تقارير

أزمات اقتصادية تقصم الظهور جراء العقوبات وتداعياتها الأمنية، تشکل أسباب رضوخ النظام للمفاوضات المخزية

 

 

 

أثار ما أدلی به وزير الخارجية لحکومة الملا حسن روحاني من تصريحات قاضية بأن المفاوضات أدت إلی أمن أکثر للنظام، نزاعا آخر داخل النظام.
وکان وزير الخارجية للنظام قد أشار في 2کانون الأول/ ديسمبر 2014 إلی المفاوضات النووية مع مجموعة 5+1 خلال مؤتمر الدبلوماسية النووية الذي عقد في جامعة علامة طباطبايي وقال: «لقد توفر لدی الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمن أکثر جراء المفاوضات. ولا يعود يدق أحد علی طبول الحرب ضد شعبنا بعد… کما فهم العالم أنه يمکن التفاهم من خلال المنطق والاحترام والمفاوضة والمصالح المشترکة».
وکان ظريف قد أکد العام الماضي خلا تصريحات أطلقها في جامعة طهران قائلا: «لا يخاف الغربيون من بضع دبابات لنا أو صواريخنا. إنهم يخافون من هؤلاء المواطنين. هل فکرتم في أن أمريکا يمکن لها أن تعطل وتدمر جميع منظوماتنا العسکرية عبر قنبلة واحدة لها، هل تخاف من منظومتنا العسکرية؟»
وردا علی ما أطلقه ظريف من تصريحات في 2کانون الأول/ ديسمبر علل قائد قوات الحرس أسباب أمن النظام هذا في «القابلية الدفاعية والمکاسب العسکرية للنظام» (اقروءوا ممارسة القمع وتصدير الإرهاب) ولا الجهود الدبلوماسية لحکومة الملا روحاني.
کما لا تقتصر ردود الأفعال علی تصريحات ظريف، علی قائد قوات الحرس فحسب، وإنما ظهرت الصحف التابعة للعصابتين کليهما إلی الساحة.
ونقلت صحيفة سياست روز التابعة لعصابة الخامنئي في 6کانون الأول/ ديسمبر 2014 ما أدلی به المسؤولون السابقون في إدارة أوباما والخبراء السياسيون في هذا البلد من تصريحات قاضية بزيادة «الضغوط الاقتصادية والقهرية» ضد نظام الملالي وتستنتج أن الدبلوماسية والمفاوضات النووية لا تضمن الأمن بالنسبة للنظام وإنما ها هي قوة «الردع» والدفاع هي التي توفر الآن أمن النظام.
وتشير صحيفة سياست روز إلی ما أطلقه خبير أمريکي من تصريحات وذلک لتثبت نظريتها القاضية بأن المفاوضة والدبلوماسية ليستا من شأنهما أن تؤديا إلی الأمن للنظام وأکدت تقول: «بينما خاضت أمريکا المفاوضات النووية مع إيران، تستعد للقتال ضدها».
ونقلت هذه الصحيفة عن موقع أمريکي بعنوان «اکزمينر» قولها:«بينما طالب المفاوضات النووية مع إيران فظل ينقش الخيار العسکري في أذهان الکثيرين».
وإذ کتبت صحيفة کيهان التابعة للخامنئي نقلا عن نواب برلمان النظام في رفض تصريحات وزير الخارجية للنظام، هجمت علی ما أدلاه ظريف من تصريحاته.
ونقلت صحيفة کيهان عن أحد نواب برلمان النظام باسم محمد سليماني قوله: «لم يقع حادث جديد لنعلن عن زيادة أمن البلاد بعيد المفاوضات النووية. وتعد هذه الحالات من أخطاء أساسية  وحسابية ترتکبها الحکومة الحادية عشرة حيث من المتوقع أن يولي الرجال الحکوميون اهتماما ودقة أکثرين في تصريحاتهم».
کما تکتب هذه الصحيفة نقلا عن نائب آخر في برلمان النظام قوله:«فهکذا لا يتمتع ما أدلی به وزير الخارجية من تصريحات خلفية فکرية صائبة کما لا تحظی بدعامة منطقية».
ويرفض نائب آخر تصريحات ظريف ويقول: «قطع الشک باليقين أنه مخطئ من يظن ويتصور أن المفاوضات أسفرت عن الأمن في بلدنا». (صحيفة کيهان 6کانون الأول/ دسيمبر 2014)
هذا ولم يلتزم الطرف الآخر في هذا الصراع الصمت وبدأ يرد علی العصابة المتنافسة ويؤيد ما اتخذه ظريف من مواقف.
واعتبرت صحيفة مردم سالاري التابعة لعصابة رفسنجاني ـ روحاني التحدي الأمني للمشروع النووي للنظام أحد الأخطار للمؤشر الأمني لفترة سلطة الملالي والتي تعرض النظام للتهديد وأن «المفاوضات التي بدأ سيرها منذ الماضي واستمر حتی اليوم تهدف إلی إزالة وإمحاء هذه الأخطار الأمنية من الظروف الراهنة والقادمة للبلد».
کما سبق لکل من الملا روحاني والملا رفسنجاني أن أکدا ضمنيا أن المفاوضات أزالت ظلال الحرب المخيمة عن النظام.
والحقيقة هي أن الأزمات الاقتصادية المترتبة علی العقوبات والتي تقصم الظهور والتداعيات الأمنية للمفاوضات هي التي أرغمت النظام علی الرضوخ للمفاوضات المخزية. وهو خزي، يظهر بکل وضوح خلال مدح وثناء الصحيفة نفسها (مردم سالاري) للمفاوضات والمفاوضين: «نحن نتمنی التوفيق لفريق التفاوض النووي الذي تؤيده قادة النظام لحسن الحظ. کونهم وخلافا للبعض، قللت المفاوضات نسبة التهديدات الخارجية کما سينحل أحد التحديات الهامة للنظام مع نهاية المفاوضات وهذا يعني توفير الأمن بشکل أکثر للبلاد».
هناک حقيقة تقف وراء استجداء حکومة روحاني أمن النظام من المفاوضات النووية أو استجداء عصابة الخامنئي من ممارسة القمع وما يسمی بالقوة، وهي أن الأمن الحقيقي يعود للنظام الذي يعتمد علی شعبه ويبحث عن تحقيق المصالح الوطنية للشعب. فلا يفترض وفي ظل مقاومة هذا الشعب ورواده الذين يحملون أرواحهم علی کفوف أيديهم أمن واستقرار لنظام ولاية الفقيه الذي لايبشر بشيء للشعب الإيراني سوی بالقمع والنهب کما لا يعالج التعلق بالأذيال البالية للمفاوضات والقمع أزمة هذا النظام.
وتکمن المعالجة لهذه الأزمات في الشعب الإيراني ومقاومة الشعب الإيراني الذين سيوفرون الأمن الحقيقي للمواطنين بعد التخلص من دنس هذا النظام برمته لا محالة.

زر الذهاب إلى الأعلى