وحرقوا مرافقها جميعًا… وهدفهم هو بسط السلطة ونفوذهم… إنهم لا يستخدمون العلم العراقي کثيرًا، ويرفعون راية تحمل شعار الثورة الإسلامية الإيرانية… إنهم بدأوا بتصفية جميع السنة، ويقتلون الناس أينما وجدوهم… وتفجر هذه القوات منازل الناس بذريعة عملية تفکيک عبوات ناسفة والمتفجرات”.
يذکر أن قناة “المنار” الناطقة باسم حزب الله اللبناني الحليف لإيران قالت في تقرير لها في 28 من الشهر الماضي إن قائد “فيلق القدس” الإيراني اللواء قاسم سليماني قاد شخصيًا معارک ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” برفقة خبراء عسکريين إيرانيين ولبنانيين. وأضافت القناة في تقرير عنوانه “بغداد… يوم حطت طائرة سليماني”، أن الجنرال الإيراني الذي نادرًا ما يظهر في العلن وصل إلی بغداد في طائرة خاصة بعد ساعات قليلة من سقوط مدينة الموصل في أيدي تنظيم “داعش” في العاشر من حزيران (يونيو).
وأوضحت أن سليماني کان برفقة “خبراء عسکريين إيرانيين إضافة إلی خبراء لبنانيين”. وأشارت إلی أن سليماني وضع مع مسؤولين عراقيين خطة لمواجهة خطر تنظيم “داعش”، تقضي أولًا بتأمين بغداد و”تثبيت” حزامها، خشية أن يعمد مقاتلو التنظيم الذي سيطر إثر هجومه الساحق علی مساحات واسعة من شمال العراق إلی التقدم نحو العاصمة.
من جهتها أقرّت طهران بإرسال أسلحة ومستشارين عسکريين إلی العراق لمساعدة القوات الحکومية والمقاتلين الأکراد العراقيين منذ بداية هجوم الدولة الإسلامية في مطلع حزيران (يونيو) الماضي.
وبحسب التفاصيل النادرة عن سيرته فإن سليماني انضم إلی الجيش الإيراني في عام 1980 في بداية الحرب مع العراق، التي أوقعت ما بين مليون و1.5 مليون قتيل من الجانبين علی مدی ثمانية أعوام، ثم أرسل إلی الحدود الأفغانية لمکافحة تهريب المخدرات.
وفي عام 1998 عيّن قائدًا لـ”فيلق القدس”، وهي وحدة النخبة المکلفة عمليات سرية في الخارج والتابعة للحرس الثوري الإيراني. واتهمت الولايات المتحدة سليماني في عام 2008 بتدريب الميليشيات الموالية لإيران لمحاربة قوات التحالف الدولي في العراق.


 


 

زر الذهاب إلى الأعلى